جيش هذه أخلاقه لن يخذله الله أبدا

mainThumb

02-05-2013 10:44 PM

 قبل أيام قليله كنت أتصفح الأخبار, فوقعت عيني على صورة لجندي من الجيش العربي الأردني يستقبل اللاجئين المشردين من أبناء سوريا الحرة ,ويسلم بيده اليسرى على طفل صغير طريد, يعاني الحرمان ,والجوع والخوف وكان التفسير للسؤال الذي طرح على ذلك الجندي الشهم لماذا سلمت بيدك اليسرى على ذلك الطفل؟ ليجيب بكل بساطه أنه أخفى البندقية وراء ظهره  وحملها بيده اليمنى لكي لا يفزع الطفل الذي امتلأت  ذاكرته بصور الدماء والأشلاء والسلاح الفتاك .

نعم جيش هذه مبادئه وأخلاقه لن يخزيه الله تعالى لأنه وببساطة يمثل التطبيق العملي لأخلاق الرجال الكبار ,والمعاني التي نادت بها الشرائع السماوية ,والأخلاق الإنسانية التي تقرها الفطرة البشرية .

ولا يستهجن هذا السلوك أبدا عن جيشنا العربي الباسل الذي تربى على العزة ,والكبرياء ,ودماثة الأخلاق وحسن التربية من مبادئ الإسلام الحنيف, ففي كل وحدة في هذا الجيش تجد المسجد والواعظ والإمام وجماهير غفيره من أبناء هذا الجيش يؤدون الصلاة ويستمعون لهدي الله ورسوله .

نعم ليس غريبا على جيش عظيم كهذا  الجيش أن يسلك أفراده هذا السلوك الحضاري, وقد ولد حرا,   ورضع العزة , وتربى على القيم العظيمة كالصدق, والنخوة ,وإغاثة الملهوف, ونصرة المظلوم والدفاع عن الشرف والعرض بالغالي والنفيس ,فهو من شتى أصوله ومنابته من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب, ومن عتبات العراق في الشرق إلى حدودنا مع الكيان الغاصب الذي يقبع على أرض فلسطين قدم أعظم التضحيات وسقط على أسوار القدس خيرة الشباب من أبناءه مقبلين غير مدبرين, وقد هانت عليهم الدنيا بما فيها طلبا للشهادة والخلود في سفر الرجال العظماء الذين جبلت دماءهم بالتراب الطاهر على كل صعيد في أرض الإسراء والمعراج ,فنعم هذا الجيش ونعم المبادئ التي يحملها .

لقد طبق الجندي البطل في سلوكه مع الطفل الحزين مبادئ الإسلام وعاشها سلوكا لا قولا, وتطبيقا لا تنظيرا .

فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ,ولا يخذله, ولا يسلمه ولا يتخاذل عن الفزعة له ,وهذا النهج يمثله الأردن بكل قواه عندما يقوم بدوره الإنساني تجاه إخوانه في الدين والدم واللغة والجوار,  ففتح مدارسه ومستشفياته وبيوته وأرضه للأهل مع قلة الموارد وضعف الحيلة,وكان الأجدر أن يقوم غيره كما قام هو بتقديم العون والنصرة والوقوف إلى جوار الأشقاء في سوريا, فليس ذنب الأردن أن يكون بموقعه وشهامة أبناءه الخيار الوحيد لتحمل أعباء لا يمكن لدولة بحجمه وموارده أن تقوم بما يقوم به , وما يزال على العهد في تحمل الأعباء الكبيرة ...

والسؤال المهم هنا ماذا لو لم يقم هذا الوطن بواجبه تجاه إخوانه من السوريين ؟

الجواب الذي لا يختلف عليه إثنان من العقلاء المنصفين أن الموت المحقق سيكون لهم على الأسلاك الشائكة التي تفصل الشعوب عن بعضها البعض, وستكون المقابر الجماعية مثواهم الأخير بسبب الجوع والمرض والذل ...

إذا لا يجوز لأحد ان يزاود على الأردن أو يتهمه بالتقصير أبدا وليس لجاحد أن يقول سنعد للأردنيين مخيمات إذا ما جاء يومهم في واد العقارب – مكان تكثر فيه العقارب والأفاعي السامة في سوريا- لا أيها الأقارب لن يحدث ما تصبون إليه, فنحن في وطننا آمنين ,وعلى ترابه باقين ومن حدوده لسنا بخارجين حتى لو كان  آخر طعامنا  الثرى سنشرب معه كأس الموت بحرية ورجوله على ن نعيش بذل في غير ديارنا .

حمى الله الأردن وطنا وأرضا وشعبا من كل سوء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد