أخرج النسائي في (خصائص علي ) ( 29 ) وابن حبَّان ( 2207 ) والحاكم (3/ 122- 123 ) وأحمد ( 3 / 33، 82 ) ...
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – يقول :
(( كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه ،
قال :
فقمنا معه ، فانقطعت نعله ، فتخلف عليها علي يخصفها ،
فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم و مضينا معه ثم قام ينتظره ،
و قمنا معه ، فقال : (إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن ، كما قاتلت على تنزيله )
فاستشرفنا و فينا أبو بكر و عمر
فقال :
( لا ، و لكنه خاصف النعل ) يعني عليا رضي الله عنه .
قال : فجئنا نبشره ، قال : و كأنه قد سمعه . ....))
ففي هذا الحديث من الفوائد ، منها :
1 – توقير الصحابة الكرام للرسول – صلى الله عليه وسلم – في انتظارهم له ، والمضي معه، وفي ردٌّ على الروافض ومن لَفَّ لفيفهم في اتهام الصحابة الكرام أنه كانوا يبغضون الرسول الكريم وآل بيته الأطهار !!!
2 _ الحالة التي كان يعيشها الرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام من الفقر والحاجة ، فنعله ينقطع ولا يجد بديلاً له بل يقوم على ( خصفه ) أي خياطته وترميمه !!!
3– إخبار الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنَّ من هذه الأمة من يتأوَّلُ ( يفسر ) القرآن تأويلاً خاطئاً على غير تأويل الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولا تأويل الصحابة الكرام ، وهذا ما نراه في هذا الزمان من بعض المتطفلين على العلم ، يفسرون الأيات بما يخدم مصالحهم الحزبية ... من أمثال القرضاوي وغيره ممن
تنكبوا طريق الرسول – صلى الله عليه وسلم – في فهم الدين وتفسيره .
4 _ وفيه فضل الصحابة الكرام وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعن بقية الصحابة ، فهم لا يطلبون مناصبَ وإمارات وكراسي بل ( يستشرفون ) أي يحرصون على حراسة الدين وحمايته من المندسين الذين يسعون سعي الأفاعي لافساد الدين وتشويه صورته تحت مزاعم ( اقامة الخلافة ) وهم من أبعد الناس عن اقامة الدين على أنفسهم وأحزابهم وحركاتهم ، كما نرى من ( جماعة حسن البنا ) .
5 _ وفيه فضل علي – رضي الله عنه – حيث قام على اصلاح نعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
وفيه أيضا خاصيَّةٌ له ، وهي أنه يقاتل الذين يفسرون القرآن على أهوائهم وجهالاتهم ، وقد تحقَّق ذلك لعلي – رضي الله عنه – فهو من قاتل الخوارج في ( النهراوان ) الذين كَفَّروا الصحابة وأشاعوا الفتن .
فلذلك أدرج الامام النسائي هذا الحديث في فضائل على – رضي الله عنه - .
وابن تيمية جعل من أعظم فضائل علي – رضي الله عنه – مقاتلته لهؤلاء الخوارج الذين على طريقهم ( الإخوان المسلمين ) في هذا الزمان كما نصَّ على ذلك العلامة أحمد شاكر وغيره من علماء السلف .
6 _ وفي الحديث نُكْتَةٌ جليلة تُبَيِّنُ لنا من هم الذين يتصَدَّوْنَ لهؤلاء المُتَأولين للقرآن تأويلاً خاطئا الذين حذَّر منهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ... فإنَّ ذكر ( النعل ) في الحديث لدليل واضح على ( الأثر ) فمن اعتنى بآثار وأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هو الحري والحقيق بأن ينبري لهؤلاء المخالفين للقرآن .
فيجب على من أراد أن يردَّ على هذه الحركات المنحرفة عن السنة ومنها حركة ( الإخوان المسلمين ) يجب عليه أن يعتني بما كان عليه الرسول الكريم والصحابة الكرام حتى يتسنَّى له مقاومتهم والرد عليهم الرد المفحم القاصم لظهورهم .