مستر أوباما .. خذ إخوانك وامشٍِ
احتاجت الولايات المتحدة الاميركية الى أكثر من شهر لتفهم ان ما جرى في مصر ثورة مدنية على حكم"الاخوان" وليس انقلابا عسكريا, وطوال ذلك الوقت كانت واشنطن تسكب زيت تخبطها على نار جماعة المرشد التي انتهزت غموض الموقف الاميركي لممارسة المزيد من الاعمال الارهابية.
بموقفها هذا أثبتت الادارة الاميركية مرة جديدة أنها لاتمتلك ستراتيجية واضحة لعلاقاتها مع دول المنطقة, وهو ما أدى الى العديد من الكوارث أكان في العراق او ليبيا او تونس او اليمن ولبنان وسورية والصومال, وحتى أفغانستان, لذلك نقول لهذه الادارة: حلوا عنا... اتركونا نقلع شوكنا بيدنا, فنحن لا نحتاج مشارطكم لقلعه, فهي تقطع أوصالنا وتزيد من نزفنا, وليست شعوب المنطقة فئران تجارب سياسية لكم, بل هي قادرة على تقرير مصيرها بنفسها من دون دروسكم عن الديمقراطية, فأنتم تحت هذا العنوان أدخلتم الارهاب الى المنطقة, نعم, انتم من تسبب به, لانكم اعتمدتم سلسلة من المكاييل ليس بينها أي مكيال يتوافق مع الطبيعة السياسية والثقافية لمجتمعاتنا.
وطالما اتخذتم قراركم بترك المنطقة فعليكم قبل ان تغادروها تنظيف كل ما تسببتم به من أوساخ ودمار, خذوا معكم جماعات التطرف التي ربيتموها كي تفترسنا وتشوه صورة المسلمين والعرب, خذوا معكم "الإخوان" ومرشدهم, وكل مرشدي الجماعات المتطرفة.
افهموا الدرس جيدا الذي سطره لكم الشعب المصري بموقفه الرافض لسياستكم, فالمنطقة ليست خاضعة لمزاج ادارة الرئيس باراك أوباما التي تنام على موقف وتصحو على آخر, وهذا ما يجب ان تفهمه الولايات المتحدة الاميركية, التي يبدو أنها بدأت تفهم ماذا يعني تقرير المصير, فسارعت الى الانعطاف في موقفها من الثورة المصرية الثانية.
لا شك ان الموقف الاميركي المستجد من الوضع في مصر ليس وليد صحوة ضمير, إنما بسبب ثبات القاهرة على موقفها, ما جعل واشنطن تعيد حساباتها مع جماعة"الإخوان" وتتراجع عن السعي الى إعادتها للحكم مرة بالغمز من قناة ان ما جرى في 30 يونيو كان انقلابا عسكريا, وأخرى من خلال التلويح بوقف المعونة العسكرية الى الجيش المصري, لكن كل ذلك أفشله ثبات مصر على موقفها بدعم من دول "مجلس التعاون" الخليجي.
لكن ما يجب ان تدركه الادارة الاميركية ان هذه الانعطافة ليست كافية وعليها التمعن جيدا في ما قاله وزير الدفاع, القائد العام للقوات المسلحة المصرية عبدالفتاح السيسي في حديثه الى صحيفة "واشنطن بوست", وتفهم جيدا ان حكم مصر تعرض لواحدة من أكثر عمليات السطو وضوحا, لأن »الإخوان« هيمنوا على ارادة الشعب بالابتزاز السياسي وزيفوا الانتخابات, برعاية أميركية, ونصبوا رئيسا منهم ليسيطروا على الدولة وينهبوا أموالها, فيما تركوا شعب مصر العظيم يغرق في الازمات المعيشية, وحاولوا خطف قرار الجيش, لكن أفضل أجناد الارض والملايين استردوا الحكم من سارقيه, ومهما تنوعت المواقف الاميركية وتعددت أساليب الضغط لن تعود عقارب الساعة المصرية الى الوراء وهو ما أكده السيسي في حديثه الأخير.
في ظل هذه الحقيقة لاتزال الفرصة سانحة أمام ادارة البيت الابيض في التكفير عن ذنبها الذي ارتكبته في مصر من خلال استثمار الانعطافة تلك والبناء عليها. ولكن هذا لا يتحقق من دون وجود قوة سياسية مؤثرة, وهذه القوة اليوم موجودة في منظومة دول "مجلس التعاون" التي لا تزال محافظة على وحدتها وقوتها, وهي وحدها القادرة على تأدية دور كبير في هذه المرحلة ليس من خلال ممارسة المزيد من الضغط على الولايات المتحدة في القضية المصرية فقط, بل في العديد من الملفات العربية التي لا تزال المفاعيل السلبية للسياسة الاميركية تؤثر فيها وتعيق إغلاقها.
لا شك ان الجهد الخليجي لن ينجح من دون ممارسة الدول العربية المعنية دورها الطبيعي في حفظ أمنها وسيادتها, وخصوصا مصر التي بات على قيادتها تصحيح خطأ السماح لمنسقة السياسة الخارجية الاوروبية في الاجتماع الى الرئيس المخلوع شعبيا محمد مرسي, والذي حاولت بعض الدول الغربية جعله أمرا واقعا في تعاطيها مع مصر الجديدة, ولذلك كان طلب وزير الخارجية الالماني لقاء مرسي شرطا لزيارة مصر محاولة لتكريس هذا السلوك, وربما نافذة لتعويم حكم المرشد من خلال اشتراط وزراء خارجية الدول الاوروبية الاجتماع الى المعزول لزيارة مصر, ولتبدو مصر دولة منقسمة وبرأسين, لكن حسنا فعلت الحكومة المصرية برفضها طلب فيسترفيله لقاء مرسي, والمطلوب اليوم منها ان تستكمل ذلك وتدير ظهرها لمن تسبب في إراقة دماء المصريين الابرياء بمواقفه الغامضة, وتلتفت الى بناء ما هدمه "الاخوان" وإعادة الأمن والاستقرار الى مصر.
في المقابل لا بد من عدم ترك انعطافة الولايات المتحدة يتيمة, بل يجب فرض التغيير الكامل على هذا الموقف ليؤسس ذلك الى إعادة النظر في التعاطي الغربي مع الدول العربية من موقع احترام سيادتها وخصوصياتها, لا أن تبقى في المفاهيم الغربية مجرد ساحة استثمار وابتزاز سياسي.
(أحمد الجارالله - السياسة)
درجات الحرارة أعلى من معدلاتها العامة بـ10 درجات اليوم
برشلونة يستعيد الصدارة بعد الفوز على أتليتيكو مدريد
الطواف العربي في رحاب التغيير : البحث عن دور
نيجيريا تروج لريادة الأعمال بتعاون مع اليابان
المفاوضات بين النار والوسطاء والورق
السعودية وسوريا بين الأمس واليوم
مشاكل القدم قد تشير لأمراض القلب
العلم ينفي حمل مومياء السيدة الغامضة
التوترات الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية
الملك ينعم على مدير المخابرات الأسبق البطيخي باليوبيل الفضي
أردنيون مطلوبون للقضاء .. أسماء ومواعيد
لا تأجيل لأقساط القروض في الأردن قبل عيد الفطر
رئيس جامعة اليرموك يتراجع عن تعميمه وسط تصاعد الاحتجاجات
جامعة اليرموك تطلب أعضاء هيئة تدريس .. رابط
الحكومة تحدد عطلة عيد الفطر .. تفاصيل
إحالة مدير عام الضمان محمد الطراونة للتقاعد
دعوة لمزراعي الزيتون قبل عملية الإزهار
دورية أمن عام تُوصل سيدة مسنّة إلى منزلها قبل الإفطار .. فيديو
توضيح من الأشغال بخصوص حادثة مطحنة حوارة بإربد
ترند الخريس يتسبب بحريق أشجار في عمان .. فيديو
اليرموك تطلب تعيين أعضاء هيئة تدريس
مصر .. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان