الملك : أي حديث عن فيدرالية أو كونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية .. مشبوه ويقصد منه الفتنة

mainThumb

31-08-2007 12:00 AM

السوسنة - اعتبر جلالة الملك عبد الله الثاني ان أي حديث عن فيدرالية أو كونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة هو حديث مشبوه وغير منطقي، والمقصود منه هو إثارة الفتنة.. وهو مرفوض جملة وتفصيلا.

وتساءل جلالته باستغراب ، في مقابلة مع التلفزيون الأردني أجراها الزميل فيصل الشبول مساء الجمعة : " كونفدرالية مع من؟ وعلى أي أساس؟ وهل هي كونفدرالية مع الشعب الفلسطيني؟ أم مع منظمة التحرير؟ أو مع أي تنظيم فلسطيني آخر؟ أنا أريد جواب على هذه التساؤلات؟ وأود أن أسأل أيضا، لماذا يتم طرح هذا السؤال دائماً في أوقات معينة؟ وبالذات عندما تشتد مطالبة المجتمع الدولي لإسرائيل بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وقيام الدولة الفلسطينية" .

واضاف جلالته أنه يأمل أن ينتج عن الانتخابات النيابية المقبلة مجلس نيابي قوي بحجم الطموحات والتحديات التي تواجه الوطن.

واشار جلالته، أن الأوضاع الأمنية والمستجدات الخطيرة التي تمر بها المنطقة لن تمنع من الاستمرار في التحديث والتطوير وبناء مستقبل أفضل.

وقال جلالته أن أي عمليه تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي القائم بحاجة إلى وقت، وتفهم من قبل الشعب وعمل مخلص من الوزراء والمسؤولين، وتطوير ما تم إطلاقه من مبادرات وبرامج اقتصادية.

وأكد جلالته أهمية إنشاء شبكة أمان اجتماعي لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، "تضمن للمواطن الأردني الخدمات الأساسية الصحية والاجتماعية الشاملة والسكن والحياة الكريمة".

واعتبر جلالته أن الأردن حقق العديد من الإنجازات المرضية على صعيد التنمية الاقتصادية ومعدلات النمو واستيعاب القوى العاملة بالرغم من الظروف الإقليمية المحيطة، وارتفاع أسعار النفط.

وحول الأعباء الاقتصاديّة للمديونيّة، قال جلالته: "هناك جهود وخطط لعلاج العديد من المشاكل الاقتصادية، وفي مقدمتها موضوع المديونية، والجزء الأكبر من تحركاتنا الخارجية، هدفه تخفيض المديونية وجذب المزيد من الاستثمارات."

وفيما يتعلق بتطورات عملية السلام، أوضح جلالة الملك أنه بالرغم من تعثر العملية السلمية، وما يجري في فلسطين والعراق من أحداث، "فما زلنا متفائلين بالمستقبل ونعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذي يوفر الأمن والاستقرار في المنطقة".

واعتبر جلالته دعوة الرئيس الأميركي للقاء دولي للسلام في الخريف المقبل خطوة إيجابيه باتجاه تحقيق السلام، وفرصة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وقال جلالته أن على إسرائيل أن "تعمل وتتعاون من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية".

وحول الخلافات بين حركتي فتح وحماس، دعا جلالته الفلسطينيين إلى تغليب لغة العقل والمنطق وتوحيد الصف لتحقيق الأهداف والطموحات الوطنية المشروعة.

وفيما يلي نص المقابلة:

سؤال 1: جلالة سيدنا، في الحوار السابق لجلالتكم مع التلفزيون الأردني تحدثتم عن إجراء الانتخابات البلدية والنيابية خلال العام الحالي بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة .. طبعا الانتخابات البلدية أجريت وألان نتحدث عن الانتخابات النيابية.. ما الذي يأمله جلالة الملك من الانتخابات وماذا تقول لأبناء شعبكم الأردني في هذا الصدد؟

جواب: هذا الشعب الخيّر المعطاء، يستحق منا أن نعمل الكثير من أجله، ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وأن نستمر في جهودنا لتعزيز مسيرتنا الديموقراطيه، وتوفير أجواء الحرية والانفتاح، التي تمكّن المواطن من المشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤولية..نحن ملتزمون هذا العام بإجراء انتخابات نيابية نزيهة، يشارك فيها الجميع، لأننا نؤمن أن الأردن هو لجميع أبنائه وبناته، بغض النظر عن أي انتماءات سياسية أو حزبيه أو عشائرية.

إننا نأمل أن تؤدي هذه الانتخابات إلى انتخاب مجلس نيابي قوي، يكون بحجم الطموحات والتحديات التي تواجه مسيرة هذا الوطن..إن الأوضاع الأمنية والمستجدات الخطيرة، التي تمر بها المنطقة، لن تمنعنا من الاستمرار في تنفيذ رؤيتنا للتحديث والتطوير، وبناء المستقبل الأفضل لأبناء شعبنا.. وكلي ثقة وتفاؤل بقدرة شعبنا على تجاوز كل هذه التحديات، والاستمرار في مسيرتنا الديمقراطية، وإجراء الانتخابات النيابية، التي نراهن فيها على وعي شعبنا، وقدرته على اختيار الأصلح والأكفأ والأقدر على تمثيله وخدمة مصالح الوطن.

سؤال2: يا سيدي، إذا تحدثنا عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الأردني، هل لديكم، جلالة الملك، ما يطمئن الناس في المستقبل؟

جواب: أنا شخصيا أدرك هموم المواطنين اليومية المرتبطة بالظروف الاقتصادية الصعبة، وهذه الظروف هي نتيجة عوامل داخلية وإقليمية كثيرة.. والعوامل الإقليمية لا يمكن التحكم بها أو السيطرة عليها.. لكن التحضير والاستعداد لمواجهة هذه الظروف أفضل من تبديد الوقت والجهود في الشكوى والتذمر والأسف لوجودها.

إننا نرى أن لمواجهة هذه الظروف فلابد من إنشاء شبكة أمان اجتماعي متكاملة تضمن للمواطن الأردني الخدمات الأساسية الصحية والاجتماعية الشاملة والسكن والحياة الكريمة.

سؤال 3: جلالة الملك، ماذا عن الخطط ذات الطبيعة الإستراتجية أو بعيدة المدى التي يمكن أن تحسن أوضاع الناس في بلدنا؟

جواب: بالتأكيد.. الأفكار السابقة هي جزء من الجهود المبذولة، لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن. وهناك جهود وخطط لعلاج العديد من المشاكل الاقتصادية، وفي مقدمتها موضوع المديونية.. الجزء الأكبر من تحركاتنا الخارجية هدفه تخفيض هذه المديونية وجذب المزيد من الاستثمارات. وفي هذا الاتجاه كانت زيارتي الأخيرة إلى كازاخستان وغيرها من الدول، وقد تم طرح هذا الموضوع في الفترة الأخيرة على بعض الجهات والدول المانحة الرئيسية، ومن أهمها مجموعة الدول الصناعية الثماني، لشراء هذه الديون أو مبادلتها باستثمارات تنموية، تساهم في توفير فرص العمل ومعالجة مشكلة الفقر والبطالة.

لقد تحدثت في هذا الشأن مع المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي والرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الكندي، كما سيكون لنا قريبا اتصالات مستمرة مع المسؤولين اليابانيين، ومن بينهم رئيس الوزراء الياباني، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود والتحركات جميعها، إلى نتائج إيجابية وتخفيض أعباء هذه المديونية.

سؤال 4: رغم الإنجازات الكبيرة ونسب النمو المتقدمة، يرى البعض أن هناك أعباء إضافية على الناس. متى سيشعر المواطنون بالفوائد الاقتصادية؟

جواب: أي عمليه تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي القائم، هي بحاجة إلى الوقت والتفهم لطبيعة هذه العملية من قبل أبناء شعبنا، وإلى العمل المخلص الجاد من قبل الوزراء والمسؤولين، في متابعة وتنفيذ وتطوير ما أطلقناه من مبادرات اقتصادية وإطلاق مبادرات أخرى جديدة.

وبمنتهى الموضوعية، أود أن أشير أن الأردن حقق حتى الآن العديد من الإنجازات وبشكل مرضي على صعيد التنمية الاقتصادية ومعدلات النمو، وتعزيز قدرة السوق على استيعاب القوى العاملة، وذلك بالرغم من الظروف الإقليمية المحيطة بنا، والارتفاع المتزايد في أسعار النفط.

ومن ناحية أخرى، فإن الخطط والمشاريع الاقتصادية المستقبلية والتي ما زال عدد كبير منها تحت التنفيذ، تهدف بشكل رئيسي إلى إعادة توزيع عوائد التنمية على كافة مناطق المملكة وبشكل عادل، وفي هذا الإطار قمنا بإنشاء مناطق اقتصادية وتنموية في مختلف مناطق المملكة، مثل المفرق واربد، وإن شاء الله في معان والأزرق، والتي نسعى من خلالها إلى إيجاد مشاريع تستوعب القوى البشرية العاملة في هذه المناطق.. كما قمنا أيضاً بإنشاء مدن ومناطق صناعية في معظم محافظات المملكة.

إن الحديث عن الشأن الاقتصادي يذكرنا بدعم الدول العربية الشقيقة للأردن.. ونحن نشكر قادة هذه الدول جزيل الشكر، وفي المقدمة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وحكومة المملكة العربية السعودية على وقفتهم الأخوية إلى جانب الأردن.. كما أننا نقدر المبادرة السعودية الأخيرة، للمساهمة في إنشاء مدينه سكنيه جديدة في الزرقاء، تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية لشريحة واسعة من أبناء شعبنا.

سؤال 5: اسمحوا لي جلالة الملك أن ننتقل إلى ملف آخر وهو عملية السلام. مرة نتفاءل بأنها ستتقدم وثم تعود إلى المربع الأول وتراوح مكانها.. ما الذي يجري -جلالة سيدنا- وكيف تقرأ المستقبل في هذا الموضوع؟

جواب: بالرغم من تعثر العملية السلمية، وبالرغم من كل ما يجري في فلسطين والعراق من أحداث ومستجدات، إلا أننا ما زلنا متفائلين بالمستقبل.. إننا نعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل، الذي يوفر الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما نرى أن دعوة الرئيس الأمريكي لعقد لقاء دولي للسلام في الخريف المقبل هي نتاج لجهود كبيرة بذلناها مع دول عربيه شقيقة، ودول أخرى صديقة، خاصة بعد مؤتمر القمة العربية في الرياض، من أجل إعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح.

إننا نعتبر هذا اللقاء الذي سيشارك به الأردن خطوة إيجابية باتجاه تحقيق السلام المنشود ونأمل أن يشكل فرصة كبيرة، لإيجاد حل للمشكلة الرئيسية وجوهر الصراع في المنطقة، وهي القضية الفلسطينية، وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

سؤال 6: ولكن اليوم يضاف بعد أسوأ مما حصل وهو الإشكال الفلسطيني – الفلسطيني الذي أصبح يشكل بعدا إضافيا ضاغطا على موضوع السلام. كيف تنظر إلى ذلك جلالة سيدنا؟

جواب: بالتأكيد.. وعلى الإخوة الفلسطينيين أن يستغلوا هذه الفرصة لتوحيد جهودهم ومواقفهم. فمن غير المقبول أن تبقى غزة منفصلة عن الضفة الغربية، ولا يمكن لأحد أن يقبل بهذا الوضع لا فلسطينيا ولا عربيا.. وعندما نتكلم عن الدولة الفلسطينية، فهذا يعني أنها يجب أن تقام علـى الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.. لذلك، نحن ندعو جميع الإخوة الفلسطينيين إلى تغليب صوت العقل والمنطق وتوحيد صفوفهم لتجاوز معاناتهم وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم الوطنية المشروعة.

سؤال 7: يا سيدي، المتطرفون من الجانبين يحاولون الانقضاض على العملية السلمية عندما يحدث أي تقدم ولو كان صغيرا.. إذا ما هو المطلوب لتفويت الفرصة عليهم وما المطلوب من إسرائيل تحديدا في هذا الصدد؟

جواب: نحن في الأردن نـدرك كـل هذه المحاولات، التي تسعى إلى إبقاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة.. وللأسف هناك دول وجهات مختلفة تريد استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه. فمنذ عهد الجد المؤسس، كان هناك العديد من المبادرات لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، ولو قبلت القوى السياسية في العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بهذه المبادرات، لما كانت الأمور على ما هي عليه اليوم.. ولكن مع الأسف، كانت تتصدى لكل هذه المبادرات بعض الجهات بالرفض والاتهامات الباطلة، بما فيها قرار التقسيم سنة 1947 الذي ضمن إقامة دولة فلسطينية.

لقد آن الأوان لترجمة الجهود المبذولة إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع.. وآن الأوان لإسرائيل أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وأن تدرك أنها إذا أرادت أن تحظى باعتراف من الدول العربية والإسلامية، وأن يكون لها مستقبل في هذه المنطقة، فلا بد لها من العمل والتعاون من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية.

سؤال8: جلالة سيدنا، لا أريد أن أطيل ... فأنا أعرف أن مشاغلكم كثيرة، ولكن مثلما أن هناك جهات تحاول أن تعرقل مسيرة السلام، هناك جهات تستهدف الأردن دائما من خلال الحديث عن موضوع الفيدرالية والكونفدرالية. ماذا يريد هؤلاء من الأردن؟

جواب: كونفدرالية مع من؟ وعلى أي أساس؟ وهل هي كونفدرالية مع الشعب الفلسطيني؟ أم مع منظمة التحرير؟ أو مع أي تنظيم فلسطيني آخر؟ أنا أريد جواب على هذه التساؤلات؟ وأود أن أسأل أيضا، لماذا يتم طرح هذا السؤال دائماً في أوقات معينة؟ وبالذات عندما تشتد مطالبة المجتمع الدولي لإسرائيل بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وقيام الدولة الفلسطينية.

ما نعرفه جميعا أن الكونفدرالية هي علاقة بين دولتين تتمتعان باستقلال كامل وسيادة على أرض وحدود جغرافية واضحة، ونحن موقفنا واضح في هذا الموضوع، وسبق وقد أعلنا عنه في العديد من وسائل الإعلام، لكن يبدو أن هناك بعض الإعلاميين وبعض السياسيين، ومع الأسـف هناك عدد منهم في الأردن، لا يريدون سماع كلامنا، ويريدون الاستمرار في هذا الدور المشبوه والصيد في الماء العكر. لذلك فإن أي حديث عن فيدرالية أو كونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، هو حديث مشبوه وغير منطقي، والمقصود منه هو إثارة الفتنة.. وهو مرفوض جملة وتفصيلا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد