من الإخوان إلى بن غوريون .. مع التحية

mainThumb

09-07-2013 01:46 PM

قال ديفيد بن غوريون في افتتاح مفاعل ديمونة عام 1963: "ليس مهما أن يكون لدينا قنبلة نووية, ولا حتى 200 رأس نووية, فهذا لن يفيدنا أبدا, بل المهم أن نحيِّد مصر وسورية والعراق, عندها فقط نطمئن إلى وجودنا وقوتنا في أرض الأجداد".

كلام بن غوريون هذا مأخوذ من أدبيات الحركة الصهيونية التي عملت منذ البدء على تفتيت العالم العربي لتسهل لها إقامة الوطن اليهودي في فلسطين, فمارست دورا محوريا في اتفاقية سايكس- بيكو, وزرعت النزاعات التي لا تنتهي بين أبناء الأمة الواحدة, ولم تكتف بذلك, بل عملت على تجنيد بعض العرب ليكونوا أداتها الطيعة في تنفيذ مخططها, فأوحت مبكرا, وعبر الحركة الماسونية الى حسن البنا وبضعة مصريين لإنشاء جماعة إسلامية تكون رديفا للحركة الصهيونية ومبررا للتطرف اليهودي, فكانت حركة "الإخوان المسلمين" التي مارست طوال العقود الماضية العنف مستندة الى أفكار تكفيرية لا علاقة للدين بها.

هؤلاء هم "الإخوان", إرهابيون, تجار دم, اشتقوا لأنفسهم دينا خاصا بهم يقوم على القتل والترهيب والترعيب, ترعرعوا في أحضان السفارات الاستعمارية, فلا غرابة إذا رأيناهم يحولون شوارع مصر سواقي دم, لأنهم ينفذون ما أمروا به من أسيادهم قادة اللوبي الصهيوني أصحاب الكلمة العليا في الإدارات الأميركية المتعاقبة التي ورثت الوصاية على الجماعة من البريطانيين, وكما كانت الأخيرة ترسم والجماعة تنفذ تمارس تلك الإدارات الدور نفسه, بدءا من النقراشي باشا ومرورا بمحاولة اغتيال جمال عبدالناصر, ووصولا الى قتل السادات إضافة الى تفجيرات وعمليات تخريب كثيرة.

بعد كل هذا التاريخ الدموي ل¯"الإخوان" هل يوقن العرب أن اللوبي اليهودي وعبر أداته تلك يسعى الى تدمير عالمهم? ألم تغرق الدول التي تسلط عليها "الإخوان" في الفوضى والدم والأزمات الاقتصادية, بدءا من تونس وليبيا وصولا الى مصر التي إذا أسقطت سهل الوصول الى بقية الدول العربية, وتحديدا دول الخليج التي تحتوي أراضيها على أكبر احتياطي نفطي في العالم أو أقله يجعلوننا نعيش في خوف دائم من عدو داخلي, ولذا لم تتأخر خلايا الجماعة في السعي إلى تدمير الكويت والإمارات والمملكة العربية السعودية وعمان وإثارة التفرقة داخل المجتمع الواحد تنفيذا لذاك المخطط.

هل يدرك العرب اليوم أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لم تكن حصيفة وكانت منحازة دائما ضد مصالحهم, باستثناء مرة واحدة في تاريخها, وهي حين فرضت عليها مصالحها الستراتيجية الوقوف إلى جانب الحق الكويتي بعدما رأت العالم يناصر هذا الحق?

أليست الولايات المتحدة الاميركية هي من يقف خلف "الإخوان" في تصديهم لملايين المصريين الرافضين حكم المرشد, بل هاهي تهدد بقطع المعونة عن مصر إذا لم تخضع القاهرة لشروط واشنطن وتعد مرسي المخلوع شعبيا إلى الحكم, لكن الشعب المصري قال كلمته ما يعني أن مصر بعد 30 يونيو ليست كما كانت قبله.

اليوم أفشل الشعب المصري المخطط الإخواني- الصهيوني في تدمير العالم العربي, وكما هلَّ علينا شهر رمضان المبارك ومصر قد عتقت من العصابة الإخوانية, فإن كل ما نتمناه أن يحل عيد الفطر وقد تحررت الدول العربية كافة من هذه الجماعة التي جلبت على الأمة الدمار والفوضى فكادت تنسى القضية الفلسطينية جراء انشغالها بالعنف الإخواني, ولم تعد حماية الشعب السوري أولوية عندها حتى أن ثورته أصبحت شأنا داخليا, ولم تعد تهتم بالتهديد النووي الإيراني, وإسرائيل باتت أقوى وأكثر استقرارا من أي وقت بينما القدس تختنق بحصار المستوطنات استكمالا لمخطط تهويدها.

جرائم "الإخوان" التي ترتكب اليوم أو تلك التي شهدها العالم العربي طوال 50 عاما كانت تطبيقا لأمنية بن غوريون, فهل يحتاج العرب الى مزيد من الأدلة التخريبية والدموية والفتنوية كي يتخذوا قرارهم باستئصال شأفة جماعة تستبيح الدم الحرام في الأشهر الحرم تحت ستار الدين?

أحمد الجارالله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد