الفريق مشهور حديثة الجازي أحد رموز الجندية العربية

mainThumb

11-11-2013 11:56 AM

الأسبوع الماضي مرّت على الأمة العربية والأردن تحديداً الذكرى الثانية عشر لرحيل بطل الكرامة المشهور ورجل المواقف الصعبة الفريق مشهور حديثة الجازي ، والحديث عن شخصية وطنية بوزن أبا رمزي ليس الهدف منها نزهة أو تسطير كلمات وتعبئة سطور ولكن الهدف الأساسي لتذكير أمتنا وأبناء شعبنا بأولئك القادة الأبطال الذين كانوا في لحظة الاختبار عندما جاءت نموذجاً مشرفاً لوطنهم وأمتهم وأثبتوا أن القادة العسكريين العرب قادرون في اللحظة المناسبة عندما تأتي الفرصة على إفراز أعظم ما لديهم في ساحة الميدان وشرف المنازلة العسكرية بين الحق والباطل ، بين العدوان والدفاع عن الوطن  عندما يتعرض لعدوان غاشم يكون القادة الحقيقيون أمثال مشهور الجازي أمام أحد الخيارين الموت بشرف شهيداً في ساحة المنازلة أو الحياة بعزّة وكرامة ولا طريق آخر غير ذلك .

الفريق مشهور الجازي الذي صادفت ذكرى رحيله الأسبوع الماضي أحد هؤلاء القادة العظام الذين أفرزتهم اللحظة المناسبة عندما وضع روحه الطاهرة على كتفه بجانب المئات من جنوده الأردنيين البواسل والفدائيين الفلسطينيين الأبطال وتصدّى للواء الصهيوني الذي كان يقوده من كانوا يسمونه زوراً وبهتانا بأسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر (الجنرال موشي ديان) الذي كان قد اجتاح بلدة الكرامة فيما أسماه وأدعاه بنزهته العسكرية للأردن ، يقوم خلالها بتصفية الفدائيين الأبطال الذي كان الصهاينة يسمونهم إرهابيين والعودة بما تبقى منهم أسرى وهنا وهذا الموقف الذي سجله التاريخ للجازي لم يخضع للتعليمات المرتجفة التي وصلت إليه ووضعها في أقرب سلة مهملات وتصدى بكل قوته مع جنوده البواسل والفدائيين الأشاوس للعدوان الصهيوني وما هي إلا ساعات حتى أجبر المجرم الهالك موشي ديان أن يعيد حساباته في الخطأ الذي ارتكبه ، وأصبح واضحاً أمام العالم مدى كذب وتضليل الصهاينة عندما كان ذلك الجنرال الأحمق ديان والذي امتلأ غروراً بعد نكسة حزيران يدعي كما أسلفت بأنه ذاهب لنزهة عسكرية لمصلحة كيانه المجرم وأثبت الفريق مشهور الجازي في تلك اللحظة التاريخية بأنه تعبيراً عن روح الأمة المقاوم فهو ليس إبناً لقبيلة الحويطات العربية العريقة فحسب ولكنه الابن البار لكل الأمة العربية والمدافع الأول عن قضية العرب المركزية فلسطين .

لاحظوا أعزائي القراء  الفتن والقلائل والطابور الخامس من العملاء والمرتجفين الذين ظهروا بعد معركة الكرامة التاريخية التي قادها الفريق الجازي وهم يحاولوا زرع الفتن بين الأشقاء بعد أن أدرك أسيادهم ومموليهم أنه بالوحدة الوطنية تحققت معجزة الكرامة ورمزها مشهور الجازي ، وكان النصر حليف العرب ، ولذلك وبعد عامين للأسف استطاعوا أن يحققوا بالفتن وسياسة فرّق تسد ما عجزوا عن تحقيقه بقوة السلاح .

لقد جسّد الفريق مشهور حديثة الجازي روح الوحدة الوطنية بالقول والفعل ، لا بالخطابات الكاذبة والشعارات الثورية الحنجورية التي تقول الشيء وتفعل عكسه تماماً وحصل الفريق الجازي على أرفع الأوسمة ولكن وسامه الحقيقي كان محبة الجماهير العربية له من المحيط إلى الخليج والتفافهم حوله ، نستعيد اليوم ذكراه العطرة ونحن بأمس الحاجة بأمثاله من الرجال الرجال الذين ضربوا أروع الأمثلة بالبطولة والفداء والتضحية في سبيل الوطن والمبادئ العليا للأمة وستبقى سيرته ومواقفه خاصة يوم الكرامة نموذجاً للعطاء والفداء والقدوة ، فقد كان يوم الكرامة الشهيد الحي الذي قاتل من أجل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة ، ولذلك ليس غريباً أن يتم تجاهل دور الفريق مشهور الجازي في ظل نظام الديجاتل وحكومات السلب والنهب وفي وطن أصبح المخلصين من أبناءه وكأنهم غرباء .

رحم الله الفريق مشهور الجازي " أبا رمزي " فقد كان نموذجاً للتضحية ومدرسة عظيمة في الانتماء والولاء للوطن والأمة وفدائياً مخلصاً حتى آخر لحظات حياته ، أبدله الله بداراٍ أحسن من داره وجيراناً أفضل من جيرانه وأسكنه فسيح جنّاته إنه عليّ قدير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد