من هو أبو مَرْحَبٍ ؟

mainThumb

07-11-2013 12:23 PM

لقد اهتم الاسلامُ بمسألة الصديق والصاحب، وأعطى معايير للصديق الصالح، ومعايير للصديق الطالح ...

أخرج البخاري : عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً, وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)) .

فهذا التمثيل من الرسول – صلى الله عليه وسلم – للجليس وهو الصاحب بحامل المسك، ونافخ الكير، وجعل لحامل المسك ثلاث مراتب :

1 – أن يُحْذيك ، أي ، يهديك هديةً

2 – أن تبتاع منه ، أي ، تشتري بمقابل تدفعه له .

3 – أن تجد منه ريحاً طيِّبَةً

فما أعظم خيرات الجليس الصالح !!!!

أما نافخ الكير ؛ فشَرُّهُ مستطير ووبالُهُ عظيم :

1 – أن يُحْرِقَ ثيابَكَ ، والثيابُ هي سترُكَ ، وهي دِفؤكَ ، وهي زيْنَتُكَ بين الخلائقِ .

2 – أن تجدَ  ريحاً خبيثَةً ، فهو سببُ مرضِكَ وسقمِكَ بسبب هذه الريح الخبيثة .

فيجب على المسلم الحريص على ستره وعلى صحَّتِهِ أن يختارَ لنفسه الجليس والصاحب الذي يزْدانُ به ، و يرتفعُ به ، ويكون عوناً له في حوائج الدنيا والآخرة .

فقد شَبَّهتْ العربُ الصاحب الذي لا يدوم على الوفاء ويميلُ حيث تميلُ الريحُ بالظِّلِ الذي يتنقَّلُ حسبَ حركة الشمس ، والعربُ تُكَنِّي الظِّلَ ب ( أبي مَرْحَبٍ ) ، قال الشاعر في ذلك :
 
وبعضُ الأخلاءِ في البلاءِ ...... والرُزْءِ أَرْوَغُ من ثعلبِ

وكيف تواصلُ من أَصْبَحَتْ ........ خُلالتُه كأبي مَرْحَبِ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد