عبدالله الثاني .. هل فتّشت عن البردانين .. !!؟

mainThumb

14-12-2013 08:53 PM

أقسم أحدهم بالله العظيم بأنه لا يملك ديناراً واحداً في جيبه، يشتري به خبزاً لعائلته، وأقسم آخر بأن أولاده لا يجدون ما يتدفأون به من هذا البرد القارس، فيما أقسم آخر بأن قدرته المالية على شراء جالون واحد من الكاز، قد تلاشت، وأنه بالكاد يكفي عائلته من الخبز وبعض المواد الغذائية الأساسية.. أما كيف يتدفأ أفراد أسرته، فيتدّثرون ببطانية أو اثنتين دثاراً مشتركا..!!

عبدالله الثاني.. ملك المملكة الأردنية الهاشمية، لقد ضحّت حكوماتك وسياساتها المستمرة بالفقراء من أجل أن تتمكّن من الاستمرار بمسلسل الاقتراض، وجوّعت الناس من أجل عيون المؤسسات المالية الدولية، وبرّدت الشعب إلى حد التجمّد من أجل أن ترضى دول الاستعمار والامبريالية والتسلط ومؤسسات مصّ دماء الشعوب..!! نناشدك أن تُفتّش في زوايا الأردن المنسيّة وفي طوابقها السفلية عن المحرومين والمنسيين والجوعي والبردانين.. هل رأيتهم أو سمعت بهم، أو أخبرتك عنهم أجهزة الدولة المختلفة.. لتنظر في حالهم وتُخّفف من معاناتهم وحرمانهم..!!

قال لي أحد الشُهّاد، وهو صهر العلاّمة الشيخ عبدالعزيز الخياط، فوجئنا بزيارة الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه للشيخ، وكان راقداً في المستشفى، وقد ألمّ به مرض شديد، فلمّا رآه الشيخ الخياط، قال له موصياً بالشعب: يا مولاي إن أحوال الناس ليست على ما يُرام، وإن ما يصلك من أن أحوالهم بخير ليس صحيحاً، فقال له الحسين: إن المصيبة في الأجهزة المختلفة التي لا تسعى إلى إيصال الحقيقة لي..!!

وهكذا الأمر يا جلالة الملك، فإن أحوال شعبك مترديّة، وإن بعضهم في أسوأ حال، لِما أصابهم من عنت وبلاء وفقر وجوع وبرد بسبب سياسات الحكومات التي أفقرت الناس وجوّعتهم وبرّدتهم، فهل هذه السياسات تتماشى مع خطابات جلالتكم وتوجيهاتكم المتكرّرة لحكوماتكم بأن تعمل على تحسين مستوى معيشة الناس، وأن تحمي الطبقة الوسطى وتسعى إلى تمكين الطبقة الفقيرة في المجتمع..؟!!

عبدالله الثاني، أنصح جلالتكم بأن لا تُسلّم لتقارير الأجهزة من أن الناس في بحبوحة وخير وسلْم ورضى، بل على العكس، أنصحك بأن تُفتّش في زوايا الوطن المنسيّة، وفي طوابقه السفليّة، فستجد الحقيقة التي لا تسرّك، ولا تقرّ به عينك، ولا يطمئن لها قلبك، عندها عليك أن تُحاسب هؤلاء المسؤولين الذين ما فتئوا يصوّرون لك الناس في أحسن حال، وما هم إلاّ في أسوأ حال..!!

عبدالله الثاني.. فتّش عن البردانين، وستجد نفسك يا جلالة الملك، مضطراً إلى إحداث ثورة بيضاء، تقذف بها عشرات المسؤولين والسياسات إلى الجحيم، فيما تُقبّلك جماهير شعبك بين عينيك، لسبب واحد، إضافة إلى محبة الهاشميين، هو أن العدالة الاجتماعية هي السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة كما نفهمها وتفهمها شعوب العالم الراقية..!!
     
 
       Subaihi_99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد