تبدأ الحداثة مع التحول الديمقراطي
مسار التاريخ في ترقي الأمم وتطورها لم يعدو حكرا على أمة بعينها,ولم يبق هذا المسار محصورا ببلد ما,وإن تفاوتت سرعة استجابة المجتمعات البشرية إلى مقتضيات التغير ومخرجاته ,واختلفت استطاعة كل من هذه المجتمعات على استيعاب أدوات التغير وآلياته وسبل الوصول إلى المفاتيح الابتدائية لاستيعاب وسائله ومناهجه,وإن تنوعت تقاليدها وتراثها الإنساني والقيمي في معترك تاريخي وجدت الأمم نفسها فيه برغبة منها أو رغم إرادتها,تتنافس فيه الأمم على الريادة وعلى السيطرة وعلى التفوق على الذات وعلى الآخر
ويظل للتباين في مرونة البنى الثقافية والطروحات الفكرية,والنظريات التحويرية لمعتقدات البشرفي طبيعة التغير وعناوينه ومجالاته,ومطواعية العقول العلمية للاستنارة بكل جديد يتجدد الفكرالعلمي به وفي القبول التلقائي للمبتكرات التقنية وانعكاسها على مفردات الحياة العامة النمطية التي تعسكها قيود التقاليد الاجتماعية,والأيدولوجيات السياسية والنظريات الاقتصادية التي ظللها الجهل والأمية بمعناهما الواسعين,يظل لذلك التباين الدور المباشرالمؤثر المباشر على سرعة انتقال المجتمع من مستوى إلى مستو آخر تتجاوب مفاعيله السياسية والاجتماعية مع منجزات التغير ونظرياته.
التغير والتغيير لم يعد أي منهما بحاجة إلى ثورة بالمفهوم التقليدي الذي يستوجب قيام قوى عسكرية أو منظمات شعبية أو أحزاب عقائدية على إعلانها والقيام بالخطوات العملية لتحقيقها وتنفيذ وعودها بما تحمله هذه العملية من تضحيات بشرية وتكاليف مادية وإضاعة فرص الاستقرارالمجتمعي وإثارة الضغائن والأحقاد وذلك بتغيير أشخاص وإحلال أشخاص بدلا عنهم حاملين أطاءهم وعيوبهم,واستبدال سياسات بسياسات أخرى شكلا ونفاقا,تقع ضحية التغاضي عن أو إهمال أو جهل بمحفزات التغير المعاصرة وموجباتها والتهيئة للبنى والهياكل الأساسية لاستقبالها وتطويع منجزاتها,والتركيز على البيانات المستخدمة بلاغة لغوية فارغة المضمون خالية من المضمون الواقعي,فقد حلت التقنيات الجديدة التي يبدعها العقل البشري في إحداث النقلات النوعية التغيرية والتغييرية بسرعة فائقة وإتقان مشهود وعناية تامة, لم تستثن تلك الإبداعات أي مجال من فعاليات الإنسان وأنشطته واهتماماته وأدواته ووسائله في كسب رزقه أو ممارسة هواياته أو تحقيق مصالحه وأمانيه.أي إن التعبير الحقيقي عن السير نحو الحداثة والمعاصرة مرده إلى العلم والتقنية,وليس إلى الخطب السياسية والشعارات الحماسية والهتافات الثورية التقليدية.
التحول الديمقراطي الذي تنحى إليه جهود معظم مجتمعات العالم المعاصر بجدية وقناعة,ليس عملا ثوريا بحد ذاته, إنما هو مرحلة تحول منهجية تلي المطالبة الشعبية السلمية ومنظمات المجتمع المدني الممارسة ذاتيا لها تفعيلا لدورها في نقل المجتمع من مرحلة الركود الفكري والتعنت السياسي والتمسك العنادي بالسلطة السياسية أو القيادية لجمعية أو مؤسسة أو حزب بأن تعطي النموذج الجسور والتجربة الريادية على تطبيق وسائلها بنزاهة وحيادية وتلتزم قيمها التزاما صارما لا يقبل التردد والتغاضي عن أخطاء أشخاص بحجة شفاعة تاريخهم لهم!!أو التمسك بقيادة إدارة بحجة الخبرة أو احترام الذات الشخصية أو غيرها من الحجج العاطفية.فليس مجال العواطف في التجارب الحية لنقل المجتمع من وضع ساكن متململ إلى حالة نشطة دينامية فعالة.
الحداثة فعل مركب ومتواصل الفعاليات مترابطها,وليس حالة ظرفية يمكن التقاطها وتفريغ طاقتها بعملية أو نشاط انتاجي استثماري,أو موقعة نهائية في تاريخ تقدم المجتمع وتحقيق الأمم لأهدافها والوصول إلى غاياتها,الحداثة طاقة حركية دائمة الاستعداد متأهبة لمجارات معدلات التغيرالتي تأخذ مجراها في كل ما من شأنه أن يؤثرعلى حالة الإنسان ككائن حي ,العاطفية منها والذهنية والنفسية وأسباب البهجة وما يفرح به ويملأ نفسه ثقة وطمأنية وسعادة,وعلى حرياته وضمان حقوقه بتلبية كافة احتياجاته.
من الطبيعي أن تكون الدول صانعة التغيير والمسيطرة على نمط التغير ووتائره أكثر حداثة من الدول المتلقية له,وأكثر تأثيرا على مسارات الأحداث في كل انحاء العالم إلا أننا ما زلنا نحن بني البشرنتنعم بمنجزات الحضارة الإنسانية التي لا تحتكرها أمة واحدة والتي لن تقوى على احتكارها أي أمة بعينها.ستظل الحضارة التي تنشأ عن فعاليات التحديت والتغيير حضارة أممية تشارك بمنجزاتهاالمادية والمعنوية وبتراثها الفكري أكثر من أمة,وسيظل التفاوت في دور كل أمة قائم بتبنيها للعلم وبحوثه وللتقنيات ومبتكراتها وللعقول وإبداعاتها الفكرية والشاعرية والأدبية والقصصية ...
نحزن نحن العرب على موتانا ومفقودينا ومشردينا بدون شك,ونحزن على قتلانا ونعتز بالشهداء منهم لا ريب,ونتأسى على أحوالنا التي ,في عصرتسيرالأمم بتياراتها الفكرية وخلفياتها الحضارية وراء الحداثة وتلتهم بنهم علوم التقدم والتحضر,وتسعى بجد وحماسة إلى التحول نحو الديمقراطية,ونتألم عندما نجد إنه ما زال في بلادنا نظم ظلت على حالها من مرحلة ما قبل الحداثة وما قبل الترقي وماقبل التاريخ,ونظم حكم قنصته في هذا الزمن بعض القوى لتعود بنا إلى نظم الحكم الشمولية المتناقضة وسائلها ومآلها مع التجربة التاريخية لنظم الحكم وأنماطه, والمتضاربة مع مناهج العلوم السياسية – الاجتماعية قديمها وحديثها,لترتد عن مناهج التحديث بجهدها الغريب على تطويع المواطنين وطاعتهم بدل تطويع التقنيات وتشجيع التقنيين,وتعود ببلادها إلى مناهضة التقدم والتنفير من التحضروتتغنى بإدانته!!.
بيان من مجلس نقابة الأطباء بخصوص الأجور .. تفاصيل
وزير الخارجية البريطاني:سحب الدعم من الأونروا كان خطأً فادحاً
رئيس البرلمان العربي يهنئ الصفدي
انطلاق جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية في الكورة
افتتاح المعرض الفني التراثي والتجمع الإرشادي الوطني
نتنياهو يتهم حماس بعرقلة صفقة الهدنة وتبادل المحتجزين
رؤية عمّان تعلن نتائج الحزمة السادسة من الفرص الاستثمارية
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي بلبنان إلى 3516 شهيدًا
الخدمات الطبية تطلق قناة رسمية على واتساب .. رابط
انتخاب مجلس إدارة اتحاد الجوجيتسو .. أسماء
إطلاق المرحلة الثانية لمبادرة شوارع آمنة للأطفال
الأردن يستضيف اجتماع اللجان الأولمبية العربية
غزة فلسطين المحتلة-الجنوب لبنان .. خطط جهنمية بإرادة دولية
المعاصر تحدد أسعار تنكة زيت الزيتون في الأسواق
هام من أمانة عمان بخصوص ضريبة المسقفات
تعميم من البنك المركزي إلى البنوك
شائعة وفاة ملك جمال الأردن تتصدر المواقع
مهم قبيل مباراة النشامى والكويت
جامعة اليرموك تطلب أعضاء هيئة تدريس .. رابط
التسعيرة المسائية .. انخفاض كبير بأسعار الذهب محلياً
تفاصيل الحالة الجوية من الأربعاء حتى الجمعة
تفاصيل المنخفض الجوي القادم إلى المملكة ..
تشكيلات وإحالات للتقاعد في التربية .. أسماء
مقابلات وامتحان تنافسي وشواغر .. تفاصيل وأسماء
البنوك تلتزم بتخفيض أسعار الفائدة للأفراد .. تفاصيل
إغلاق 35 مقهى في عمان .. تفاصيل