تساؤلات حول بعض الطروحات الحزبية؟

mainThumb

17-12-2013 12:50 PM

الأحزاب,لإي إطارها العام, ظاهرة تنظيمية  تعود في أحد أسبابها الرئيسة إلى ظروف من  التناقض الشديد بين الحكام وسياستهم وإداراتهم والمحكومين من جهة,وبين الفرد ونبوغه التنظيمي وبين قدرته على تجميع الأفراد المتفقين على أهداف ومبادئ يظنون إنها تحقق صالحهم كمواطنين,ويسعون إلى تغيير الأوضاع السائدة تبعا ً لقناعاتهم الفكرية والعقائدية.وقد شهدت المعايير التي أنشئت في ضوئها تلك الأحزاب في كثير من البلدان ,خاصة تلك التي ترسخت في تقاليدها الاجتماعية والسياسية المبادئ الديمقراطية وقيمها,تغييرات جذرية على أحكامها التنظيمية,وعلى انضباطية أعضائها في التمسك بالمواقف التي يواجهها المجتمع,ويجد الحزب نفسه مضطرا إلى تحديد  موقفه هو منها,وانسحب التغيير علواجباتها تجاه حزبها وتجاه وطنها والتزام أعضائها بالسياقات التي يتبناها الحزب..

 من أكثر الطروحات الحزبية التي نقرأوها في بيانات بعض الأحزاب وشعاراتها,أو في نظمها الفكرية الشاملة وفي فلسفاتها التطويعية لأهدافها المعلنة وبشكل واضح وصريح,تلك المتعلقة بتبني أهداف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ووصفها بأنها أهداف شعبية وبأن الحزب ينوب عن الشعب (وهذه من اكبر أخطاء الأحزاب التي تردد هذه المقولة,وأبشع خطاياها), هكذا بمثل هذه الطروحات المصاغة بجمل عامة لا تحمل معنى محددا ً,أو خطة يمكن مناقشة بنودها بموضوعية وحيادية وتقييم نتائجها في ضوء الأوضاع العامة التي تمر المجتمعات بها,وما يحيط بها من ظروف إقليمية,وتدخلات دولية عاصفة في صراع الأقطاب الدولية وفي دفاعها عن مصالحها التي تبني جسورها على استغلال ثروات الشعوب ونهبها.

لم يعد حديث بيان حزبي,أو فصاحة خطاب زعيم من زعمائه,يقنع أحدا ً بأن الحزب قادر على حل قضية اقتصادية واحدة.ولم يعد الرهان على دغددغة عواطف العاطلين عن العمل,أو أيهام الفقراء بتبني سياسات من شأنها توفير فرص العمل لهم,ومعالجة أسباب الفقر ورفع مستويات معيشة المواطنين,لم يعد مثل ذلك الرهان يفيد في شيئ,سوى التعبير المباشر عن وهم يصيب من يظن أن بقدرته أنْ يعالج مشكلة أو فصاحة بيانه بحل معضلة,وهذا ما يُفقد تلك الأحزاب المصداقية,ويسمها بالعنجهية والتلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم.

ونسأل أنفسنا نحن الأردنيين على سبيل المثال,أي من الأحزاب قديمها منذ الأربعينيات من القرن المنصرم وحديثها منذ ثمانينيات القرن الماضي وبعدها وفي مطلع القرن الواحد والعشرين نشأة ووجودا ً على الأرض الأردنية لدية خطة لمعالجة أي قضية من القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الآقتصادية؟؟ التي تمر البلاد بها في مراحل مختلفة ودورات متتابعة من الإشكاليات والأزمات والصعوبات, وأعلن عنها أو عن مجرد عناوين بنودها الرئيسة,بأسلوب يختلف عن أسلوب كتابة موضوع إنشاء كان يًطلب إلينا كتابته في الصف السابع والثامن عن الاقتصاد ,مثلا ً؟؟؟

نتساءل عن المناهج,بل عن طبيعة المناهج الرأسمالية,وأسسها وتوابعها التي تتبناها الأحزاب العقائدية من دينية أو ليبرالية أو (وطنية – أي بعيدة عن الطروحات الأيدولوجية ومناهجها المقرة مسبقا ً,ولكنها أحزاب وطنية الانتماء والأهداف العامة التي لا تحتاج بالضرورة إلى تجمعات حزبية)؟؟,وفي المقابل يمتد تساؤلنا تلقائيا ً إلى نوع المناهج الاشتراكية,ووسائلها واستهدافاتها الاستثمارية والطبقية؟؟التي تتبناها الأحزاب العقائدية الاشتراكية والعمالية..؟؟

ونضيف إلى جملة تساؤلاتنا العديدة التي سنتابع طرحها,لِمَا لم يقم أي حزب من الأحزاب القديمة النشأة والتكوين والنشاط في الساحتين الأردنية والعربية بعملية نقدية لتجاربه السابقة في المعارضة وفي الحكم؟وأين هي المفاصل التي عالج الحزب من أحداثها أخطاءه التي اضطر للاعتراف بها,او تلك  إنْ اعترف بها بوجودها أو بوجود ببعضها,وأقر بضرورة تعديل أو تغيير أو تبديل بعض من أفكاره,أو عبارة من خطابه السياسي,أو جملة من مناهجه الاقتصادية التي خبرها,أو تعفف ولو كلامي عن أطماع السلطة كغاية سامية لا يسمو أي هدف عليها؟.

وهل أجرت بعض الأحزاب عملية مراجعة نقدية,أو حتى مجرد مراجعة للتسلية والترفيه لمواقفها السابقة من قضية قضايا ما؟ ,ولأساليب عملها حيال أي منها؟,وهل عدلت أو طورت أدوات دعايتها والترويج لفكرها وجذب الأعضاء الجدد بعد مرورهم بمراحل تعبوية أقل ما يقال عنها إنها سالبة لحرية الفرد,ومقيدة لإرادته,ومعطلة لاستقلاله الذاتي. ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد