نقابة المعلمين وتيار الاخوان

mainThumb

21-03-2013 03:35 PM

 بكل الظروف المتوقعة وغير المتوقعة تشكّلت نقابة المعلمين ، وفي كل زاوية من تراب الوطن هناك نخبة متكاملة من مربي الاجيال (المعلم والمعلّمة) وعلى مساحات الوطن بعامّة يتفانون بعملهم بعد هذا الجهد النبيل من الجميع ؛ لانه لم يكن منحة من أحد كان - بل كان حقّاً ناضل الجميع بانتزاعه من قانون متخلّف ، ومن وضعه قديماً كان يكذب فيه على كل المجتمع بأن نقابة المعلمين غير دستورية ، وكأن الدستور هو كتاب إلهي منزل - ونعرف الاسباب الجوهرية لذلك الحرمان من هذا الحق ، وبعد هذا النضال واجه المعلمون تفككات ومقولبات في المواقف كان أكثرها إيلاماً ما حصل من مسرحيات مختلفة من رسميين وغير رسميين بتحالفات لانتاج سلاسل من حديد تعيق حركة النقابة الطبيعية للقيام بدورها كمؤسسة مهنية تنأى بالمعلّم عن سطوة الوزارة الظالمة لزمن طويل ، وكان من أبرز ذلك أن همّشوا المعلمين القدماء بالرسالة والمهنة السامية على الدوام ، وحرموهم من حقوقهم الطبيعية كالبعثات لابنائهم ، والتأمين الصحي السليم المناسب لعملهم المميز، ومكافآت تحسّن من وضعهم المعيشي ، وتقاعد مناسب يعينهم على تآكل الدخل جراء سياسة حكومات تراكميّة في الفساد والعمل ؟ ، ولمّا كان المعلّم هو زهوة الاجيال ، والمظلة الآمنة لكل بنى الانسان وتشكّله من أجل وطن آمن ؛ كان من الضرورة أن يلتقي الجميع بروح صافية لأن تنعم الاجيال والمؤسسات بحجم طبيعي من الاصلاح على كل المستويات ، وعلى رأس هذه الاصلاحات هو الاصلاح القيَمي السياسي الناظم لكل عمل من شأنه الحفاظ على الدولة وهيبتها - فكل جمال ينعم به الوطن ؛ هو بالتأكيد مخرج من مخرجات المعلّم ..

- النقابة الآن وبعد هذا النضال يتمّ’ اغتيالها من قبل حزب الاخوان السياسي المنشأ ، والنفعي بأساليبه ، وبعض الفرديين من خارج الاخوان بتقلبات مزاجهم السياسي النفعي غير السّوي ؟! وذلك من خلال وسائل الإعلام الموجهة - فهم من يتحدّثون باسم المعلمين وهذا مخالف لكل التعددية الحقيقية ، والشرعية التي ناضل المعلمون من اجلها ، والتمثيل بلعبة الكلمات لإقناع مجتمع المعلمين ككل ؛ لانها السمة التي تغلب على طابع الحديث دون فعل حقيقي من أجل المعلمين ، وأجد نفسي آثماً إذا لم أتحدّث لهؤلاء الزملاء الأفاضل أن مسيرة النقابة تنحرف باتجاه حزب بعينه ، ولا تسير مسيرها الطبيعي من أجل وطن ، وأجيال قادمة ، ومعلّم رئيس بالدرجة الاولى ، وإعادة بناء وطن يقوم على أساس منتج من الكوادر البشرية تعيد الوطن لمسيرته التي انحرفت لسنين ماضية باتجاه خلل مؤسسي قيادي ، يميل وينعطف بالوطن وشعبه لثقافة السيّد والعبد ، وفوضى عارمة من الثقافة والعلم - وتلك هي الكارثية - فهل لنا أن نفكّر بأننا في يوم قريب سنسأل أمام خالق يعلم ما تخفى الصدور ، وليس بَشر يفنى بسخف عمله ونرجسيته الشيطانية - هل نعي ذلك ؟!
 
- سوف اعرّج على بعض المفاصل الحقيقية حين خاض المعلمين حراكهم الشرعي للمطالبة بنقابة المعلمين وخلال عامين من البدء - أين كان الافاضل من حزب الاخوان المسلمين ؟! فلم يكن في الحراك إلا حالات فردية ليست على أساس حزب إخوان ، ولم يشكّلوا ما نسبته الخمسة بالمائة ، وإنما كانت مشاركتهم مبنية على قناعات موضوعية في شرعيتها ، ونقدرهم ونجلّهم ، لكن أكثر المعلمين في الحراك كانوا من كل الاطياف المجتمعة على مصلحة المعلّم ومهنيته وحقوقه - غير متأثرين بتيار أو اتجاه ، أو العمل لصالح حزب أوغيره 
 
- حصل استفتاء في بعض الالوية من وطننا الحبيب في أن هناك رفض تام لكل أعضاء المجلس الحالي بكل تشكّلاته وبرفض أكثرية شخوصه القاصرة بإخراج نظام داخلي ، ومناقشة أهم مفصل وهو قانون التقاعد وستنتهي الدورة الحالية لمجلس النقابة ولم ينفّذ شيء من آمال وطموحات المعلّم وأن على الجميع التقدّم بانتاج قانون انتخابي عصري مفتوح يتيح لاصحاب الرؤى الموضوعية في علاج مفاصل حقيقية لتقف النقابة على قواعدها بصلابة ، ولأن النقابة هي مؤسسة مهنية مستقلة منسجمة مع القيم العليا للتعليم في انتاج جيل واع يؤمن بأحقيته في التغيير وبناء المنظومة المؤسسية القائمة على احترام المعلم قولاً وفعلاً ؛ فبالضرورة ان نجتمع جميعاً لإخراج المتسلقين والمرضى من النقابة والمصابين بفقر الحنان والاحترام بين انفسهم ومكونهم الذي عاشوا وترعرعوا فيه - النقابة حق للأنقياء والمناضلين وليس للنفعيين المحبطين شكلاً ومضموناً وفعلاً


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد