اسرائيل والاردن والمشهد السوري

mainThumb

29-04-2013 01:54 PM

 شهور قادمة قد تكون حاسمة في المشهد السوري، وصيف حار ملتهب ينتظر المنطقة برمتها، فكل الدلائل والقرائن والمعلومات السري منها والعلني تشير ان بدايات النهاية وآخر فصول الرواية قد بدأت تحاك بصورة واضحة.

 
فقد بدأت الصور الاولى تتضح اكثر واكثر  عن وصول أن قوات عسكرية أمريكية وبريطانية، الاردن وتركيا استعدادا للحظة حاسمة ومناسبة تنهي الملف بأسرع وقت وباقل الخسائر الممكنة ، من خلال تدخل قوات نخبوية عسكرية امريكية وإسرائيلية واردنية ضد سوريا، تحت ذريعة التعامل مع الأسلحة الكيماوية ومواقع تخزينه، ومن خلال نقل التسخين العسكري من على الحدود الشمالية لسوريا الى جنوبها.
 
بل ان الحديث يدور بشكل خاص عن وصول بعض هذه المجموعات الى اسرائيل، وتحديدا الى احدى القواعد العسكرية في صحراء النقب، لتعمل الى جانب الكتيبة 76 الاسرائيلية التي تختص بالتعامل مع الحروب غير التقليدية، اضافة الى دعم واسناد تلك القوات النخبوية متعددة الجنسيات  لضرب رأس النظام  العسكري وقص أظافره  وبتر يده الطويلة .
 
زيارة الرئيس الامريكي اوباما زيارة لم تكن استجمام ورفاهية بل ان غبار الحرب اصبح يعلو في الافق، وقد تجلى ذلك من خلال وصول المعونات والمساعدات الاميركية الى تل ابيب كالطائرات الحديثة والقنابل الذكية، وهي التي لم تنقطع اصلا باي حال من الاحوال، اضافة لنصب الباتريوت  على الحدود الاردنية السورية .
 
اسرائيل تنظر بعينين يقظتين على سوريا، وهي تراقب الاحداث فيها من عامين، ولم نلحظ تصريحات عن الحالة السورية من قبل المسؤولين الإسرائيليين الا في الأشهر الاخيرة بوتيرة يزداد منسوب ارتفاعها يوما بعد يوم ، بما يوحي بأن قرارا قد اتخذ بالإطاحة فعلا بالنظام السوري او بالأحرى بالدولة السورية.
 
فقد دعا عاموس يدلين وهو الرجل الذي كان يرأس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات تضمن تفكيك محور الشر، إيران حزب الله وسورية، من خلال إضعاف الرئيس السوري بشار الأسد، والعمل على إنهاء ولايته في أقرب وقت
 
ولا يستبعد كثير من المحللين الإسرائيليين ان الحرب قادمة بلا شك مع النظام السوري، وهي حرب سيكون لها مذاق وطعم خاص عليهم، وسيكتون بنيران صواريخ ستنهال عليهم وعلى بنوك من الاهداف المنتخبة عندهم، ليست كتلك التي اطلقت من سماء بغداد ذات يوم، والتي يبدو انها حددت من قبل القيادة العليا في سوريا ومن قبل قيادة حزب الله ايضا، الذي ينظر الى ان أي اعتداء على سوريا ومن اية جهة هو حرب وجود بالنسبة الية .
 
من اجل ذلك لم يستبعد عاموس يدلين المواجهة بين إسرائيل وسوريا، لكنه حذر من قوة الجيش السوري، مشيراُ إلى أن الحديث ليس عن حرب مع حزب الله أو حماس، بل عن حرب قاسية، لأن الحرب مع الجيش السوري يعني سقوط سكود على تل أبيب، وربما أيضا صواريخ أكثر تطورا وخطورة.
 
اما بالنسبة الى الاردن فسيكون بموقف لا يحسد عليه، وسيجد نفسه بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، بل استعداء واحتقان داخلي من تداعيات المشهد السوري على مجمل الاوضاع فيه، مع حوالي مليون سوري يتواجدون على اراضيه، لا يعرف الخلايا النائمة منه من المستيقظة، رغم كل ترقب وترصد الاجهزة الامنية في الاردن، مع وجود عداء متجذر في وجدان المجتمع الاردني والعربي بشكل عام لكل تواجد امريكي،اضافة الى تيار سلفي يتمثل بجبهة النصرة التي لن يعرف احد بعد ذلك الى اين تتجه بوصلتها، وهو  الامر الذي لا يعرف المسؤولون الامنيون الاردنيون حلا له مع طالع الايام، وخوف من تحول سوريا الى بلد فاشل بالمعايير الدولية، ليجد الاردن نفسه محاط بحدوده الشمالية والشرقية بقنابل موقوتة، ونيران ملتهبة ستصله لهيبها ان عاجلا ام آجلا .
 
allammansour@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد