الفتنة و الفهم القاصر
من حيث المبدأ بالفتن تنحط و تتردى الأخلاق ، وتسوء الظنون، وتتحكم الأهواء الشخصية ، و تُكتسب الآثام ، ويعم الخوف ، وينتشر الفقر المدقع ، وتُسفك الدماء، وتتوقف عجلة الحياة الكريمة ، وتتقلص فرص العيش الرغيد ، ولا يعيش الناس في ظلها إلا في الذل والخوف والجوع ، وفي ظلها تُسلم مقاليد الأمور للطامعين والظالمبن و المعتدين ، و يوسد الإمر لغير أهله ، وعليه فإن وجهها بغيض ، ترتفع عقيرتها بصوت أجش كنعيب الغراب.
و في المقابل فإن استخدام و استثمار و استعمال القول: الفتنة نائمة لعن الله موقظها. في غير موضعه سار شائعاً و يعبر عن مراهقة فكرية متعمدة ، فمثلاً يستشهد بهذا القول عند حدوث أزمة مثل تقدم الخصوم الأعداء أو خروج مظاهرات أو مسيرات إصلاحية أو الجهر علنا ببعض الخطايا التي يرتكبها بعض المسؤولين الفاسدين ، لقد رأيت على بعض شاشات الفضائيات العربية استعمال هذا القول كعنوان لبيانات سلطة عربية ردت من خلالها على اتهامات منتقدها من المتظاهرين ، بل سيرت مسيرات ضخمة مؤيدة لها مستخدمة القول نفسه كلافتة تتقدم الصفوف.
يظن عامة الناس أن هذا القول هو حديث نبوي شريف ، و بالتالي مقدس يجب وضعه على الرؤوس و الامتثال له ، وبعضهم يظن أنه عبارة عن حكمة مأثورة جاءت نتيجة خبرات اصيلة و تجارب عتيقة و معتقة . الحقيقة أنه عبارة عن قول غبي تناقله الناس دون التمحيص في محتواه المتناقض ، فلا يمكن لعاقل يتحلى بدرجة متوسطة من الذكاء أن يتفوه به. هذا قول في أصله استغبائي ابتكره بعض المؤيدين للسلطات الاستبداية الظالمة و المطبلين لها في عهود سابقة، وهو من شأنه أن يبرر ظلمها وعبثها وسوء صنيعها .
يقر القول السالف الذكر بأن الفتنة موجودة على الرغم من السبات العميق الذي هي فيه ، حيث أن الظلم أوالأذى أو الاستعباد أو نهب الثروات أو الاعتداء على حقوق الناس قائم ، لكنه مستقر ولا ضرورة لتحريكه أو فضحه أو تحريض الناس ضده ، وفي حالة الدول النامية و منها دولنا العربية ، سرقة الأموال العامة قائمة ، والفاسدون الذين نهبوا أموال الدولة يرتعون ، لكن عندنا نحن بني يعرب اللعنة ليست على الذين يصنعون الفتنة و يمارسوها بل و في جل الأحول يمنتهنونها ، وإنما على الذين يتحدثون عنها و يحاولون مقاومتها بشتى السبل و الطرق .
العجيب إن معظم الناس توسم الإنسان الذي يتحدث عن الفساد بشتى صنوفه و أنواعه بأنه هو المفتن ، و في ظني بإن هذا الفهم القاصر الخاطىء لا يتحمل الناس لوحدهم وزر هذا الاعتقاد السلبي الذي لا يحمل في طياته مبدأ دينيا أو أخلاقيا، أو احتراما للذات، وإنما تتحمله التنشئة غير الفاضلة و غير السوية التي ربت الناس على الخنوع والخضوع وتغييب الذات ، و لسان حالهم يقول إذا حاولنا التخلص من الفتنة فالعواقب قد تكون وخيمة، وعندها لا ينفع الندم .
ومن صحة التفكير و سوية الإعتقاد القول إذا كانت الفتنة نائمة فليس من الحكمة و المنطق و العدل الابتعاد عنها و التعايش مها ، بل من الواجب التخلص منها و قتلها وأقتلاعها و اجتثاثها من جذورها. أما إذا تم تركها نائمة بالتأكيد سيتفاقم خطرها و سيؤدي إلى مزيد من الآلام و النتائج الوخيمة . إن السكوت عن الفتنة بهذا المعنى هو عبارة عن جريمة نتحمل مسؤوليتها جميعا ، حيث من الممكن الحد من ظواهر الفساد و المحسوبية واستغلال المناصب ونهب الأموال في حال مقاومتها ، لكن الصمت و التحدث عن هذا الظواهر في المجالس الخاصة فقط ستكون النتيجة دفع ثمن باهظ.
الأردن يستمزج اليابان لتعيين ناصر الشريدة سفيراً بطوكيو
موعد تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور (290) ديناراً
تمديد عمل الباص السريع حتى الـ 12 ليلا
غرامة من 5 ـ 15 دينارا للمدخن في حرم الجامعات الأردنية
سوريا .. عدد جنود النظام السابق الذين أجروا تسوية حتى الأحد
قرار خفض الفائدة يدخل حيز التنفيذ الأحد
مقابلات للتعيين في وزارة الشباب وبنك القرى .. أسماء
إسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر
الطيران المدني يدعو مرشحين لامتحان الكفايات .. أسماء
من هو ماهر النعيمي في أغنية "وبسيفك نقطع روسهم" .. فيديو
مذكرات تبليغ بحق عشرات الأردنيين .. أسماء
التايمز:جنيفر لوبيز ومقويات جنسية في مكتب ماهر الأسد
هام بخصوص موعد صرف رواتب متقاعدي الضمان
ولي العهد ينشر مقطع فيديو خلال زيارته لدولة الكويت
إجراءات قانونية ضد شركات رفعت أسعار بطاقات الشحن
مهم من التعليم العالي بشأن المنح والقروض الطلابية
نبات قديم يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه
مدعوون لإجراء المقابلات لغاية التعيين .. أسماء
إغلاق طريق عمان-جرش-إربد بمنطقة مثلث كفر خل 8 ساعات
فصل الكهرباء عن مناطق واسعة بالمملكة الأسبوع القادم .. تفاصيل