قصة حب رفضها الاهل وراء قضية طفلة الحاوية

mainThumb

18-09-2007 12:00 AM

ربطتهما علاقة حب منذ اكثر من عامين تقدم خلالها مرتين لخطبتها من اهلها الا ان طلبه قوبل بالرفض ..فتحولت العلاقة الى لقاءات غرامية في "بيت الدرج "اثمرت حملا غير شرعي رفضه الحبيب مطالبا باجهاض الحمل اكثر من مرة فرفضت وتوقفت عن لقائه واخفت حملها حتى يوم الولادة ..حسب تحقيق الشرطة .
هذه قصة والدي الطفلة حديثة الولادة التي القتها جدتها لامها وخالتها في حاوية القمامة بمنطقة جبل عمان في الرابع من الشهر الجاري بعد وضعها داخل كرتونة مغلقة وضعت داخل كيس لونه اسود وملفوفة بواسطة بشكير لونه اخضر ووجدها احد عمال النظافة قبل القائها في كابسة النفايات تمهيدا لطحنها.
استطاعت وكالة الانباء الاردنية لقاء ذوي الشاب والفتاة وبعض الجيران حيث قالت قريبته ..ان عمره / 23 عاما / ولكونه يتيم الام كانت تعامله كابن لها وانها قامت بالذهاب مرتين لمنزل اهل الفتاة لخطبتها الا ان طلبها قوبل بالرفض بتذرع اهل الفتاة بان البنت خطبت .
وبينت انها كانت تعلم بحب الشاب للفتاة الا انها لا تعلم بتطورها الى علاقة غرامية ولو كانت تعلم لسعت الى حل الموضوع مع اهل الفتاة التي وصفت حالتهم بعد الحادثة بقولها "كان الله بعونهم على مصيبتهم" .. واكملت " انا عندي ولايا واشعر بما حل بهم من مصيبة ".. ونفت ما ذهب اليه بعض الجيران بان سبب رفض الاهل لتزويج ابنتهم من حبيبها كونه عاطلا عن العمل .
الا ان الجيران اتفقوا في حديثهم لوكالة الانباء الاردنية على ان اهل الفتاة يتمتعون بسمعة طيبة بين الجيران ومشهود لهم بالاخلاق الحميدة والجيرة الطيبة ..كما اتفقوا على انهم لم يلاحظوا اي تغيير على جسم الفتاة خلال الفترة الماضية ولم يلاحظوا الحمل عليها معزين ذلك لضاّلة حجمها ولكونها "بكرية" مما ساعد على عدم ظهور ملامح الحمل عليها.
واكدت والدة الفتاة في تحقيق الشرطة .. انها عندما سالت ابنتها عن سبب السمنة التي بدت تظهر عليها اجابتها بانها تأخذ الفيتامينات الخاصة بفتح الشهية والسمنة، وقالت انها اصيبت بصدمة وسقطت على الارض عندما سمعت ابنتها / 21 عاما / تصرخ وتتالم من بطنها لتخبرها بانها " تلد " فاخذت تصرخ " انخرب بيتي " فقامت ابنتاها بسحب شقيقتيهما على فرشة الى الشقة الفارغة الموجودة امام منزلهم لاتمام عملية الولادة ووقفت تحرس الباب خوفا من قدوم احد ابنائها الشباب .
وفي اقل من عشر دقائق حيث كانت الساعة حوالي الثامنة صباحا ولدت طفلة انثى وبعد ان قطعت ابنتها الكبرى الحبل السري .. قامت الام بلف المولودة ببشكير لون اخضر ووضعتها في كرتونة / حجم وسط ووضعت الكرتونة في كيس لون اسود وذهبت وابنتها الصغرى لرميها في الحاوية متجاهلة طلب ابنتها التي ذهبت معها بتركها في احدى الحدائق وليس الحاوية .
وحسب تحقيق الشرطة فان ابنتها الكبرى بقيت في المنزل تنظف وتزيل اثار الدماء من الشقة بعد ان نقلت شقيقتها الى المنزل وكأن شيئا لم يكن .. بعد ان تخلصوا من اثار الحمل بالقائها بالحاوية الا انهم علموا من الاخبار المنشورة بالصحف المحلية بانه تم العثور على الطفلة وانها ما زالت على قيد الحياة .
