المتآمرون !

mainThumb

12-05-2013 11:09 AM

لا شك عندي بأن من تسببوا في توريط الكويت في قضية شركة "داو", يعولون على عامل الوقت, أكان "الشعبي" بأعضائه - عليهم من الله ما يستحقون - أو بعض القياديين في القطاع النفطي, أو المتواطئين, سواء في الحكومة أو شخصيات نافذة ممن سهلوا مهمة ذبح الكويت واستنزاف خزينتها ب¯ 2,2 مليار دولار. فالصمت المريب الذي يلوذون به, يؤكد أن الوقت هو حسبتهم ولعبتهم وهو أملهم في نسيان الناس لهذه القضية وإلهائهم بأخرى. لذلك أحذر نفسي وإياكم بعدم الانصياع لهم أو الانجراف وراءهم, حتى وإن حاولوا إشغال الناس باختلاق حراك فوضوي يهدف إلى التخفيف من وطأة التركيز الإعلامي والمجتمعي على أكبر فضيحة أخلاقية تعرضت لها الكويت على مر تاريخها!
 
أقول فضيحة أخلاقية, وأنا أعني تماما كل حرف, فورطة الكويت مع شركة "داو" بدأت بالفخ الذي نصبه من لا يراعون الله في وطنهم حين وافقوا على تضمين عقد الشراكة مع "داو" شرطا جزائيا مريبا يتيح لها الرجوع على الكويت بالتعويض في حال فسخ العقد وعدم إتمام الصفقة. وبما أن المشتبه فيهم حاولوا تبرير وجود هذا الشرط الجزائي المريب بالقول ان جميع العقود مع الشركات العالمية تحتوي على هذا الشرط, نقول لهم: كذبتم, وخسئتم, وما حزرتم, فحين أبرمت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عقدا لتحديث أسطولها, رفض أعضاء مجلس إدارتها الشرفاء تضمين عقد تحديث أسطول "الكويتية" هذا الشرط المجحف, بل إنهم وضعوا رجلا في الأرض وأخرى في السماء, وهددوا صراحة بعدم إبرام العقد ما لم يتم إلغاء هذا الشرط.
 
إزاء إصرار أعضاء مجلس إدارة "الكويتية", رضخت الشركة المعنية, وكشطت رغما عنها الشرط الجزائي من العقد, ولما تسبب أعضاء "الشعبي" - عليهم من الله ما يستحقون - بفسخ العقد, لم تغرم الكويت سنتا واحدا, فكيف تقبل شركة عالمية بإلغاء شرط التعويض, ولا تقبل شركة "داو" بهذا? الفرق يا جماعة بمنسوب الوطنية, وبالحرص على مقدرات البلد, الفرق أن هناك من لا يستطيع أن يضع رأسه على المخدة لشدة تأنيب الضمير, بينما غيرهم, يخطط ويدبر ويتآمر على وطنه ولا يردعه في ذلك دين أو أخلاق, ومثل هؤلاء ستدوسهم الأقدام ولن تتطهر سمعتهم وستظل لعنات أهل الكويت تلاحقهم هم وأبناءهم وأحفادهم إلى يوم الدين... عذرا لأننا ختمنا المقالة بحديث عاطفي, فمازلنا متأثرين بهول الصدمة التي لن يمحو آثارها إلا إجراء تحقيق دولي موسع يكشف العصابة المتآمرة على وطني.
 
salehpen@hotmail.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد