رانديفو من أمام المدرسة

mainThumb

06-10-2013 09:34 AM

أثناء عودتي إلى المنزل مررتُ منْ طريقِ احدِى المدارسِ الثانويةِ للبنات، و ما رأيتهُ لا يبشرُ بالخير ،رأيتُ مجموعةٌ من الشباب يقفون خارج المدرسة ينتظرون صديقاتهم للخروج سوياً في جولة غرامية لقد تتبعت بعضهم ووجدتهم يتجهون إلى أحد الحدائق القريبة من المدرسة و يجلسون بوضعية مخلة بالأدب .

تعجبت لعدم رؤيتي لسيارات الشرطة تقف أمام المدرسة كما كانت تفعل بالسابق ، حتى أن هذه الحديقة المشبوهة لم تعد دوريات الشرطة تمر من أمامها ، فما عاد هناك رادع لهؤلاء الشباب .

لماذا هذا التردي في الأخلاق لدى بعض الشباب و الشابات ، و أي رادع يجب أن نردع به هؤلاء الصبية حتى يبتعدوا عن هذا الأمر المشين .

في مرةٍ سمعتُ إحدى المديراتِ تحكي روايةً عن هذا الأمر تصدمُ السامع، شابٌ و فتاةٌ يجلسانِ في" خرابةٍ "مهجورة بالقرب من منزل هذه المديرة، فاستمعت لحديثهما ، و كان حديثهما مبتذلاً فلنْ أروي ما قالته يكفي أنهما إثنان و ثالثهما الشيطان .

رأيتُ مرةً مشاجرة بين شابين  بسبب إحدى الفتيات و يتلفظان بكلمات بذيئة ، و الأسوأ من ذلك أن الفتاة كانت تنظر للمشاجرة و هي تضحك .

كانت الفتاة في الماضي تخجل من هذا النوع من المشاجرات و تهرب قبل أن يراها أي أحد و يخبر والديها ، أما الان فلست أدري ان كان لهؤلاء الفتيات أهل يسألون عنهن أم أنهن بلا أهل .

و القضية الثانية التي أود لفت انتباه البعض لها هي قضية مقاولات تسهيل العلاقات ، ماذا أعني بهذا النوع من المقاولات ! باختصار هن مجموعة من فتيات الثانوية يُرتبن لقاءً للتعارف بين أحد الشباب مع إحدى فتيات المدرسة ، بمجرد إعجابِ أحد الشباب بفتاة ما ،تبدأ هذه السمسارة و سألقبها بالسمسارة" لأنها تعملُ كما السماسرة " بتوظف قدراتها التخريبية لتقريب البعيد ، و ان رفضت الفتاة التجاوب معها تأخذ رقم هاتفها النقال و تعطيه للشاب الذي بدوره يمتلك كل الأساليب لاستماله عقل الفتاة ،طرق فنية و لكن الغاية ليست نبيلة ، حتى تقع الفتاة في المصيدة ،فما هي أسباب ظاهرة الصداقة المتفشية بين الشباب و الفتيات .

في الأول يحتل انعدام الوازع الديني المرتبة الأولى فكما يبدو أنه لا يوجد توعية دينية كافية لردع هؤلاء الشباب لدرجة أننا بدأنا نراهم هوائيين يفعلون ما يحلو لهم بعيداً عن احتساب العواقب ، أو النظر إلى مخافة الله .

السبب الأخر هو غياب الأهل ، عادة يلجأ الشباب لهذه الأمور من باب التسلية و البعض الأخر يبحث عن أناسٍ يختلط معهم لتضيع الوقت في ظل غياب الأم و الأب ، فبعض الفتيات يلجأن لمصادقة الشباب لسماع الكلام الجميل الذي لا يمكن أن تسمعه في المنزل لكنها تورط نفسها مع من لا يرحم مع شباب ﻻ يوجد لديهم أي مشاعر أو ضمير و تقع في المحظور تقع في قبضة ذلك الشاب و يسيطر عليها .

غياب الأم التي غالبا ما تكون امرأة عاملة ،و أنا لا ألومها بل على العكس هي بحاجةٍ للعملِ في ظل تدني المستوى الاقتصادي العام و الإستمرار المتزايد في الغلاء المعيشي ، كان لا بد من مساعدة الزوج في تحمل نفقات المنزل، لكنها الأن سيقع على عاتقها مسؤوليات كثيرة يجب أن تبقى حاضرة مراقبة و فعالة في البحث عن شؤون أبنائها ، لكن مع دوامة الغلاءِ و تدني المستوى المعيشي للأفراد، نجد هذه الأم من الصعب عليها أن تمسك بزمامِ الأمور مرةً واحدةً ، و بغياب الضميرِ عندَ بعضِ الشبابِ و الشاباتِ فإنهم لا يُقدِّرون مستوى الأعباء التي يتعرض لها الأباء و بالتالي يسيرون وفق أهوائهم.

الحالة الثانية هي الأم التي لا تعمل و ليست متفرغة تماماً لأبنائها فهي تبقى لاهِيةً بين الصالون النسائى إلى الزياراتِ الدائمةِ و جلساتِ النميمةِ الضروريةِ حتى تقضي وقتها ، و أبناؤها و زوجها في نظرها هم عبارةً عنْ ملابسَ تغسلها أو طعامٍ تطبخهُ لهم ،أو منزلٍ تنظفهٌ وهذه هي مسؤليتها التي تؤديها، و لا تدري ماذا يحدث مع أبنائها و أي مصيبة يقترفون .



وأحياناً تُقلد الفتاة أمها ،أو يقلدُ الولدُ أباه فهم "القدوة "إن كانت الأم تُقْدمُ على فِعلٍ تستنكرهُ على ابنتها فكيف ستربي أبنائها تربية صحيحة، و إن كان الأب غارقاً في علاقاتهِ النسائية متى سيَعْلَمُ ماذا يحدثُ في بيتهِ "فاقدُ الشيءَ لا يعطيه"

غياب الاسرة و انعدام الوازع الديني صنع لنا مشكلة أخلاقية كبيرة ، فتيات صغيرات انعدمت من وجوههن البراءة حتى أنني أخشى مخاطبة احداهن فهن يمتكلن أقوى و ألذع الشتائم و كأنهن لسن طالبات مدرسة ،فهن يستطعن ان يقلن مئة كلمة في الدقيقة و ليته كلام مفيد أغلبه ألفاظ قبيحة تؤذي المسمع.

ما رأيته في الحديقة التي تقرب مسافة أمتار عن المدرسة يجعلني أرتاب فطريقة جلوس هؤلاء الأولاد و هم في وضعية حميمية يعطي انطباعا أن هذه الجلسة ستتحول إلى أمر آخر ، لذلك أناشد دوريات الشرطة لتعود كما كانت في السابق فقد انتشرت هذه الظاهرة و استفحلت و حان الوقت لنجتثها من جذورها و نعود كما كنا فتيات بريئات يخجلن من العتاب تؤثر فيهن بضع الكلمات الحازمة ، أما الشباب فهم موضوع طويل لست أعلم كيف الوسيلة التي يمكن أن نستخدمها لوقفهم عن ارتكاب مثل هذه الافعال .

للحديث بقية فقد طرحت هذه النقطة المهمة و في جعبتي الكثير لأطرحه من القضيانا الاجتماعية لاحقاً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد