مسحراتي عكا مسيحي

mainThumb

30-07-2013 12:22 PM

السوسنة - يشق المسحراتي بصوته الجميل سكون ليل عكا القديمة، ويوقظ الناس بطبلته الصغيرة بأغان رمضانية، الا ان المسحراتي هذا ليس كغيره من الذين يواصلون هذا التقليد الآخذ في الانحسار، اذ انه مسيحي يريد مشاركة المسلمين شهرهم الكريم.

يجوب ميشال ايوب (37 عاما) شوارع عكا القديمة اعتبارا من الساعة الثانية فجرا، مرتديا شروالا عربيا تقليديا مع شملة دمشقية تلف خصره، ومسدلا على كتفية كوفية، ومعتمرا عمامة بيضاء. فيبدأ السكان باضاءة بيوتهم تدريجيا، فيما يطل اصحاب البيوت من الشبابيك لالقاء التحية على ميشال ليؤكدوا له انهم استيقظوا.

ويبدأ ميشال مهمته بالبسملة يتبعها بموال «يا صايم وحد الدايم قوموا لسحوركم خلي رمضان يزوركم»، وينتهي من التسحير مع اذان صلاة الصبح. وهو يتفنن في ارتجالات ابتهالية تشعر الناس بالخشوع والسعادة.

ويلتقي ميشال مع العكاويين القاصدين صلاة الفجر في جامع الجزار، فيلقون عليه التحية ويدعون له بالخير ويشكرونه على عمله.

ميشال مسيحي كاثوليكي بدأ يوقظ اهل بلدته المكر في شمال مدينة عكا وبلدة الجديدة المجاورة، وانتقل قبل تسع سنوات لايقاظ الناس في مدينة عكا القديمة.

ويقول ايوب لوكالة فرانس برس: «كلنا عائلة واحدة، والله واحد ولا يوجد تفرقة بين المسلمين والمسيحيين، انا اعتبر اني اقوم بواجب، اساعد اخي المسلم الذي يتكبد مشاق الصوم والعطش».

ويضيف «الله اعطاني موهبة لأحافظ على التراث الاسلامي، وأحب ان احافظ على هذه الجوهرة».

ويعمل ميشال اصلا في التبليط والقصارة والبناء، ويقول: «تعودت ان اذهب متأخرا (الى العمل) في رمضان بعد التسحير، فأنا احب ما اقوم به».

ويتابع: «انا لا اقبل نقودا من الناس في مقابل مجهودي، فهذا شهر كريم يعطينا من حسناته وانا اعطي مجهود 30 يوما لرب العالمين».

ويقول ان المسيحيين والمسلمين يتقبلون فكرة تسحيره، موضحا «ان موقفهم ايجابي حتى الان، ويقولون لي «بارك الله فيك».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد