معارضة عنزة لو طارت
في التقاليد الديمقراطية العريقة في المجتمعات المتحضرة,تصنف المعارضة السياسية كضرورة من ضرورات الحيوية الديمقراطية,واستمرارتماهيها مع التحولات التي تشهدها الحياة الاجتماعية وقواها وفاعلياتها,,والحفاظ على العلاقات التوافقية بين قوى المجتمع التعددية,وتقوية عرى الترابط بين مكونات المجتمع وفئاته وطوائفه...وهي بذلك أي المعارضة السياسية تعد ركناً من أركان الدولة,ليس لأنها جزء منمن السلطة أو ممالئة لها أو مشتراة بمالها ومناصبها,بل لأن المعارضة في مثل تلك المجتمعات هي رقيب على سلوك المسؤولين في السلطة من جهة,وعلى قرارات الحكومة وسياساتها العامة من الجهة المقابلة,وعلى مطابقة ذلك كله مع برنامج الحكومة ووعودها.
في التقاليد الديمقراطية,يعتبر النقد,لما تقوم به السلطة الحاكمة من تصرفات وما تتخذه من مواقف وما تعده من خطط وبرامج اقتصادية ومالية واجتمتاعية, بكافة صوره وأشكاله مهمة أساية من مهمام القوى المعارضة وتياراتها التي تحرص السلطة على مدار الساعة على الاستماع إليها وعلى مناقشتها بحوارية متفهمة لبواعثها,دون إهمال لأي منها أو اعتبارها وكأن لم تكن أو سد آذانها عن سماعها,فهي تعلم أن الدائرة في الحكم الديمقراطي تدور في فلك التمسك بمبدأ تداول السلطة وتناوب القوى التي تحظى بالرغبة الشعبية التي تعبر الانتخابات الحرة والنزيهة عنها بصراحة .أي تدرك قوى السلطة إنها معرضة لأن تكون قوة من قوى المعارضة في مرحلة ما,فهي تحرص على أنْ تعطي مثلاً في تصرفات أعضائها وممثليها وزعاماتها.
المعارضة في التقاليد الديمقراطية قوة لا تملك صنع القرار,ولكنها بالتأكيد قادرة على التأثير على طبيعة القرار ومحتواه ومبرراته ,وهي كقوة السلطة في تصديها لكل ما ترى فيه خروجاً على المبادئ العامة التي تنسجم في مراميها مع التوجهات الشعبية التي تمثلها التيارات الأكثر تأثيراً منها على حرية الاختيار.ويكون صنع القرار في مثل هكذا أوضاع مبني على مشاركة القوى السياسية والتيارات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع بأجواء من التعاون والاحترام المتبادل بين كافة الأطراف.
في حين ترى الأحزاب العقائدية,وتلك التي تتبنى المبادئ الشمولية في السلطة هدفاً سامياً يستحق التضحية في سبيله بالغالي والنفيس,ليس من النفيس ما هو أغلى من حياة البشر.فحياة الإنسان الفرد ليست مخلوقة ليقتل في سبيل أهداف نخبوية أو فئوية لن تجد في الفكر الإنساني ما يبررها وما يقبل منها نظرياتها الاستحواذية ضيقة الرؤى وعقيمة النتائج المعتمدة في مرجعيتها على رأي محدد ومصدر معرفة واحد لا يتبدل ولا يجوز تغييره.ترى من الناحية المقابلة,وهي بذلك تضيق ذرعاً بالانتقاد ,وتتنمر على كل من يعارضها أو لا يعبر عن تأييده لسلوكها,وتصنف من يعارضها بالعدو التآمر على الوطن ...؟! من جانبهان جانبهان الأحزاب الديمقراطية النهج والرؤية,المتماهية مع روح العصر وثقافته,المدركة لطبيعة التحولات التي تشهدها مجتمعات العلم المتجدد,والمعرفة المتراكمة بالخبرات الإنسانية التي تتجاوب معها مجتمعات أيقنت أن العولمة ليست قراراً سياسياً,وهي ليست إرادة قوةقوى عظمى ,وإنما العولمة أخذت منحى التيار التغييري الذي تعجز المعيقات عن حرف اتجاهه أو تغيير مجراه,أو الوقوف بوجه مجرياته في تلاقي الحضارات وتلاقح الأفكار والآراء,وانتقاء القيم التي تلتقي عندها الثقافات الإنسانية المتنوعة.
