حدود مصر انتقلت إلى مسجد الفتح برامسيس
على مدار خمسة وأربعون يوماً على التوالي كان يعتصم ما يقارب المليون مواطن مصري في ميدان رابعة العدوية و ميدان النهضة و غيرها من الميادين يطالبون بالشرعية ،خمسة و أربعون يوماً تم تسليط الضوء على ميدان رابعة العدوية ونحن نتابعهم و نراقب تحركاتهم ، لنرى إن كانوا كما يُزعم أنهم إرهابيون، أم هم مجموعة سلميّة اجتمعوا طوال شهر رمضان أقاموا هذا الشهر صياماً و قياما و دروساً دينية تعرض على الملأ ،و جاء العيد ،و تأقلم المعتصمون بل أحبوا اجتماعهم و كانوا كأسرة واحدة ،هذه الأسرة أقامت صلاة العيد و سلموا على بعضهم و أحيوا بينهم صلة الرحم التي ماتت في العديد من الدول ،و بعد مرور ستة أيام على مرور العيد ، جاء مالم يكن بالحسبان استيقظنا على كارثة عظمى لم يُشهد مثلها في تاريخ أيّ دولة عربية مسلمة ،تم إبادة جميع المعتصمين في الميدانين ،وحرقت خيم المتظاهرين وهم بداخلها حتى تفحمت جثثهم ، و جرف البعض الاخر بالجرافات وهم أحياء ،ثم إبادة ميدان رابعة العدوية إبادة جماعية و كل هذا تعرضه الشاشات بثاً مباشراً ،شهدنا عمليات اجرامية في تاريخ البشرية ،قنص المتظاهرين العزل برصاص حي ،رمي القنابل الحارقة ،حتى تصاعد عدد القتلى إلى المئات ،الجميع اعتبرهم شهداء و أنا أيضاً أقر و أقول أنهم" شهداء "لأنهم كانوا يطالبون بحقهم بالحصول على الكرامة التي انتهكتها القوات المصرية ،وبعد كل ذلك و بعد أن تم منع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى من قبل قوات الإحتلال المصري عفواً أقصد قوات الجيش المصري ،انتهى المطاف بحرق المستشفى الميداني حسب ما ورد من شهود عيان و من قبل الأطباء الميدانيين أنفسهم ،و قطعت الكهرباء عن الميدان لساعات ،و عندما عادت كان مسجد رابعة العدوية قد أصبح كومة من الفحم .
و نحن لا زلنا في حالة ذهول و الجميع في العالم العربي و الإسلامي يتساءل هل هذا حقاً هو الجيش المصري ،هل هذه الدبابات التي انتقلت إلى الشوارع المصرية هل هي حقاً دبابات مصرية ، و هل الشرطة التي تعتلي المباني العسكرية و القناصة الذين يستهدفون كل من تراه أعينهم هل هم مصريين ؟هل من كان يقود هذه الدبابة و يسير على جثث الأحياء في الشوارع هل هو مصري ؟هل حقاً من دعس على رؤوس المتظاهرين ببسطاره هل هذا مصري ؟و هل الطائرات التي كانت تلقي غازاً مسيلاً للدموع القنابل الحارقة و تقنص المتظاهرين في الشوارع هل هم مصريين ،لن أتحدث عن الديانة سواء كان مسلماً أم مسيحياً فلم يكن لديه رادعاً ليرتكب هذه المجازر .
الوضع الطبيعي هو أن ينتفض الشعب المصريّ في جميع المحافظات استنكاراً على مقتل اخوتهم و على جميع الانتهاكات التي حدثت على مرأى منهم ، يثورون على ما حدث مِن قتلٍ و سفكٍ للدماء ،و لكن ليس من الطبيعي أن تقابل هذه المسيرات بالضرب و القتل من خلال الطائرات الحربية و الدبابات ،كان جيشاً مدججاً بالسلاح لم نرى له مثيل منذ حرب أكتوبر.
و أثناء هروب عدد من المتظاهرين قررو أن يحتمو بالمسجد فقد يكون له حرمة فلا يتم التعرض لهم ،لكن الحقيقة كانت تفوق الخيال ، جاء مالم يكن بالحسبان ،اجتمعت الدبابات لتحاصر هذا المسجد و تطالب خروج هؤلاء المعتصمين دون أن توفر لهم خروجاً أمناً ،و كأن حدود مصر تحولت إلى محيط مسجد الفتح في رمسيس ، أصبحت حدود مصر الحقيقية خالية من الدبابات و من المدرعات ،آثرت القيادات الحالية أن تجعل حدودها مكشوفة و تنقل جميع ألياتها لقتل المتظاهرين العُزّل بدلاً من حماية تلك الحدود.
حتى أنهم لم يصونوا حرمة المساجد "بيت الله" من يدخلها يبقى أمناً ،تم القاء القنابل المسيلة للدموع و إطلاق الرصاص على المآذن التي يذكر فيها اسم الله ،و لم يفوا بوعودهم بتوفير الخروج الآمن للمتظاهرين كان يجب أن يتم تلقينهم درساً على يد البلطجية الذين يسيرون جنباً إلى جنب مع العسكر و الشرطة ،فأي شرطة التي تسير مع بعض البلطجية و تعطيها حق ضرب المتظاهرين و الحرق و النهب،و هذا مشهدٌ تعجز عن تفسيره ،من هؤلاء البلطجية و منذ متى كانت الدولة تعين شرطة و جيش و بلطجية ،فماوضع هؤلاء البلطجية هل استحدثت الداخلية وظيفة جديدة أسمتها وظيفة البلطجية ،فلهم صلاحيات تفوق الأمن في ضرب المتظاهرين و اطلاق الرصاص الحي عليهم و قتلهم ، لك الله يامصر إلى أين وصلت أحوالكِ.
و عن رواية طريفة لأحد الإعلاميين المصريين حتى ينقل صورة مُحسّنة عن قوات الأمن المصرية بأنهم قاموا بخلع أحذيتهم خارج مسجد الفتح قبل أن يقتحموا المسجد ،عجباً خلعوا الأحذية و دخلوا ومعهم القنابل و الأسلحة و هكذا يكونون قد احترمو حرمة المسجد ،لو كان يعقل صاحب هذه الرواية لما نقلها ،لأنه أثبت لنا أن الإعلام المصري يتخبط و لا يعرف كيف يغسل عاره بإخفاء الحقيقة ،لتي لم تختفي عن عيون الشعوب.
و بعد كل ذلك تقرر هذه الحكومة عدم تسليم الجثث لذويها إلاّ بعد أن يوقعوا على تقارير تثبت أن جميع القتلى هم منتحرين ،و ايُّ انتحارٍ جماعي هذا! مادام القتل تم بدم بارد فلتتحمل داخلية مصر مسؤولية جُرمها ، لماذا تلجأ للتزوير و التلفيق ،لتخفي معالم جريمتها ،و تلصق العار بهؤلاء الباحثين عن العدالة .
جميع ما حدث كان في مصر و على أرض مصر و في شوارع مصر كانت حرب إبادة لم ترحم رجلاً أو امرأة ، شيخاً أو طفلاً كان الجميع مستهدفاً جميعها كانت أحداثاً من داخل ميادين مصر و محافظاتها و ليست من سوريا كما صوره الإعلام المصري، بأنها صور من سوريا ليغطي ويشوش الصورة لتظهر مزيفة أو مختلقة ، ماعاد الإعلام يقتصر على بعض القنوات المضللة ،قنوات تابعة للداخلية المصرية و لم تعد الحقيقة تنقل من خلال بعض الإعلاميين الذين ينقلون ما يأمرهم به أسيادهم و يشوهون الحقيقة "بدون ذكر أسماء "إلاّ أنهم فقدوا مصداقيتهم و نسفوا تاريخهم الإعلامي بلحظة ،فكل إنسان حر مسلم أو غير مسلم لكنه أدمي يرى كل ما رأيناه من خلال شاشات التلفاز و تابع من خلال قنوات تنقل الحقيقة بموضوعية ، سيستنكر هذا الفعل الإجرامي الذي انتهك جميع القيم و جميع الأخلاقيات و انتهك أدمية البشر ،أسبوع من قمع المظاهرات أزدلت الستار على وحشية الداخلية المصرية ، التي أعطت الضوء الأخضر لمنفذي عملية فض الاعتصامات و المسيرات التي نفذّت هذه العملية بحرفية و بأقل الخسائر على حسب تعبير وزير الداخلية المصري،جميع هذه الجثث التي تصاعدت إلى أكثر من ألف شهيد تم قتلهم بحرفية و هم كانو أقل الخسائر من وجهة نظره.
لكن أنا أقول لوزير الداخلية المصري هؤلاء الشهداء هم نفوسٌ طيبة و رجعت إلى ربها راضية مرضية قال تعالى :-(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي )
نحن رأينا بأعيننا بثاً مباشراً ،و من يقول أنه لم يرى ما رأيناه سنقول له لتبقى غائباً عن الوعي لأنّ استيقاظك لا فائدة منه فنحن في هذا العصر ،لا نقبل بالكذب و التدليس من يقول أنها جماعات ارهابية نقول له أنه يكذب لأننا رأينا بأم أعيننا ، و من يقول أنها صور و مشاهد ولقطات مأخوذة من الشارع السوري سنقول له اذهب و تابع أفلام الكرتون لأنها تناسب مستوى تفكيرك ،فنحن في زمن العقلاء ،و لا نتحدث مع الأغبياء .
أنا ذكرت جميع الأحداث التي رأيتها كما رآها أي أردني عربي أبي ، وكم حمدت الله أننا نحيا في وطن يحافظ على مواطنيه ، و كم أحببت الشعب الذي يحافظ على وطنه ، فكلنا في وطننا شعباً و حكومة سنبقى نحافظ على تراب هذا الوطن ما دمنا أحياء .
أفضل خمس سيارات كهربائية لعام 2024
ساعات فاخرة لأناقة المساء وتألق خاص
تجنب تناول هذه الأطعمة من أجل صحة شرايينك
مادة خطرة في منتجات العناية الشخصية
ما هو التصميم الداخلي المستدام
أفضل الوجهات الفاخرة لاستقبال العام الجديد
علاقة إضطراب النوم بالكبد الدهني وأضراره الصحية
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يسبب تعفن الدماغ
مذكرات تبليغ بحق عشرات الأردنيين .. أسماء
التايمز:جنيفر لوبيز ومقويات جنسية في مكتب ماهر الأسد
إمهال متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم .. أسماء
من هو ماهر النعيمي في أغنية "وبسيفك نقطع روسهم" .. فيديو
هام بخصوص موعد صرف رواتب متقاعدي الضمان
ولي العهد ينشر مقطع فيديو خلال زيارته لدولة الكويت
إجراءات قانونية ضد شركات رفعت أسعار بطاقات الشحن
مهم من التعليم العالي بشأن المنح والقروض الطلابية
مدعوون لإجراء المقابلات لغاية التعيين .. أسماء
وظائف في الشركة العامة الأردنية للصوامع والتموين
نبات قديم يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه
إغلاق طريق عمان-جرش-إربد بمنطقة مثلث كفر خل 8 ساعات
فصل الكهرباء عن مناطق واسعة بالمملكة الأسبوع القادم .. تفاصيل