الامير الحسن يحاضر في جامعة العلوم والتكنولوجيا

mainThumb

29-04-2009 12:00 AM

دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى توظيف التكامل المعرفي بين رأس المال البشري الإنساني ورأس المال النقدي، من خلال جهد فوق قطري يأخذ بالحسبان المعايير المشتركة وتعزيز التفكير الإبداعي في المجتمعات والجامعات العربية، إلى جانب الحقائق الجغرافية للمنطقة وتقصي الواقع الاجتماعي لمختلف الشرائح الاجتماعية.

وقال سموه خلال محاضرة ألقاها في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، (الأربعاء، 29 – 4 – 2009)، بعنوان "العلم والتعليم والتحديات الإقليمية والعالمية"، بحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية، إن دول العالم قد بدأت تنتظم في لقاءاتها على كافة المستويات ضمن الفضاء الثالث، الذي يستند إلى تفاعل القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وقد آن الأوان لدول المنطقة أن تبدأ بتفعيل مجتمعاتها عبر هذا الفضاء الثالث لتحقيق استقرارها؛ مشيراً إلى الحاجة إلى بناء قاعدة متينة من القيم المشتركة وتبني سياسات احتوائية في التنمية لا تستقصي أحداً.

ودعا الأمير الحسن إلى إنشاء قاعدة معلوماتية وطنية تستند إلى أسس من المعلومة الإنسانية والطبيعية والاقتصادية، وتعزيز الحديث باللغة الجمعية من خلال التقرب من الحقيقة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.

وقال سموه إن أكبر خطر على إنسانيتنا اليوم هو الاستثمار الريعي في الاسمنت والحديد، والذي يلتهم الرقعة الزراعية ويغذي الطموحات التوسعية؛ مشدداً على وجوب الانتقال إلى الاستثمار الإنساني المنتج الذي يعزز من المواطنة الفاعلة الواعية بحقوقها القانونية.

وأضاف سموه أن تمكين الفقراء يتطلب البحث في العلاقة بين العدالة والتخلص من الفقر وإيجاد أطُر قانونيّة وبرامجية سديدة تتصدى لحاجات الفقراء استناداً إلى المحاسبة والمسؤولية؛ مشيراً إلى أن التمكين القانونيّ للفقراء يستند إلى أربع ركائز، هي الوصول إلى العدالة وسيادة القانون؛ حقوق المُلكيّة؛ حقوق العمل؛ وحقوق ممارسة الأعمال التجاريّة.

وقال الأمير الحسن أنه في إطار قضية المياه، نجد أنّ مصادر المياه السطحيّة والمياه الجوفيّة في تراجع على نطاق العالم. فقد ازداد استهلاك المياه بأكثر من ضعف معدّل السكان في القرن الماضي. واليوم يعيش ما يقارب 2.8 مليار شخص، يمثّلون أكثر من 40% من سكان العالم على ضفاف الأنهار ويُعانون من شكلٍ من أشكال ندرة المياه. كما يعيش ما يزيد عن 1.2 مليار منهم تحت ظروف الندرة الفعليّة للمياه، التي تنتج عن تراجع تدفّق الأنهار بنسبة تتجاوز 75%. كما أنّ ما يقارب ربع?Z سكان العالم النامي يعيشون من دون أيّ شكلٍ من أشكال الصرف الصحي.

وأشار سموه في هذا المجال إلى برنامج التعاون عبر المتوسط للطاقة المتجددة الذي أنشأ برنامج "ديزيرتيك" للاستفادة من الصحارى والتكنولوجيا من أجل أمْن الطاقة والمياه والمناخ.

وقال الأمير الحسن إن العِلم يرتكز على اللغة كوسيلة اتصال. كما يرتبط اتساع اللغة باتساع النشاط المعرفيّ العلميّ في المجتمع بعامة، وإلاّ بقيتْ لغةُ العلمِ ضرباً من ضروبِ الميتافيزيقا بالنسبة للمجتمع.

وفي نهاية المحاضرة جرى حوار موسّع بين سموه والحضور، الذي شمل عدداً كبيراً من الأكاديميين وطلاب الجامعة، حول مجموعة من القضايا الفكرية والثقافية والعلمية والمجتمعية والأكاديمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد