هل يكون التقييم لتصفية الحسابات؟

mainThumb

08-06-2013 03:09 PM

يعتبر التقييم ركناً اساسياً في أي عمل نقوم به إذ يهدف إلى التحققمنأن مؤشرالبوصلةيتجه نحو تحقيق الهدف وبالتالي يسعى نحو تعزير المسار اوتصحيحه تبعا لما يصل اليه من نتائج .تتأكدأهميته في اي عمل عام او خاص للأفراد او الاساليب او المحتوىبعمل التصحيح اللازمووضع الانسان المناسب في المكان المناسب.

يقوم على جمع البيانات والمعلومات لغرض تقـــويم مختلف عناصر العملواركانه من اجل النهوض به وتطويره.

وهو تقدير قيمة تعتبرضرورية لاتخاذ القرار في تقويم العمل وتحسين الاداء بغرض تحقيق النهضة الشاملة والجودة المطلوبة.

في العملالتربوي تحديداًيعتبر ممارسة اصيلة تتوقف عند نقاط القوة وتعززها وتحدد نقاط الضعف وتعالجها.

لكن التقييم يجب أن يحافظ على كينونته كوسيلة وليس غاية واخشى أن الفرق بينهما لم يعد مرصودا.

اذا اختل نظام التقييم في اساليبه او ادواته او غاياته او ممارسات القائمين عليه يوصل الى نتيجة غير مأمونة العواقب لأنها تعطي صورة مشوهة عن الأداءتؤدي الى قلب الحقائق وتمكين الباطل ووضع الشخص غير المناسب في غير مكانه ويتصدر المنافقونواجهة المشهد.

في كل مؤسسة يتم تقييم العاملين فاذا افتقر القائمونبه الى الموضوعية والتأهيل المناسب والمعايير المهنيةوغياب الضمير يصبح عبئا يعملعلى تصفية الحسابات لا رفع الكفاءات.

عندها يكون التقييم نفسه فاسدا والقائمين عليه مفسدين فيزيد الاحقاد بين العاملين مما ينخر جسد المؤسسة وتراجع انتاجها وتخريب العلاقات بين منتسبيها وهذا بدوره ينعكس على اقتصاد الدولة والتنمية فيها لأنه اساسا يتشكل من مؤسسات عامة وخاصة.

أتساءل احيانا كيف يمكن لشخص يفتقر للنضج والتوافق الداخلي وقد يكون مسكونا بفوبيا الحرص على مكانة يعرف في قرارة نفسه انه لا يستحقها وينتمي لأهدافهالخاصة أن يكون منوطا به اصدار احكام وتقارير بحق الآخرين.

يشكو كثير من الموظفين في المؤسسات المختلفة من عدم الانصاف وعدم المهنية ومن الشخصنة التي تقرب المنافقين وتبعد المخلصين فتتسعرقعة الخلل الذي تبدو أهم مظاهره في ان أحداً لا يأخذمكانتهأو يحب عمله.

لا تغني بعض المظاهر الشكلية في تقييم العاملين مثل اطلاع الموظف على تقريره والتوقيع عليه شيئا حيث اجواء الاستبداد المؤسسي لا تسمح بالاختلاف او الاعتراض.

ان غياب التقييم العادل يؤدي الى فقد عناصر الحماس والابداع والرغبة في التفوق مما يحافظ على نهج الروتين والتقليد غير المحبذ.

واخيرا همسة في اذن كل من يملك تقييم غيره حكم ضميرك واخلاق المهنة فانت اولا مسئولٌ امام الله واعلم ان الانسان يحير كل نظريات الادارة فهو بكلمة طيبة او كلمةشكرقد يضاعف انتاجه ويفجر طاقاته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد