بُطْلان السُّبْحَةِ شرعاً ولغةً ..

mainThumb

15-11-2013 05:27 PM

( السُّبْحَةُ ) في الشرع ، واللغة ...

لقد أنزل اللهُ دينَه على محمد – صلى الله عليه وسلم – واكتملتْ الرسالة ، قالت تعالى : ( اليوم أكملتُ لكم دينَكم ، وأتممتُ عليكم نعمتي ، ورضيتُ لكم الإسلام دينا ) ، فقد أكمل الله الغاية ، ولم يُغْفلْ الوسيلة .

أمرنا الله بالذكر وحثَّ عليه وجعل لبعض الأذكارِ أعدادا مخصوصة كما جاء في دبر الصلوات ، ودَلَّنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – على كيفية عَدِّها واحصائها ، بالعقد على الأنامل باليد اليمنى كما جاء في أثر ابن عمر- رضي الله عنهما - أنه قال رأيتُ الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعقد بيده اليمنى .

وقد أمر الرسول الكريم بعض الصحابيات بالعقد بالأنامل :

(عليكن بالتسبيح و التهليل و التقديس و اعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات و لا تغفلن فتنسين الرحمة ) .

وقد جاء ذلك من قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومن فعله ، وكل خير في اتباع صاحب الرسالة والسير على خُطاه .

قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ...

وكل حديث جاء في أن بعض الصحابيات أو التابعين كان يسبِّح الحصى أو النوى فلا يصِحُّ سندا عند التحقيق ، بل جاء النهي من الصحابي الجليل ابن مسعود – رضي الله عنه – عن التسبيح بالحصى كما هو عند الدارمي في سُنَنِه بل كان أهل التسبيح بالحصى هو ( الخوارج ) الذين سفكوا دماء الصحابة والمسلمين كما قال راوي الأثر في وقعة ( النهراوان ) !!!

وقال الرسول الكريم في ابن مسعود : ( لقد رضيتُ لأمتي ما رضي لها ابن أمِّ عبْد ) وهو ابن مسعود – رضي الله عنه – .

ولقد دخلتْ علينا هذه ( الخرزات المنظومة في خيط ) في القرن الرابع الهجري من قِبَل النصارى والبوذيين ، وهناك رسالة للدكتور بكر أبو زيد – رحمه الله – بَيَّن فيها تاريخ هذه الخرزات ومتى دخلت على الأمة الاسلامية ..

أما من جهة اللغة ، فالعرب كانوا يُطْلِقون كلمة ( السُّبْحة ) على صلاة النافلة والتطوع ، فقد جاء في الأثر عن عائشة – رضي الله عنها - : ( فقامتْ لِسُبْحَتِها ) أي ، لصلاة النافلة .

وهذا بشار بن بُرْد الشاعر يَتَغَزَّلُ بفتاةِ عربية من بني ( مَعَدٍّ ) :

1 – وحوراءُ المدامعِ من مَعَدٍّ ... كأنَّ حَدِيْثَها قِطَعُ الجُمَانِ.

2 – إذا قامتْ ( لِسُبْحَتِها ) تَثَنَّتْ ... كأنَّ عِظامَها من خَيْزَرانِ .

فهكذا يتبَّنُ بُطلان هذه ( الخرزات ) شرعاً ولغةً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد