مبادرة زمزم : هوية ضبابية ومقاصد غير واضحة وعلامات استفهام كثيرة!!!

mainThumb

05-10-2013 04:03 PM

تم اليوم إشهار مبادرة زمزم برعاية من شخصيات إصلاحية مناضلة مثل الأستاذ عبدالرؤوف الروابدة والدكتور معروف البخيت وعدد من الوزراء السابقين. ولادة المبادرة جاءت بعد مخاضات عسيرة وتردد واضح تجلى من خلال تردد القائمين على المبادرة وتأخرهم بإعلانها وعدم قدرتهم على إقناع الناس بمقاصد المبادرة وغاياتها وما الذي يميزها عن أهداف جماعة الإخوان المسلمين الحركة الأم التي تم انشقاق القائمين على المبادرة عنها.

لقد قمنا بقراءة كافة البيانات والتصريحات والمبادئ التي تستند اليها المبادرة فلم نجد شيئا جوهريا يميزها أو يؤهلها لأن تكون حزبا او حركة لها كيان مختلف عن جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي جبهة العمل الإسلامي. لا بل لم نستطيع معرفة الفروق بين المبادئ والغايات التي يقوم عليها حزب الوسط الإسلامي الأردني والأهداف التي تسعى مبادرة زمزم لتحقيقها. تأسيسا على ذلك تبرز تساؤلات مشروعه مثل لماذا لم يقم عرابي مبادرة زمزم بإدخال الأفكار التي ينادون بها على مبادئ جماعة الإخوان المسلمين ومن خلال المؤسسات والهياكل الشرعية التي كانوا هؤلاء الشخوص القياديين يحتلونها في مؤسسات جماعة الإخوان؟ لماذا لم تنسق  جماعة زمزم مع حزب الوسط الإسلامي لإيجاد صيغة أو هيكلية مشتركة تجمع التكتلين في حزب واحد ما دام أن الجهتين تستندان الى خلفية إسلامية وما دام أن القاسم المشترك بينهما هو العمل من الداخل والتركيز على الشأن الداخلي فقط والمشاركة في الحكومات وتقلد المناصب العامة؟

الحقيقة أن مبادرة زمزم لا تمثل فكرا جديدا ولا تستهدف مقاصد استثنائية وجوهرية ونحن ما زلنا نواجه غموضا في معرفة مبررات إيجاد كيان سياسي جديد في الوقت الذي ما زال فكر الجماعة الأم جماعة الإخوان المسلمين يشكل المظلة الرئيسة لمبادرة زمزم!!! كما أننا نعتقد بأن كل من مبادرة زمزم وحزب الوسط الإسلامي يمثلان نفس الفكر ونفس الأهداف ولا فرق يذكر بينهما وقد ناقشنا شخصيا بعض القيادات في الجهتين ولم نتلقى أي إجابات أو مسوغات  مقنعة تبين بوضوح الفرق في هوية ومقاصد زمزم وحزب الوسط الإسلامي.

مبادرة زمزم تمثل حركة انشقاقية غير ناضجة عن جماعة الإخوان وهي تعكس برأينا المتواضع رغبات واتجاهات شخصية للقائمين عليها في تمييز أنفسهم وفي الانخراط في تقلد المواقع العامة والوزارات ونحن بالتأكيد لا نعيب عليهم أو على غيرهم هذا ولكن ما نأخذه عليهم هو أنهم لم يتمكنوا من إيجاد فكر أو منهجية أيدولوجية أو برامجية أو إصلاحية تميزهم عن القواعد التي انشقوا عنها ولا عن حزب سياسي قائم (حزب الوسط الإسلامي )وله نواب في مجلس النواب ووزراء في الحكومة .

مبادرة زمزم هي مبادرة تمثل  أشخاص ولا تمثل فكر سياسي جديد وهي بالتأكيد مرحب بها من قبل الحكومة وستحظى بدعمها وسخائها وربما ستحقق الضالة المنشودة من قبل القيادات القائمة على المبادرة والتي اتحفظ على تسميتها بالمبادرة لأن المبادرة تعني الريادة والجدة وانا لم ألمس شيئا من ذلك فيها.

مبادرة زمزم هدية كبيرة للحكومة الأردنية غير الإصلاحية  وهي أيضا أخبار ساره للنظام السياسي الذي سيستثمر في هذه المبادرة وسيستخدمها محليا ودوليا وإعلاميا على أن هناك حركات وأحزاب إسلامية منخرطة في العمل السياسي مما يضفي شرعية على تمترس النظام ورفضه للإصلاح وتراجعه عن التجاوب مع مطالب وتطلعات الشعب الأردني ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد