لماذا حصل الذي حصل مع الاخوان في مصر ؟

mainThumb

04-07-2013 03:02 PM

 الاخوان في مصر فقدوا السلطة .. قيادات الاخوان مطاردة وبعضها قد تم ضبطه فعلا .. اعلام الاخوان تم ايقافه .. مظاهرات الاخوان محاصرة .. مؤيدو الاخوان يتراجعون .. كل هذه المظاهر شوهدت عصر يوم الاربعاء في الرابع من تموز .. يا سبحان الله كل هذا يحصل في ذكرى استقلال الولايات المتحدة .. فهل من رابط ؟

 
بالنظر الى مجمل الذي حصل ، والكم الهائل من الاحداث المتواترة والمتوازية في سويعات قليلة ، لا بد وان نشغل نظرية المؤامرة جيدا وبحدة ، والنظرية تقول بان هذا الذي حدث لا يمكن ان يكون وليد لحظة وابن ساعته كما يقال ولكن قد دبر له في ليل سابق ، وعلى موائد متعددة وبين لاعبين كثر، فالعقل العادي جدا لا يقبل الامور بغير هذا الوصف .. ومع ذلك فهذا ليس الموضوع ولكن الموضوع  هو في جواب السؤال " لماذا حصل الذي حصل مع الاخوان في مصر ؟ " .
 
ولكي نجيب على هذا السؤال اجابة صحيحة ومقبولة علينا ان نتدبر او نستعيد تدبر المفهوم الذي يقول بان الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، ولكي يكون الطرح وافيا لا بد من تاكيد المفهوم وتوضيح مفرداته ، اي لا يكتمل الايمان الا بان يعكس العمل مكمون القلب، فاذا امن الواحد منا بشيء وملأ به قلبه لكنه تصرف بخلاف ذلك فانه لا يعتبر مؤمنا كامل الايمان بل ربما نصف مؤمن او اقل او اكثر والله اعلم الا ان ما نعلمه ونفهمه بانه ليس بمؤمن كامل الايمان.
 
لقد رضي الاخوان بان يحكموا مصر بطريقة لاهي سماوية كاملة وبالتالي وقعوا شرعا في دائرة الايات القرانية التي تقول "ومن يحكم بغير ما انزل الله فاولئك هم ...." ، كما انهم لم يحكموا مصر على طريقة ديموقراطية واضحة فخلطوا في المواقف والقرارات بين راي الشارع وراي الاصدقاء واخذوا بعين الاعتبار ارضاء واغضاب الغرباء خصوصا اولئك الذين لهم في اضعاف مصر مصالح محددة وواضحة ، فكان حكمهم هلاميا غير واضح المعالم ولا مفهوم ولم يستسيغه الكثيرون من اصحاب التوجهات غير الاخوانية في مصر ، ولانه كذلك فقد سهل على اصحاب الاتجاهات الاخرى اجتذاب العامة حولهم بل وسحب العديد من مؤيدي الاخوان الى ناحيتهم ، فمالت كفة الميزان ضد صالح الاخوان فاسقطوا في الشرك وسقطوا.
 
اذا فان الاخوان وقعوا في افخاخ عديدة ، فقد قالوا للناس بانهم مؤمنون بالنظام الاسلامي ولكن جناح الايمان الثاني عندهم - والذي هو العمل – قد حلق في كثير من المواقف بخلاف ما في قلوبهم فاختلفوا مع بسطاء الناس في صفة المؤمنين الذين كاد ان يتبعهم الناس مغمضي الاعين فانفضوا من حولهم وتركوهم في صحراء السياسة بلا ماء ولا راحلة ... وسوق الاخوان    تجارتهم بانهم اصحاب عقائد لكنهم تعاملوا وتصاحبوا مع اصحاب المصالح في الغرب والشرق ولم يفعلوا ذلك بل حتى انهم اختلفوا مع اصحاب العقائد ، فما نجحت تجارتهم .
 
لقد حان الوقت الان لاعادة طرح الجواب على السؤال " لماذا حصل الذي حصل مع الاخوان في مصر ؟ قول اعادة الجواب لانه قد جاء منذ زمن بعيد في نص ومعنى الاية الكريمة التي تقول " ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم " . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد