في مصر ثورة وليس انقلاب

mainThumb

07-07-2013 12:55 AM

 كنت من الذين تمنوا أن يقدم المتأسلمين بمصر نموذجاً يحتذي لنظام الحكم بعد ثورة عظيمة من أعظم الثورات الإنسانية ، وكنت من الذين تمنوا نجاح مرسي العياط ونظام التأسلم عندما كانت الإعادة مع الفريق أحمد شفيق ولكن للأسف مرسي العياط ونظام التأسلم كشفوا أنفسهم وأعلنوا تحديهم السافر لكل الإرادة الوطنية لبلد وشعب عظيم حضارته عمرها يزيد عن السبعة آلاف عام .

 

وخلال عام من حكم المرشد أخوان والواجهة محمد مرسي تدهور كل شيء بمصر بدءاً من الوحدة الوطنية وهي صمام الأمان لهذا البلد العريق المتعدد الثقافات ليس بين أبناء الوطن الواحد مسلمين وأقباط ولكن بين كل القوى والتيارات الوطنية التي كانت من أول المشاركين بالثورة وقدمت الشهداء وجرى إقصائها من المشهد ، وبالمقابل بدأت السياسة لدى هؤلاء المتأسلمين تميل لأخونة الدولة وليس احترام خصوصيتها ، ولعلّ الخطابات الأخيرة للمخلوع مرسي العياط قبل 30 حزيران يونيو  والتي تدل على رئيس يتخبط ويوشك على السقوط .
 
وهنا أود الإشارة لخطابي مرسي الأخيرين عندما كرر مقولته بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة أكثر من خمسة عشرة مرة وأنه المسئول عن الأمن ووو إلخ ، وهذا صحيح لقد مكّنك الشعب يا مرسي من الوصول لأعلى سلطة بعد خروجك المشكوك به من السجن والذي لا يزال يطرح علامات استفهام كبرى ولكن للأسف إنك لم تكن أهلاً للثقة ، فمنذ البداية كان خطابك السياسي تصادمياً مع كل القوى الوطنية ، الأزهر غاضب والكنيسة غاضبة والمثقفين غاضبين والعمّال والفلاحين غاضبين وقد أثبت بأنك رئيساً لحزب أو مجموعة وليس لأهم وأعرق دولة عربية ، ولعل الخدمات الجليلة التي قدمها محمد مرسي العياط أنه كشف للشارع المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام وكل العالم حقيقة المتأسلمين الأفاعي وما قدمه مرسي في عام لم تقدمه القوى الوطنية في ثمانون عاماً حتى اليوم عن حقيقة الإخوان المتأسلمين منذ ثمانون عاماً .
 
واستطاع مرسي العياط أن يكشف كل ذلك بأٌقل من عام وهذا من مفارقات القدر والعبثية التاريخية منذ الخطاب الأول للمخلوع محمد مرسي والذي بدأه بتصفية حسابات مع من كان له الفضل أن يصبح مرسي وأمثاله دكاترة ومهندسين ومثقفين وأن يصل رئيسا للجمهورية بفضل مجانية التعليم وإقامة النظام الجمهوري في مصر الذي أقامه جمال عبد الناصر مع ثورة 23 يوليو ، إن تجربة المتأسلمين الفاشلة في مصر تعد ضربة قوية موجعة لكل دراويش الإخوان المتأسلمين في الوطن العربي ومنه الأردن الذي أصاب أخوانه الغرور السياسي والاستعلاء وطاشوا على شبراً من الماء كما قال المثل حتى وصل بهم الأمر أن نرى لهم ميليشيات شبه عسكرية في قلب عمان وعندما كنا نقول أن مرسي سقط وفشل كانت أصواتهم عالية للشوشرة والكلام الفارغ الذي تكذبه الحقائق التي تفقع العيون المتأسلمة المصابة بعمى الألوان ، وما أكثر هؤلاء المتأسلمين المصابين بعمى الألوان والغريب أن بعض القيادات الإخوانية تنتقد وصوتها مسموع لمرسي وإخوانه حتى داخل مصر ولكن أتباعهم هنا وهناك أصابهم هوس السلطة التي كانت بمصر بيد مجموعة فاشلة من الذين ملأ الدنيا كذبا وتزويراً طيلة الثمانون عاماً وإذا بهم بعد أن وصلوا السلطة في أقل من عام يستحقوا الرثاء ولم يستوعبوا من دروس التاريخ شيئاً ولم يتعلموا إن الوطن شراكة وليس استقواء أكثرية على أقلية ، فلقد نصّبوا أنفسهم من غير أي وجه حق متحدثين باسم كل المسلمين في كل العالم خاصة في مصر وسمعنا بعضهم يقول ذلك علناً " واللي مش عاجبوا يمشي " أٌقصوا كل المؤسسات من الأزهر الشريف إلى الكنيسة إلى المثقفين وأرادوا التكويش على كل شيء وكأنهم سلطة احتلال وليس حركة سياسية ترفع الإسلام مجرد شعاراً للمتاجرة .
 
ولم نكن نريد لهم مثل هذه النتيجة وهذا الفشل ولكنهم لم يسمعوا لأحد معتبرين هذه فرصتهم التاريخية التي لا تتكرر وكم نحن متألمين إلى ما وصلوا إليه من مصير رسموه لأنفسهم وصدق رب العزة عزّ وجل " وما ظلمناهم ولكن كان أنفسهم ظالمون " وما نتمناه من شعب مصر العريق بحضارته وثقافته أن يعاملوا الإخوان المعاملة الحسنة وِأن لا يتم إقصائهم عن المشهد وأن يأخذوهم بالأحضان لأن الوطن أكبر من الجميع رغم طيشهم وتآمرهم عليه ، وادعوا من هذا المنبر إلى ثقافة المحبة والتسامح والتصالح وأن يتغلب الجميع على الخلافات السياسية لأن الوطن للجميع وحتى العاقرين منهم ، حمى الله مصر أرضاً وشعباً فهي قلب العرب وضميرهم المتكلم والله الموفق
 
 
alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد