الثلج والمسلخ

mainThumb

15-12-2013 12:48 AM

 في مسلخ عجلون, ومنذ سنين خلت تعرضت والدتي لحالة تسمم بسبب عدم تعقيم وتنظيف الأجهزة في وحدة غسيل الكلى, مما دفعنا لطلب نقلها إلى اربد لتتمكن من غسيل الكلى هناك, وأذكر بالحرف الواحد ما رددته أخصائية الباطني في هذا المسلخ عندما طلبنا منها تحويل الوالدة إلى اربد أنها لا تستطيع ذلك لأن حالة المريضة ميؤوس منها وستموت على الطريق – حسب رأيها - وبعد نقل الوالدة  صباح اليوم الثاني بواسطة تحويلها من قبل أحد الأطباء المخلصين - رحمه الله وأحسن إليه - إلى مستشفي الأمير راشد استقبلها الدكتور صاحب الأخلاق قبل ان يكون طبيبا بكل حفاوة وسأل عن حالتها فأخبرته أن أخصائية الباطني في مسلخ عجلون قالت لا نستطيع عمل أي شيء لها (ادعولا)أي ادعوا لها - بالعربي - فقال نحن ندعوا لها ونعالجها فتم بحمد الله إنقاذها وما زالت تتمتع بالصحة والعافية فأي إيمان في هذا المسلخ ؟

    تحتبس الكلمات في جوف المرء ويعتصر القلب بمرارة الواقع, ويقشعر البدن من هول وشدة الإهمال لعجلون فهي لا تتحمل الوضع الطبيعي من شدة العوز والحاجه, فكيف ستواجه الكوارث والثلوج وأبناؤها لم يبقى لديهم أحذية بعد أن تم وضعها في المواقد ؟ كل هذا قليل من كثير وفيض من غيض مما نعانيه ويعانيه أبناء الوطن الحبيب خاصة تلك المناطق البعيدة عن العاصمة و التي كما قيل بعيد عن العين بعيد عن الذهن .

    يحدث الآن ومن قبل إهمال بحق المرضى في مستشفى الإيمان وعدم تقديم العون الطبي اللازم لهم، بل ويواجهون مصيراً مظلما ينتهي بقول الدايم الله  ويسمونه بعد ذلك مستشفى الإيمان، ونحن والله نستحي ونرتكب إجراماً عندما نسميه بمستشفى الإيمان فأين الإيمان من موظف لا يخاف الله ولا يؤدي عمله الذي يتقاضى بسببه المال ؟وأين الإيمان من ممرض يترك المريض يصارع المرض دون تقديم العون اللازم له؟ وأين الإيمان من ممرضة تستقذر خدمة المريضة وتتركها تواجه مصيرها البائس؟ وأين الإيمان من طبيب فقد قيم الرحمة والمسؤولية ؟ونقول بعد ذلك مستشفى الإيمان !

     في هذا المسلخ البشري يتولى المريض نزع أدوات غسيل  الكلى من يده بنفسه, ويعقم جرحه بنفسه, ويقوم عن سريره فاقد لقواه لوحده فأين انتم من الإيمان ؟

أين الرقابة الإداريه من هذا الإهمال الفظيع ! ومن ينقذ عجلون ؟

     في هذا اليوم الأبيض نقلت والدتي إلى مستشفى الإيمان بسواعد نشامى الوطن الميامين رجال الدفاع المدني  الذين أكن لهم كما يكن لهم كل أردني طاهر كل احترام وتقدير, ومهما قلنا فيهم  فلن نفيهم حقهم من التقدير, ولا نملك إلا أن نقول لهم جزاكم الله خيرا وبارك بكم فأنتم مثال للرجولة والكرم والفداء وليس بغريب عليكم ما تقومون به من أعمال وجهود لحماية الوطن والمواطن.

  بعد انتظار ساعات طوال  في وحدة غسيل الكلى جاء الجواب من قبل القائمين على الوحدة بأنهم عاجزين عن تقديم العون لهذه المريضة بسبب عدم معرفتهم تركيب الجهاز للمريضة وما زالت لا تتلقى المساعدة الطبية حتى يأتي الله بفرج من عنده لنقلها إلى مكان آخر .

كان الله في عون العجلونيين خاصه والأردنيين عامة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد