أمجاد العرب في الجولان

mainThumb

11-02-2013 09:20 AM

 أنا ابنة أقصى الشمال , واقصى اليسار ,.. ابنة جغرافيا الحدود المتضادّة ,أطلّ من تلّةِ بلدتي على عدوّي وصديقي في آن .... فعينٌ على طبريا والعين الأخرى على الجولان ....وإن أرحتُ نظري سقط على الحمّة السورية باسم زمان .....وان لفحتني نسماتٌ باردة شتاءً فهي قادمة من جبل الشيخ في لبنان ....... ألِفْتُ السكنَ على حدود المناطق ..فتعلّمْتُ مُناطَقَة الجغرافيا و محاددةَ التاريخ . والإطلالَ عليهما دون عبورٍ...كأن ذلك "الشيك" المعدني المزروع بالألغام , والفاصلِ بين بلدتي الصغيرة وبين المناطق المحتلة لاصطياد العابرين بين حدودين , هو ذاتُه صار يفصل بيني وبين ولوجِ التاريخ , صرتُ المريضةَ بالخوف من العبور خوفاً من ألغام الايديولوجيا ..... كانت مدرستي تقوم على تلّة صغيرة تقيم وجهها أيضاً نحو الشمال , وكان باب غرفة صفي المدرسي مفتوحاً على طبريا والجولان , ومعلمةُ التاريخِ تسرد تاريخَ العرب في الاندلس وتتغنى بأمجادهم الغابرة , وأذكر حينها كيف كان يهاجمني النعاسُ كلّما بدأتْ حصةُ التاريخ ..!! ولكني الآن لا أذكر سببَ هذا النعاس ؟؟ هل لطبيعةٍ ما في مادة التاريخ نفسه ؟؟!! أم لطبيعة ما في أسلوب المعلمة المنكبّة على الكرسي الخشبي تستعين به على حَمْلها الثقيل , فهي لها في كل مطلع فصل دراسي حملٌ جديد ,يُقال إنّ تأْريخَه يأتي موافقاً لما قبل أو بعد العطلة الصيفية بثلاثة أشهر لتهرب من حصص التاريخ ,...؟؟!!! 

 
 وأخذتني عيني النعسى إلى هضبة الجولان , فغطستُ في سهوٍ نَديّ لذيذ ,ضربَ بخفّة أطرافي وأنا أجول بعينيّ بين ظلالِ انثناءاتها الرطبة , وطُفتُ كحلمٍ بين تماوجاتِ انحداراتِها الملساء كما بدت لي من موقعي .... وكأنني أداعبُ صدرَ أمي لاستجلبَ النومَ ولذةً قديمةً كانت لي فيه .. وفجأة صحوت من خيالاتي على صوت يَنهرُني : عندليب ,عينك على الكتاب ......اقرأي الدرس .....أمجاد العرب في الاندلس ...!!!!!..فقرأت وانا ما زلت تحت تأثير الخَدَرِ الّلذيذ...... أمجاد العرب في الجولان ....!!!!!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد