صحيفة السوسنة الأردنية

أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أن دعم الشباب هو "من ثوابت نهجنا السياسي وقناعتنا بأهمية دور الشباب في بناء وطنهم ومستقبلهم" مضيفا أن النقاشات التي سمعها وشاهدها في جلسات المؤتمر السنوي الاول لهيئة شباب كلنا الاردن اليوم في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات تثبت أن الشباب الأردني غـني بالقيادات الواعدة.
جاء حديث جلالته خلال حضوره للجلسة الختامية للمؤتمر التي عرض فيها الشباب أمام جلالته التوصيات التي سيخرجون بها في ختام يوم عملهم الطويل، حيث أكد جلالته التزامه بدعم مبادرة شباب /كلنا الأردن/ التي تهدف الى تمكين الشباب من المشاركة الفعلية في بناء وطنهم وبلدهم.
وأبلغ جلالته المشاركين الثمانمائة الذين جاؤوا من محافظات المملكة الاثنتي عشرة أنه حرص على متابعة النشاطات والمبادرات التي قامت بها هيئة شباب /كلنا الأردن/ خاصة المبادرات المتعلقة بدعم الإبداع والتميز الشبابي، والشراكة مـع المجتمعات المحلية، وتوفير فرص التدريب للشباب في مختلف المحافظات، وإنشاء النوافذ التمويلية لدعم الإبداع والتميز والمشاريع الريادية.
وعبر جلالته عن اعتزازه بانجازات الهيئة خلال الفترة الماضية والمتمثلة في وضع الاطار العام لعملها بما فيه آليات التواصل مع الشباب من أجل إطلاق المبادرات والأفكار وتحويلها إلى منجزات عملية يلمس الشباب والمجتمع ثمارها على أرض الواقع، حيث يستطيع الشباب التحاور بشأن قضايا تهمهم في نافذة مدونتي عبر موقع الهيئة /www.allyouth.jo / الذي يشمل كذلك أخبار الهيئة وآلية الاشتراك بها.
وطالب جلالته الشباب المنتسبين للهيئة الاستمرار في عملهم بنفس الجديّة والعزم الأردني الأصيل بالتركيز على دور الشباب في كل ميادين البناء والتطوير حتى يظل الأردن مثالا في القدرة على التميز والإبداع وتحقـيق الإنجاز.
واعلن جلالة الملك عن انشاء صندوق خاص لتمويل البعثات الدراسية للشباب.
ورمى جلالة الملك في مرمى الشباب التحديات والمهام التي يرى أن عليهم مواجهتها والتغلب عليها لتحقيق مستقبل أفضل لهم وللاردن: ماسسة دور الشباب في العديد من المجالات التي من أهمها بناء شراكة مع المؤسسات السياسية الاردنية مثل الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني من أجل صقل مهارات الشباب وإعداد قيادات فاعلة وقادرة على المبادرة وصناعة الحاضر والمستقبل.
ونوه جلالته الى ان اشراكه الشباب في عدد من زياراته الى الخارج وفي عدد من جولاته الميدانية المحليّة تأتي في اطار اعداد القيادات الشابة، مضيفا ان هذه "تجربة نريد تعميمها على أكبر عدد ممكن من الشباب."
أما التحدي الثاني كما يراه جلالته فيتمثل في عمل الهيئة على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب الأردني من خلال تحديد "أيام للعمل التطوعي الشبابي" في المؤسسات الخدمية التي تحتاج الى الدعم وذلك من أجل ترسيخ روح المبادرة والتطوع بين الشباب وتعزيز علاقتهم بمجتمعهم وتفاعلهم المباشر مع حاجاته ومشكلاته.
وتتمثل المهمة الثالثة في التواصل الدائم مع الشباب في كل المحافظات من أجل التوعية والتدريب والإرشاد في مجال الاختيارات المهنية، وذلك من خلال إيجاد قنوات مؤسسية للتواصل بين الشباب والقطاع الخاص لتوفير فرص العمل للشباب والشابات عبر مكاتب الإرشاد المهني في كافة الجامعات.
وعرض الشباب امام جلالة الملك التوصيات التي خرجوا بها في ختام يوم عملهم في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات. ففي مجال تقييم مبادرات الهيئة وتطلعاتها المستقبلية، توصل الشباب الى خطط عمل وبرامج زمنية لتنفيذ مبادرات ونشاطات الهيئة والاليات اللازمة لمتابعة وتقييم سير العمل فيها، بالاضافة الى اقرار هيكل اداري وتنظيمي جديد للهيئة ونظام اساسي يوضح حقوق وواجبات الشباب وسبل تحفيزهم على العمل والابداع لتوفير عناصر الاستمرار والمؤسسية للهيئة.
أما في مجال منظومة قيم وسلوكيات الشباب الاردني فقد أكد الشباب اهمية مأسسة قيم الشفافية والمساءلة والاستقامة والتميز والابداع والتسامح والاعتدال ونبذ العنف لدى الشباب والالتزام بمحاربة الواسطة والمحسوبية على كافة المستويات وذلك كجزء من ايمان الهيئة ببرنامج الاصلاح والتحديث الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي المنبثق من الرؤية الملكية السامية لمستقبل الاردن.
وأكد الشباب التزامهم بالعمل على تبني برامج لتحفيز مشاركتهم في العمل المهني والتقني والتوجه للعمل والانتاج للاستفادة من المبادرات والبرامج والمشاريع التي توفر فرص العمل للشباب وخاصة في المناطق الاقتصادية التنموية التي أمر جلالة الملك عبد الله الثاني بتأسيسها في العقبة والمفرق واربد ومعان.
أما في مجال دور الشباب في الانتخابات النيابية القادمة، فقد أكد الشباب في توصياتهم ان شكل مجلس النواب القادم سيحدد سرعة عملية الاصلاح في مختلف المجالات، معبرين عن ادراكهم بان مشاركتهم في الترشيح والاقتراع ستكون ذات اثر كبير في ايصال نواب ذوي كفاءة واقتدار.
وفي هذا المجال اكدت التوصيات ان الهيئة ستنفذ العديد من البرامج لضمان مشاركة اكبر عدد ممكن من الشباب من خلال التركيز على اهمية العملية الانتخابية والمشاركة في عملية التنمية وايجاد مجلس نيابي فعال يعكس طموحات وتطلعات الشباب.
كما ستنظم الهيئة خلال الاسابيع القادمة لقاء وطنيا لكافة المؤسسات العاملة مع الشباب للتوافق على اليات عمل واضحة ومحددة لتشجيع الشباب على المشاركة في الحياة العامة وخاصة الانتخابات القادمة.
وأكد الشباب لجلالته أنهم يستمدون منه العزيمة والاصرار للمبادرة والعمل بجد واخلاص من اجل الاردن.
وادى جلالته صلاة المغرب جماعة مع المشاركين في المؤتمر كما تبادل جلالته الحديث مع عدد من المشاركين خلال مأدبة الافطار التي اقامها تكريما لهم.