العيد بهجة الأطفال وكابوس الآباء

mainThumb

13-10-2013 09:30 PM

وها قد أقبل عيد الأضحى المبارك وسط بهجت الصغار وفرحتهم وبين كابوس الآباء التي أصبحت الأعياد والمناسبات كابوساً يؤرقهم وذلك لضعف الموارد وغلاء الأسعار ، حيث قامت حكومات الجباية والقهر المسماة أردنية بالمطلوب منها حرفياً من صندوق الفقر الدولي وهي رفع الأسعار بشكل خيالي وغير مسبوق وكل حكومة ومنذ جريمة وادي عربة تحديداً زاودت على سابقاتها ليس بخدمة الوطن والمواطن ولكن برفع الأسعار وجعل حياة المواطن جحيماً لا يطاق ، غير مكترثة بالشعب وواقع المعيشة المأساوي الذي كثيراً ما جرى التعبير عنه وعن المكبوت بشكل واضح ، ولكن حكومات الدوار الرابع لا تقرأ ما بين السطور وكل ما يهمها أن ترضي وليّ أمرها ومن وضعها باستثناء حكومة الخصاونة تقريباً الذي وجد بنفسه الشجاعة الأدبية والأخلاقية ليقول " ما هكذا يكون الإصلاح " .


العيد هذه الأيام أصبح هماً وغمّاً على الآباء الذين لا يعرفوا كيف يواجهون أطفالهم الذين من حق هؤلاء الأطفال على آبائهم توفير كل احتياجات العيد لهم وخاصة العيد الكبير (الأضحى) الذي تزداد فيه الفواتير حيث أصبحت كابوساً كما أسلفت يورق الآباء في ليلهم ونهارهم ولكن إلى متى سيستمر هذا العبث والاستهتار خاصة بعد تراجع حراك الشارع الأردني لأسباب كثيرة لم تعد تخفى على أحد وأبسطها - وقد تشرفت شخصياً أنا كاتب هذه السطور بقول ذلك في لقاء عام حضره مئات الناس – ألا وهي " هل الشخص الذي لديه سيارة قيمتها (...) وقد ركب موجة التيار لأسباب لا تتجاوز الأنا الضيق ، هل مثل هؤلاء يهمه رفع الأسعار ، طبعاً لا أقصد الجميع وهناك استثناءات كثيرة ولكن أغلب هؤلاء ممن كانوا حراكيين قد جاءوا بشكل مفاجئ ودخلوا المعترك وكأن الوطن أصبح مزاداً ، لا أحد يعرف عنهم أكثر من كلمة ناشط أو ناشطة ، واحدة من هؤلاء وهي عضو لحزب سياسي معارض وجدوها ذات يوم في البرلمان وقد وصلت نائب على نظام الكوتا العنصري وهي تتفقد حاسوبها حيث اعتقد البعض أنها تبحث عن شيء ما ليفاجئ من شاهدها أنها تفتش عن غداء اليوم وبأي مطعم سيكون مع النخب بصحة الشعب الأردني ، هذه نموذج ابتلى به شعبنا في ظل هذا التصحر السياسي والاقتصادي والتجريف للوعي الذي اتبعه النظام السياسي ليضمن بقائه وقديماً قال أحد أركان النظام (جوّع ،.....).


ولذلك يعاني الشعب الأردني من هذه الأمراض والآفات المحسوبة عليه معارضة وفي الجانب الآخر من الحكومات ديكتاتورية مستبدة ظالمة غاية هدفها البقاء في الدوار الرابع حتى ولو كان ذلك من أقذر الأبواب وهي الخضوع التام لتعليمات صندوق الفقر الدولي لأجل أن تحفظ بقائها ومهمة هذه الحكومات إرضاء من بيده خلعها وهو واحد  من ثلاثة ،،، صندوق الفقر الدولي والسفير الأمريكي والنظام ، أما الشعب فهو في نظرها مجرد قطيع تحمل أرقاماً تسمى وطنية لا تستدعي إلا عند إجراء انتخابات نيابية بشكل خاص ومع ذلك يجري تزوير تلك الانتخابات رغم عنصرية وفئوية وطائفية القوانين الخاصة بالانتخاب التي لا تفرز إلا ما نراه ونشاهده من مجالس هزيلة تشكل عبئاً على الشعب الأردني بالدرجة الأولى ولا يستفيد منها إلا النظام المغرم بالديكورات المزيفة التي لا تعبر في الحقيقة إلا عن أزمة سياسية بالدرجة الأولى واقتصادية واجتماعية يعاني منها الوطن والمواطن ولم يجري التعامل معهما إلا عن طريق المسكنات التي أفقدت جسم الوطن والمواطن ، كل وسائل الحياة لكثرة استخدامها .


لقد جاء العيد وجاءت معه مواجع الآباء والأمهات وفرح الأطفال وضحكاتهم البريئة ، ولكن إلى متى يبقى الشعب جمل المحامل وكل ما نرى ونشاهده يؤكد أن الانفجار قادم ... قادم ... بأي لحظة ، وحمى الله الوطن وكل عام وأنتم بخير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد