خطبة الجمعة هل فقدت بريقها ؟

mainThumb

01-06-2013 01:38 PM

يوم الجمعة هو العيد الاسبوعي للمسلمين يظهر تفرده من وجوب الصلاة الجامعة في بيوت الله والاستماع لخطبة تذّكر الغافلين منا فالذكرى تنفع المؤمنين.

في هذا اليوم يقتطع ملايين المسلمين من وقتهم لجمعتهم والتحضير لها ساعة من الزمن على اقل تقدير آملين بخطبة تعيد لهم توازنهم بين الروحي والمادي حيث غرق الجميع في اللهاث وراء لقمة العيش فتبدو الحياة وكأنهاحلبة صراعٍ مع الإنسان.

فيظهر كل جمعة تعمر بيوت الله بالملايين من المصلين بل أن الساحات والشوارع المحيطة ببعضها تعج بهمليستمعون لخطبة-كما هو معلوم-تعتبرركن أساسي فيصلاتهم.

اول خطبة لصلاة الجمعة القاها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد هجرته اليها وشكلت الكيفية التي تؤدى بها خطبة وصلاة الجمعة حتى يومنا هذا.

وإذا كان الشكل قد بقي قائماً من حيث المقدمة والمتن والدعاء على قسمين تسمى معا خطبة الجمعة فإن تغيرات كثيرة طالت الخطبة في هدفها ومضمونها.

يذهب الواحد فينا الى الصلاة بقلب مفتوح وصدر مشروح يبذل جهده أن يؤدي صلاةً خالية من خطأٍ او اثمٍ يبتعد عن قول او لغو حتى ولو"صه"ليكسب اجر الصلاة وثواب التفكر بخطبتها لكن ما أن تنتهي الصلاة حتى تحس أن هناك خطأ ما و تخشى اننانمارس عادة اكثر منها عبادة.

احدهم يقول والله أنني اذهب الى الصلاة وانا صادق الإحساس والمشاعر والاخلاص لكنني عندما اسمع الخطبة احس بالضيق لما يمارسه الخطيب من استبداد في خطبته.

في ظل خطبة تفرض رأي صاحبها واسلوبه دون نقاش او اختلاف يتجلى الاستبداد في شتى صوره.
مشكلة بعض الخطباءأنهم يعتبرون صمت الناس علامة رضا عمّا يقولون ولا يتلمسون بأنفسهم أثر خطبتهم فهذا منبر خاص تمارس فيه العنجهية والابتعاد عن الوسطية.

كثير من خطباء اليوم يبدو أنه يغرد خارج السرب فهموم الناس في واد وهم في اخر والخطبة هي هواية ممارسة الكلام فالكلمة تجر اختها والفكرة تسوق الثانية دون تفكرٍ او تأملٍبغرضٍ او هدفٍ او عنوان.

اندهش أحيانا أن الخطيب يوسع في خطبته ويطيل دون غرض غير ملئ الوقت وهو يرى عشرات المصلين في جو حار او بارد يقفون بباب المسجد لا يحس بهم ثم يجلدنا في اخرها بمقولة الحسن خير الكلام ما قل ودل.

خطيب يحرص في خطبته على الفذلكة اللغوية فتتطلع في وجوه المصلين لتجد أن معظمهم لا يفهم العربية واكثرهم من العمال المرهقين الذين يغطون في النوم.

احدهم اتخذ من اختلاف المذاهب موضوعا لا يقبل التغيير لينشر التعصب ويحارب التسامح.

واخر يسمع اثنين في المسجد يتهامسان بخصوص ضيق المكان فينهرهمابأسلوب فج ويطلب منهما أن يسكتا أو يخرجا ظاناًأن له سلطة غير السلطة الادبية.

في خطبة جمعة بدأ الخطيب خطبته عن قرب بدء العام الدراسي وأكبرت ذلك فالموضوع يهم الجميع لينقلب الشيخ فوراً الى مهاجمة مدرسي الشرعية الذين يعلمّون ابناءنا وبناتنا الرقص والمجون في مدارسنا!.

بعد الخطبة سألت عن قصد الشيخ فقيل لي انه معروف بتزمته ولا يقبل مناقشة احد.

المقدمة عند بعضهم خطبة والدعاء في اخرها اطول منها ويمتلئ بدعوات التطرف فهو يريد قتلهمبددا وحصدهم عددا ويطلب الدمار لكل من حولنا وتشتيت من يختلف معنا.

دعونا نقولها بصراحة أننا اليوم لم نعد نصلي وراء ائمة أو نستمع لخطباء بل يتولى امرنا موظفون مأجورون لكن نخشى أن ممارساتهم تنفر الناس لتصبح الجمعة وخطبتها لا مغزى لها ما دامت لا تحقق الغرض.

ذلك لا يمنع وجود فئة قليلة من الخطباء يقدمون عرضا مسئولا مخلصا ومفيدا يستشعرون مكانة المنبر وقيمة الخطبة واحساسهم بمن يخاطبونفيقدمون طرحا وازناً غير مخل تشعر معه أنك عدت الى بيتك بحبٍ ورضا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد