الزواحف البشرية

mainThumb

27-04-2013 09:04 PM

 الزواحف هي حيوانات رباعية الارجل ، وهي اربع رتب اشهرها التمساحيات والحرشفيات والسلحفيات ، وفي دنيا الثورات كثرت الزواحف البشرية خاصه الحرشفيات ، التي تمثل الثعابين والافاعي اشهر فصائلها .

 
 
   ففي لحظات التحول تنشط الزواحف ، لانها مثل مواسم التزاوج ، يبحث كل زاحف عن سيد جديد او سادة جدد ليقفز في قاربهم ، طامحا وطامعا خلعها منه زمن الثورات بعد عقود من التعري ، واذا كان السيد الجديد رئيسا او وزيرا او متنفذا او رجلا راسماليا ، فاهلا بالكتابه ونعم ، فما دامت ماكينات الصراف الآلي تعمل بانتظام فلا يمكن استخدام حبوب منع الكتابه واللقاءات الصحفيه ، او تجنب طقوس الرقص على الاوراق .
 
 
   الزاحف يبدأ موسم التزاوج بالتودد مثل جميع الزواحف وينتظر صحيفه او موقع الكتروني او شاشه فضائية ليعرض نفسه في السوق ، حتى ينتهي به الحال الى احضان احدهم ليبدأ التخصيب ، وكما الزواحف يقوم الزاحف برقصة التزاوج   ، وهي خليط من المتناقضات ، فهي عضات ودفعات ومداعبات وملاحقات ، واذا بدأ العض فأنه يعلم انها ستنتهي بالمداعبة ، فهي احدى السبل للوصول الى الغاية ، خاصه لو كان لديه عمود يومي او اسبوعي او مساحه في البث الفضائي .
 
 
    واذا كانت الطبيعة تلزم الزواحف بتجديد جلدها من حين  لآخر ، فأن الزاحف يسعى للتجديد دائما ، فهو استاذ في الانسلاخات ، وهو يتشبه بالسلحفاء حينا عند القسوة عليه ، فينسلخ من افكاره تدريجيا لكي يصبح على مسافة (بين بين ) في حين يتماثل مع الافعى التي ينسلخ جلدها قطعة واحدة لو شعر بان الامور دانت لاحدهم .
 
 
    الزاحف البشري لا يتحرك على قدميه ، بل يتحرك منبطحا ، فهي الحركة المثلى ، فهو غير قادر بحكم الطبيعة ، على الارتفاع عن سطح الارض ، ومن ثم ينال منها كل قذارتها دون خيراتها.
 
 
    الزواحف البشريه تبيض ولا تلد مثل فصيلتهم الحيوانية ، واخراجهم يكشف انهم كانوا من اكلة العشب او من اكلة اللحوم ، واغلبهم يفضل اللحوم ، خاصة على موائد القوم في فنادق الخمس نجوم .
 
 
     الزواحف البشريه يصفون سادتهم انهم الوحيدون الصالحون لقيادة البلاد ، ويطلبوا من الجميع افساح الطريق له ، وهنا تغلبه طبيعتة في تزيين الكلمات ، مثلما تفعل اناث الافاعي التي ترقص في العراء لياتيها ذكرها ، فتنتهي رقصتها بتشابك الذيلين وعندها يتم الاخصاب ، والزاحف يعشق التطبيع مع الجميع خاصة الاشرار ، فهي غايه المنتهى بالنسبه له ، ولو جاء ابليس سيتالف ويتحالف معه ، ولن يكتف بالتبرير ،بل سيستخدم قدراته في القرع والتدليل .
 
 
     والزاحف اعتاد ان يبيض اسبوعيا مقالا او مقابلة يتلوى فيه في حركات تموجية لانه يخشى الاستقامة ، فالاعوجاج طريق حياته ، فلا يستطيع ان يدعو او يكتب لوجه الله او اخلاصا للوطن ، ويستخدم قلما يعاني من التسلخات والالتصاقات ، والزاحف لا يكون سالما من الزحف الا في حال تحليه بخصال ثلاث امانة ومصداقية وكرامة ، وفي حال غابت عنه احداها فهو زاحف حتى الموت ، يقتات على جثث الغير .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد