مع الشاعر عنيز أبو سالم الترباني

mainThumb

02-08-2013 03:15 AM

 ينتمي الشاعر عنيز إلى قبيلة الترابين ( الجذامية ) ، وقد تناقل البدو أشعاره ، ومعظم أشعاره تدور على الشجاعة والحكمة وقليل من الغزل .

فاخترتُ ثلاثةَ أبيات من هذا القليل مع شرحها وتسليط أنوار الجمال عليها :
 
 
1_ يا ميحلى الفنجان بين الودايا..........وحس الامانيات في حنوة الريع .
 
... الشرح : الشاعر يمجد ويستحلي شرب ( الشاذلية) اي البن العربي ( القهوة) في مكان واسع بين الوديان حيث العين لا يحجبها شئ والنفس منشرحة كنشراح هذه الوديان المتسعة وهذا مدعاة لان تكون النفس اكثر اقبالا على المشروب والمطعوم فان الانسان اذا ادام المكث بين الجدران والابنية فان ذلك يضفي على النفس جوا من الكآبة ولذلك النفس البشرية تتوق للخلاء والبر احيانا لالقاء الهموم ومشاكل العمل والحياة .
 
فلذلك اجاد اجدادنا قديما فن الشعر والادب لانهم كانوا يتوسدون الارض ويستظلون بالسماء فكانوا سادة الامم في التعبير وفنون الكلام .
 
اما المقصود ( حس الامانيات ) فهي الاسلحة الالمانية وهي اجود انواع البارود عند مقتنيها . فالقهوة للضيف والبارود لحمايته . وهو يصف صوت البارود بين هذه الاودية فان صداها من شدته يقتلع صم الصخور فهو يعتبر هذا الصوت نوع من الرجولة والشهامة كانها ربابة يمتع سمعه بها 
 
2_ جمر الرتم نرضم عليه الشوايا .......والربع في ظل العريشة مكاويع .
 
ففي هذا الخلاء الواسع يذكر الشاعر افضل انواع الطعام وهو ( اللحم ) وكذلك افضل انواع الطبخ وهو ( الشواء ) لان الطبخ انواع وافضلها ما كان شويا كما قدمه النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام لضيوفه الملائكة ( وجاءهم بعجل حنيذ ) اي مشويا شويا . وذكر اجود انواع الحطب وهو ( الرتم ) لان جمر هذا النوع من الحطب يعطي اللحم نكهة لا مثيل لها فلا يبقي ( زنخة) للحم ابدا .
 
وهذا الطعام الراقي مع القهوة العربية مع وجود الاسلحة الالمانية بحاجة الى الرفيق الذي يشاركه هذه القهوة الشاذلية والطعام المشوي والسلاح الرجولي . لان الرجولة والكرم الا ياكل الانسان وحده لان الاكل من غير الاخرين من صفة اللئام وقد ذم العرب ذلك بل جاءت السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان البركة تتنزل في الطعام الذي تكثر عليه الايادي .
 
وختار الشاعر نوعا من الظل يجلس فيه هو ورفاقه وهو (ظل العريش) وهو ظل يسمح بدخول الهواء من بين القصب والعيدان بالمفهوم العصري ( مكندش) طبيعيا .
 
فما اجملها من جلسة يحسده عليها ملوك الدنيا !!!!
 
وما زالت عناصر السعادة لم تكتمل بعد حتى يذكر السكن الطبيعي لهذا الانسان الذي اتعبته الصحراء ولفعته رياحها الحارة ( المرأة)
 
3_ عنداكحل العينين زين الثنايا .......اللي اوشامها مثل عشب المرابيع 
 
فهو يذكر صفات محبوبته الكحل الرباني لعينيها وهي من الصفات المحمودة في الجمال العربي للمراة العربية وكذلك اسنانها منتظمة لا تداخل فيها ولا اعوجاج وهذا من الشئ المطلوب لكل من اراد الارتباط بزوجة . ثم ذكر نوعا من الزينة البدوية ( الوشام ) وقد حرمه الاسلام 
 
وهذا الوشام يشبه عشب المرابيع لان العشب في فصل الربيع يكون اجود لونا من غيره في الفصول الاخرى وايضا يدل على بياض بشرة هذه المحبوبة لان الوشام الاخضر لا يضهر غالبا بلونه الاخضر الواضح الا على صاحبة اللون الابيض او الاصفر .
 
فسبحان الله هل دخل هذا الشاعر البدوي جامعة او كلية او معهدا حتى يتعلم هذا الامر ام هي الطبيعة العربية التي صقلته كما صقلت امرئ القيس وجريرا والبحتري ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد