دقيقة مع الشاعر المصري حافظ إبراهيم

mainThumb

17-11-2013 11:58 AM

وضع القائمون على منهاج الصف ( الرابع ) الإبتدائي للغة العربية الفصل ( الأوَّل )  في الأردن أبياتا للشاعر المصري ( حافظ إبراهيم ) بعنوان (الشَّباب المسلم) وهي على البحر (الوافر)، جاء في هذه الأبيات غلطٌٌ فاحشٌ لم يَنْتَبِهْ له القائمون على المنهاج.

فالقائمون على المنهاج قصدُهم شريف ونبيل وهو تذكير الشباب المسلم بسيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطَّاب – رضي الله عنه – وهذا العمل نُجِلُّه ونُقَدِّرُه ، فيا حبَّذا ربطُ النَّشْءِ بجيل الصحابة الأطهار  ، فهو الجيلُ الذي ربطَ اللهُ النصرَ لِمَنْ سار على طريقهم واقتفى آثارَهم ؛ لقول الله تعالى : ( والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار ، والذين اتَّبَعوهم بإحسان رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه ... ) ، فاتِّباعُ الصحابة من المهاجرين والأنصار هو الضمان لهذه الأمة الكابية في هذا الزمان أن تنهض من عثرتها وكبوتها .

فعوداً على أبيات الشاعر ( حافظ إبراهيم ) حيث قال :

أتى عمرُ فأنْسى عَدْلَ كِسْرى .... كذلكَ كان عَهْدُ الراشدينا .

هذا البيتُ فيه مدحٌ لعدلِ عمر – رضي الله عنه – ولكنَّ الشاعرَ جانبَ الصواب بمقارنةِ عدل عمر بعدل كسرى !

فإنّ المرءَ إذا أراد أن يصِف جمالَ محبوبته قال : ( لقد أخفى نورُها نورَ القمر ليلةَ البدر ) فهو يعترف بنور القمر، ولكنَّ نورَ محبوبَتِهِ طغى وسَطا على نور القمر المنير ، فقول الشاعر : ( أتى عمرُ فأنسى عدلَ كسرى ) هذا اعتراف من الشاعر بعدل كسرى، ونحن نعلم أنه كان ظالما فاجرا عاتيا، فلا عدل له ولا كرامه وهو من مَزَّق رسالةَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأمورُه وطُغْيانُه مزبورُ في كُتُبِ التاريخ !

فكان حريَّاً بشاعرنا أن يُعَدِّلَ من عبارتِه حتى تكون موافقةً للحق وللصحيح من أخبار التاريخ ، فلو قال الشاعرُ : ( أتى عمرُ فأنسى جَوْرَ كسرى ) أو ( ظُلْمَ كسرى ) لكان أجودَ في المعنى، والوزن الشعري هو هو لم ينكسر ولم يَنْخَدِشْ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد