وقفةٌ مع ( أخي إنْ جرى في ثراها دمي .. )

mainThumb

18-08-2013 09:40 PM

ما زال أهل النقد القائم على البراهين والحجج يردون الخطأ سواء في الدين أو اللغة ، وهذا ما جعل أمَّتنا من أرقى الأمم ، وجعل لغتها من أنصع اللغات ، ومما وجدنا في بعض الأشعارالتي في مناهج أبنائنا الدراسية وهي من وضعِ مَنْ لم يتضلَّعْ  من أنهارِ الأدب ، ولم يَسْلُكْ حُزُنَهُ وشِعابَه ... !!
وهو بيتٌ للشاعر ( علي محمود طه المصري  ) :

(أخي، إن جرى في ثراها دمي ...... وشبَّ الضرام بها موقــدا )


فإنَّ الشاعر يتحدَّثُ عن فلسطين المباركة ، وعن الجهادِ على ثراها ، ونعلمُ أنَّ هذا الأمرَ الجَلَلَ يتَطَّلبُ طاقاتٍ هائلةً تستوعبُ جهودَ الأمَّةِ جمعاءَ ، فقد عبَّر الشاعرُ عن هذا الخطْبِ العظيم في مورد الحماسة وبَثِّ روح الجهاد النقي لتحرير مسرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -  بلفظةِ (( وَشَبَّ الضِّرامُ بها موقِدا )) ونعلم أنَّ الضِّرامَ هو  ( تافِهُ الحَطَب وهزيلُهُ ) وكان الأجودُ بهذا الشاعرِ المصري أن يجعلَ ( الجَزْلَ من الحطب ) في هذا الموطن ، فالحالُ تَسْتَدْعيه ، فالعربُ تستعملُ ( الجَزْلَ ) عند ذكر قوة النار سواءً ، نارَ الحربِ أو نارَ القِرَى ( الضيف ) ، فهذا حكيمُ الشعراءِ زهيرُ بن أبي سُلْمَى يذكر الجَزْلَ ويَغُضُّ الطَّرْفَ عن رقيقِ الحطبِ ؛ لأنَّهُ لا يشوي عصفوراً  بَلْهَ جَدْيَاً :

قُضَاعِيَّةٌ أو أُخْتُها مُضَرِيَّةٌ ................. يُحَرَّقُ في حافاتِها الحَطَبُ الجَزْلُ .

قال الأعلمُ الشنتمري شارحُ ديوان زهير : ( 97 ) : (( ... هي حربٌ شَدِيْدَةٌ  بمنزِلَةِ النار الموقدةِ بالجَزْلِ لا بالرقيقِ من الحَطَبِ ))  والرقيق كما أسلفنا هو ( الضِّرامُ ) .
فسلامٌ على لغةِ عدنانَ وقحطان !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد