لو جعلت كل منزل من منازل مجتمعنا المحلي محطة أتوقف عندها لأسرد قصصا عنها فلن تشعر بالغرابة أيها القارئ فقد تكون قصتك مع زوجتك أو قصتها مع زوجها ؟
هذه المقالة أقدّمها لكل رجل كان يحلم بأن يؤسس منزلاً مضيئا بأنوار المحبة , لكل من اختار زوجته و أحبها و قدم لها فؤاده قبل الزواج و بعد أن تزوجا و سكنت منزله استرد قلبه و أصبح البيت يحوي مشاعراً فاتره ،كما أقدّمها لكل من كانت ترسم حياة وردية وصدمت بواقع مختلف (فالواقع يختلف عن الأحلام ) .
تغيرت نظرة الرجل و تحولت أحلامه ،لم يعد يجد في منزله المستقر الذي كان يظنه ،و هي أصبحت مصابة بالفراغ العاطفي .
و كل واحدٍ منهما بدأ يملأ هذا الفراغ بطريقته الخاصة ، منهم من اقتنع بالحياة كما هي و بات مخلصاً لزوجته لأن أخلاقة و دينه يمنعانه من فعل الرذيلة وهؤلا هم أصاب المنازل المستقرة ،و هنالك من أصبح يبحث عن صديقة تحاول أن تسد الخلل الذي يتعرض له و هذا طبعاً من وجهة نظره الوسيلة التي تساعده على الإستمرار .
ولو نظرنا إلى الطرف الآخر وهي الزوجة فهي أيضا تشعر بذلك الفراغ الذي تركه الزوج و اختلفت تصرفات النساء المتزوجات منهن من تشك في زوجها بأنه يخونها مع احداهن و المقصود بالخيانة هو ليس ذهاب الرجل إلى أحضان أخرى فقط، بل الخيانة بنظر المرأة هي أن يبدأ الرجل بمغازلة غيرها أو محادثتها عبر الهاتف (المحمول ) أو حتى من خلال الشات (صوت وصورة )، و تتحول مشاعر هذه الزوجة إلى كراهية، منهن من تبدأ بتغير نفسها نحو الأفضل و منهن من تتغير بالطريق المعاكسة ، ولا ألومها لأنها أصبحت تشعر بصدمة من أقرب شخص لها (زوجها )،وفي كلتا الحالتين ماعادت تشعر نحوه بأي عاطفة.
و هنالك من تزوجت و لها عينان تنظر خارج المنزل لأن رجلاً واحداً لا يكفي فهي بحاجة للإطراء من قبل جميع الرجال و أحياناً تتحول الصداقة إلى حب و هذا هو الحب المستحيل فهي متزوجة وهو متزوج و هل سيهدم منزلين حتى تكتمل علاقة الغرام هذه .
وهو ليس بالملاك البرئ فهو دائما مقتنع بأن أي خلل سببه المرأة و هذا ليس صحيحاً ، فمادام الرجل قادراً على ابتداع كلمات الحب لهذه المرأة قبل الزواج اذا فهو يستطيع أن يكمل حياته على هذا النحو ،الزوجة بحاجة إلى كلمات الإطراء وهذه الكلمات "مجانية و معفية أيضا من الضرائب " وإن كان قادراً على مجاملة زميلاته و أي امرأة تعجبه فلماذا لا يوفر هذا الكلام لزوجته ،وهي بدورها لا تقبل الإطراء من رجل آخر غير زوجها .
فلسنا مجتمعاً غربياً ، بل لا زلنا مجتمعاً شرقياً ومحافظاً ،أساسنا الدين و الأخلاق ،ليس من السهل أن نتبع الغرب بعلاقاتنا الاجتماعية ونقول هذا تحضر ،حتى لا يحدث لنا ما حدث للغراب الذي حاول أن يقلد مشية الطاوس وليته أتقنها بل نسي كيف كان يمشي و بدأ يتحنجل .
ليقف كل رجل و يسأل نفسه بماذا أخطأ حتى يجد زوجته أهملت معاملته ،و هي تسأل نفسها سؤالاً واحداً ماحاجتها بعبارات الاطراء التي تعجبها من الغير و لماذا لا تعود إلى بيتها لتربي ثمرة زواجها يداً بيد مع الانسان الذي اختارته بنفسها ،و إن كانت لم تختاره فهو لايزال زوجها ،و حقٌ على الزوجة أن تحافظ على زوجها بحضوره و غيابه ،ولا زلت أدعو لحملة راجع نفسك و حاسب ضميرك ، و اعتبر أيها الرجل أن جميع النساء هن أخواتك أو بناتك أو أمهاتك فعن أبي أمامة قال :
إن فتى شابا اتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنى . فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا مه مه ! فقال : ادنه . فدنا منه قريبا . قال : فجلس . قال أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك .
قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم .
قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. ( وسنده صحيح) .
و أنت هل ترضاها لإمك أو أختك أو بنتك ، لنبني مجتمعاً نظيفاً خاليا من هذه الآفات الاجتماعية ،فصلاح المجتمع بيد الرجل و المرأة معاً فلا نلقي اللوم على المرأة وحدها ونقول هي من أفسدت المجتمع ،ولا نعاتب هذا الرجل ونقول لولاه لكان المجتمع مستقراً .
بل يقف الاثنان بنفس المرتبة في تحمل المسؤولية ،و يجب أن تكون مصحلة الأسرة فوق كل الرغبات نحن بحاجة أسر صحية خالية من الأمراض الاجتماعية ،لنقف مع بعضنا ونبني مجتمعنا .