المعارضة في الدول التي ما زالت ترى في المنهج الديمقراطية أملاً تتغنى به ,وحلماً يقترب من الكابوس المتكرر,متوقفة عند حدود الرفض لكل ما يصدر عن الحكومات القائمة,وانتقاد كل سلوك من مسالكها التنموية,حتى وإن كان في قرار للحكومة ما يصيب منفعة للناس,تراه تلك المعارضة إما غير كاف أو تدعي أن هناك ما هو أهم منه من قرارات كان يجب أن تحظى بالأولوية.في معارضة رفض لكل ما لا تقوم هي به أو تقترح القيام به أو توافق مسبقاً عليه.وتظل تصر على مواقفها التي وإن عفى الزمن عليها في تجارب مماثلة إلا أن الزمن لا يدخل في حساب تلك المعارضات,لتظل أسيرة رأي تتجمد عنده أنشطتها فيبتعد الناس عنها ثم تشكو من نكوص الناس عن العمل الحزبي متهمة الحكومة بأنها السبب الوحيد,وبعضها يرى أو على الحكومة أن تشجع العمل الحزبي !!!دون شرح الأسباب والمبررات.
المعارضة النقدية المرتبطة بقضايا الوطن ومصالح مكوناته دون اختزال أو تجميد أو تهميش لحقوق أي مكون لأي مبرر من أي نوع جاء مصدره هي المعارضة البناءة,التي لا تبخس من إنجازات الآخرين في سباقها التنافسي على الصالح العام الذي يتشكل من مجموع مصالح كل الفئات والطوائف والثقافات والقوميات,وما دون ذلك فإن المعارضة تقع في شرك المثل القائل عنزة لو طارت,متناقضة مع خلق المعارضة ومبتغاعا.
المرض الذي ابتليت به مجتمعاتنا العربية ما زال يتمثل في ما تظنه القوى الحاكمة رهاب الديمقراطية والعدوى التي تحملها المعارضة المستهدفة للسلطة كهدف يحقق لها أمانيها تتمثل في النرجسية العقيدية والأنوية الذاتية.
وفاة شاب هندي بعد محاولة إخفاء المخدرات
النصر يتفوق بثلاثية على الاستقلال ويتأهل لربع النهائي
ياسمين عبد العزيز تثير الجدل بتعليق غامض
إسرائيل تستهدف مواقع عسكرية سابقة للجيش السوري
إليانا تتألق في أسبوع الموضة بباريس
الأردن يرحب باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسات السورية
إطلاق مشروع تعبيد شوارع في بلدية السرو في بني كنانة
نيمار يثير الجدل بغيابه عن مباراة سانتوس
تصادم ثلاث مركبات في نفق جسر أبو علندا .. صور
قطة تثير الجدل مجددًا في مسجد جزائري
إحباط تهريب شحنة كبتاغون كبيرة على الحدود السورية الاردنية
أسهم التكنولوجيا تقود أكبر تراجع للأسواق الأمريكية
باريس سان جيرمان ينسحب من سباق ضم محمد صلاح
غرامة تصل إلى 3 آلاف دينار لمرتكب هذه المخالفة
صدمة في أروقة اليرموك .. تهديد الحريات الأكاديمية ونداءات للقيادة الهاشمية للتدخل
رسائل نصية غامضة تصل لهواتف السوريين .. ما القصة؟
بيان ناري لحراكيي اليرموك: تصاعد الاحتجاجات وشيك .. أسماء
حراكيو اليرموك يتجهون للتصعيد ووقفة واسعة قريباً
الحراك الطلابي في اليرموك يقرر الإنضمام لوقفات الأكاديمين الاحتجاجية
ضبط منشأة تبيع القهوة في نهار رمضان بإربد
تفاصيل حرق طالب مدرسة من قبل زميليه في الرصيفة .. فيديو
إخلاء مفاجئ لطلاب اليرموك بعد الرابعة عصرًا .. ما الذي يجري
ترند الخريس يحرق سيارة في العقبة ويثير الذعر .. فيديو
هام من الضريبة بخصوص صرف الرديات
النواب يرفض فصل المتحرش من العمل
منطقة أردنية تسجل أعلى كمية هطول مطري