وجهة نظر سعودية
هناك من يظن، ويقول، إن السعودية خسرت إقليميا، وباتت في أسوأ حالاتها. طبعا هذه وجهة نظر. ولي وجهة نظر أخرى ترى الواقع بصورته الأشمل، لا معركة القلمون السورية، أو مناورات إيران التفاوضية مع الأميركيين. رأيي أن حصاد السنوات الثلاث الماضية جاء بنتائج أكبر مما كان يرجوه السعوديون. ونحن نتحدث عن اليوم، كما هو عليه، أما المستقبل فالله به عليم، لأننا نسكن منطقة رمال متحركة.
إلى قبل أربع سنوات، بلغت الأوضاع الإقليمية من السوء درجة أن إيران والعراق وسوريا وتركيا قررت تشكيل جبهة سياسية واقتصادية، عمليا هدفها محاصرة محور السعودية - مصر. وكان نظام بشار الأسد السوري، بالتحالف مع النظام الإيراني، في حالة حرب غير معلنة ضد السعودية في لبنان، وفلسطين، والبحرين. استمرت المعارك، عن بعد، منذ عام 2005، باغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان. وبعد سنوات من مجابهة النشاط العدائي للثنائي الخطير الإيراني - السوري وصلت الأمور إلى درجة سيئة.. إلى درجة اضطر سعد، ابن الحريري، إلى زيارة دمشق والاعتذار مكرها من قاتل أبيه، أي بشار الأسد. وحتى مع هذا التنازل سلمت رئاسة الحكومة لحليف الأسد، مع أن تجمع الحريري هو الفائز في الانتخابات النيابية. وعلى الطرف الآخر من الخريطة، كان هناك حاكم ليبيا القذافي، الذي تآمر لاغتيال العاهل السعودي، واستمر يمول جماعات يمنية فتحت جبهة على حدود السعودية الجنوبية، ويدفع بكرم لمعارضي السعودية. وكانت هناك قطر تقوم بدعم النظام السوري وحزب الله، وكل من قال إنه على عداء مع شقيقتها الكبرى السعودية.
اليوم، الصورة مختلفة.. إيران وصلت إلى حد التخلي عن سلاحها النووي، والقبول بالتفاوض مع الأميركيين نتيجة محاصرة صادراتها البترولية ومبادلاتها التجارية، وقد عبر عن الحالة الإيرانية البائسة هاشمي رفسنجاني قائلا: «لقد بلغت إيران حد الاستسلام أو الهزيمة».
خذوا حزب الله، الذي كان تنظيما حديديا لا يقهر، وكان بطلا لا يجوز حتى انتقاده، وأمينه العام الذي انتشرت صوره في البقالات وعلى زجاج سيارات الأجرة في الدول السنية، لا الشيعية فقط.. اليوم، أصبح الحزب عدوا مكروها من غالبية العرب، نتيجة مساندته للأسد، ومشاركة ميليشياته حمام الدم ضد الشعب السوري. أما النظام السوري، الذي عجز المجتمع الدولي عن وقف جرائمه في العقد الماضي، فعمليا تهاوى، اليوم هو جنازة تنتظر الدفن. قد لا تولد بدائل جيدة للقذافي والأسد، إنما صارت أعتى الأنظمة وأشرسها من الماضي. وبضعف إيران، والأسد، وحزب الله، ضعف حلفاؤهم، مثل حركتي «حماس» و«الجهاد».
اليمن، هو الآخر، جاء إسقاط رئيسه علي عبد الله صالح خبرا مريحا للسعودية. لم يكن عدوا بل كان شوكة في خاصرتها. فقد ظل يتكسب من الخصوم، ويقوم بدور الأجير لكل من اختلف مع الرياض.. صدام العراق، والقذافي، والدوحة، وطهران، بل وحتى «القاعدة» التي تساهل معها ضد السعودية، لولا العصا الأميركية التي رفعت ضده.
الخريطة لم تكن دائما خضراء في سنوات الزلزال العربي الثلاث.. فمصر مبارك، الحليف الأهم للسعودية، ذابت سريعا كالملح. وفي هيجان ميدان التحرير قفز الإخوان المسلمون وركبوا حصان الثورة الجامح، رغم أنهم جاءوا الحفلة متأخرين. ولم ينته زمن المعجزات.. فجأة سقط الإخوان الجائعون للحكم، بسبب غبائهم في إدارة دولة كبيرة كمصر، فقد هاج ضدهم الشعب، الذي كانت توقعاته أكبر من قدراتهم، واستولى الجيش على الحكم. سقوط الإخوان هدية من السماء لم تكن حتى في صلوات الرياض!
هل نستطيع أن نقول إن الرياح هبت بما تشتهي السفينة السعودية؟ إلى حد كبير، نعم. حتى البحرين التي كادت تسقط، بخطوة سريعة من الرياض جرى الإمساك بها. كما فشلت حركة الإخوان - السلف التغييرية في الكويت. ونجا المغرب الحليف، وكذلك تماسكت المملكة الثالثة، الأردن.
باختصار، الخريطة هي كالتالي: سقط أسوأ نظامين معاديين للسعودية، الأسد والقذافي، وجرى إنقاذ مصر من حكم الإخوان، وقزم حزب الله من العالم العربي الفسيح إلى حدود الضاحية، جنوب بيروت، وغادر صالح الحكم في اليمن، وانحنت طهران أمام الأميركيين تنشد المصالحة. طبعا، هذا فصل واحد في تاريخ جديد لم يكتب كله بعد.
alrashed@asharqalawsat.com
فيضانات استثنائية في آسفي بالمغرب تودي بحياة 7 أشخاص
رجل نام في سرير والدته المتوفاة وما حدث لاحقاً أثار الصدمة
الشرع يعزي ترامب بضحايا الهجوم في ريف حمص
التسلسل الزمني للمنخفض الجوي الذي يبدأ تأثيره على المملكة مساء الإثنين
دراسة حكومية تقدم خريطة طريق لتنمية الاقتصاد الرقمي
تفاصيل مأساوية .. يُنصح بعدم القراءة لذوي القلوب الحساسة
غش في ديزل التدفئة… جريمة صامتة تهدد بيوت الناس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم سيدني إلى 16 قتيلا
388 عملية تجميل و 8 سنوات بلا طعام .. بلوغر شهيرة تثير الصدمة
النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة السعودية بنصف نهائي كأس العرب
الأمن العام يحذر من الصوبات الرخيصة .. ويؤكد: لا تدفئة تستحق المخاطرة بالأرواح
إضاءة شجرة عيد الميلاد في العقبة
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
المفوضية الأوروبية تحقق مع جوجل بسبب الذكاء الاصطناعي
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها
التربية تستغني عن 50 مدرسة مستأجرة