فيما اعترف الشاب والد الطفلة / 23 عاما / في تحقيق الشرطة الذي اجري معه في الثالث عشر من هذا الشهر بعلاقته الغرامية مع حبيبته .. وانه تقدم لخطبتها اكثر من مرة .. وانه علم قبل عشرة ايام ومن خلال اتصال هاتفي من شقيقة حبيبته تخبره بان حبيبته قد ولدت ، وطلب مشاهدة المولود ، الا انه بعد قليل تلقى مكالمة اخرى تخبرة بان الطفلة توفيت .
رئيس المركز الاسلامي بالجامعة الاردنية الدكتور احمد العوايشه اكد انه من حق الاهل الاعتراض على خاطب ابنتهم اذا كان ليس صاحب دين وامانة وليس له سمعة طيبة او للعجز المالي .
ويكمل .. ان لدى الفتاة مشكلة عاطفية.. فقد تكون محرومة من الحنان فوجدت هذا الحنان عند هذا الشاب الذي لعب بعواطفها وعقلها باعطائها حبا زائفا فوقعت في مكره فذهبت ضحية وصارت مثله عند ارتكابها لجريمة الزنا والقاء ابنتها من الزنا بحاوية القمامة بطريقة تأباها النفوس الكريمة والطباع المستقيمة .
من جانبه بين استاذ علم الاجتماع بجامعة عمان الاهلية الدكتور عزمي منصور ان الشاب والفتاة ضحية عدم الاخذ برغباتهم بعين الاعتبار من قبل الاهل الذين لا ياخذون عوامل الحب ويسلبون بناتهم حق اختيار شريك الحياة .. وياخذون بعين الاعتبار مصلحة ابنتهم عند قبول او رفض من يتقدم لخطبتها .
وفسر تصرف الاب بالاناني حيث انه تصرف من خلال نزواته "الحيوانية" وليس من خلال دوافعه العاطفية ..وان الفتاة وهي الطرف الاضعف استجابت لرغبات رجل تعتقد انه يحبها وضحت له وهو ليس اهلا لهذه التضحية .
وشدد على ضرورة وضع منهاج للثقافة "الجنسية" في مدارسنا للتخلص من المفاهيم المجتمعية الخاطئة والمشوهة حول اختلاط مفهوم الحب والجنس .
وفسر فعل الاب والام باقامة علاقة غرامية غير شرعية بانه تصرف متطرف ومارسا حقا غير مشروع وعالجا حبهما بطريقة خاطئة .. مبينا انه كان الاولى بالشاب ان يتخذ من اسباب رفض الاهل له حافزا لازالة العوائق التي تقف امام بلوغه مراده .
وبين ان كثيرا من الاهل يتصرفون مع الابناء من منطلق انهم املاك لا راي لهم..وكان الاجدى بهم ان يدخلوا بحوار مع البنت يظهرون من خلالها السلبيات والايجابيات لشخصية حبيبها .
وفسر طلب الاب من الام ان تجهض نفسها انه قد يكون لعامل الخوف من المواجهة او الخوف من تحمل المسؤولية او الهروب من وصمة عار المجتمع له بان تزوج بطريقة غير شرعية في حال موافقة الاهل على تزويجهما بعد وضعهما تحت الامر الواقع .
واستبعد ان تكون ام الفتاة ليست على علم بحمل ابنتها كونها اكثر مشاهدة والاقرب لابنتها.. مرجحا عدم علم الاب بموضوع حمل ابنته خاصة اذا قامت الام باخفاء الامر عليه لعدة عوامل منها التهرب من غسل العار ، وانها فكرت في طريقة تتخلص من العار بالقائه في الحاوية وكأن شيئا لم يكن .
وبين اخصائي الطب النفسي الدكتور جمال الخطيب ان الخطأ الذي ارتكبته الفتاة بفعل الزنا ااقترن بالوصمة الاجتماعية بالاضافة للمخالفة القانونية ، مبينا ان الاهل عالجوا خطأ ابنتهم بطريقة خاطئة وكان الاولى بهم السعي لحلها فور معرفتهم بالامر وقبل تفاقمها بهذه الطريقة .
وحول سكوت الاهل من يوم الولادة وحتى كشف امرهم وتحويلهم الى الادعاء العام وعدم اتخاذهم أي اجراء لحل المشكلة مكتفين بالقاء الطفلة بالحاوية بين الدكتور الخطيب انه بظهور القصة امام المجتمع تظهر الوصمة الاجتماعية مما يدفعهم الى تغيير سلوكهم بان يتحول الى دفاعي والتقليل من قيمته الاجتماعية والدفاع عن تقصيرهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد