يا حسرةً على خبرائنا !

mainThumb

01-07-2013 03:34 PM

يا حسرةً على خبرائنا ...!!!!

لقد شاء اللهُ أنْ ألتقي بخبيرٍ للغةِ العربية أثناء دورة تعليمية لبعض طلابنا الصغار ، وكان من ضمن الدورة ورقةُ عملٍ حول قصة ( فتاةٍ وغدير ماء ) ...

وقام هذا الخبيرُ بشرح ما في القصة حتى وصل الى كلمة ( الغدير ) فوَجَّهَ سؤالاً للطلاب : ( ما هو الغدير ) ؟


فحاص الطلابُ حَيْصةَ الحُمُرِ ، فمنهم من قال : بركةُ الماء ، ومنهم من قال : خزان الماء ، ومنهم من قال : النهر الكبير !!!!


فتبسم هذا الخبيرُ وقال قولةَ الواثِقِ : (( هو نبع الماء )) !


فهمَمْتُ أنْ أقِفَ وأبَيِّنَ المعنى الحقيقي لكلمة ( الغدير ) إلاِّ أنَّ أحدَ الجالسين همزني قائلاً بصوتٍ خافتٍ : ( لا تتدخل ) !

فآثرتُ الصمتَ على وَجَعٍ في فؤادي ...

فهذا هو الخبيرُ وهذه هي الخبرة !!

فالفسادُ ليس في الاقتصاد وليس في سرقة الأموال العامة كما نسمع في صُحُفِنا بل الفسادُ أعمُّ وأوسعُ ؛ ففي ديننا وفي لغتنا وفي أخلاقنا ...

فلا نكادُ نسمع عن فساد اللغة وعن مُفْسِدينها؛ لذلك لهوانها على أهلها ... ولزهد أبنائها فيها !!!

وصدق حافظ إبراهيم لما نَعى اللغة العربية :

فيا ويحكم أبلى ، وتبلى محاسني ....ومنكم وإنْ عَزَّ الدَّواءُ أساتي .


فالغدير يا صاحبَ الخبرة اللغوية هو من فعله أُعْطِيَ اسمَهُ فهو ما غادر النهر الأصلي فهو من المغادرة والابتعاد ...

فلذلك يَجِفُّ  في فصل الصيف ومواسم القيظ ...

واستمع لهذا الشاعر البدوي في تَغَزُّلِهِ :

(( لِنْ ما أعطتوني عِشْيري ... لَنْشَفْ نِشِيْفْ الغِدِيْري ))


فعرف هذا البدوي بالتجربة أن الغدير ليس نبعاً متجدداً بل هو ما غادر ومصيرُهُ النشفان والاضمحلال والزوال .


 وفيه لفتَةٌ عظيمة ألا وهي : ( كلُّ من غادر أصله وأصوله التي فيها مقوماتُه لا بدَّ أن يَضْمَحِلَّ ويزول ) ، فلذلك ندعو أمتنا العزيزة الى التمسك بالأصول سواء الدينية أو اللغوية التي تضمن لها البقاء وعدم الاضمحلال والذوبان ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد