في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير المخطوفة شاءت الظروف أن تأتي هذه الأيام في معركة طويلة يخوضها الشعب المصري وقواه الحية ضد سارقيه الثورة والمتسلقين على حسابها للسلطة من دعاة الإسلام السياسي الذين يسجلوا الفشل الذريع في إدارة دولة مركزية كمصر ، وهم العاجزون حتى عن إدارة شؤون أصغر مجلس قروي ، والحقيقة أن ما يحدث في مصر العزيزة هو معركة استرداد الثورة من عصابات التأسلم السياسي الذين قسموا الوطن والأمة بين كافرين وملحدين وهم التيارات المدنية المختلفة من ناصريين وليبراليين ويساريين ووطنيين وبين المؤمنين الذين هم الإخوان المسلمين وحلفائهم الذين تحارب الملائكة معهم .
للأسف الشديد تيار الإسلام السياسي لم يستوعب طيلة العامين الماضين أن سياسة الإقصاء السياسي قد انتهت وأن الوطن لا يحكم إلا بالتراضي ومصطلحاتهم الركيكة كالعودة للشعب فهي كلمة حق يراد بها باطل والدستور عندما يكون في بلد مدني كمصر متعدد الثقافات فانه يؤخذ بالتوافق وليس بعرضه على الاستفتاء مع إعطاءه طابعا خاصا وكأنه صراع بين مسلمين وهم الإخوان وغير مسلمين وهم باقي الشعب ، والإخوان في مصر أثبتوا أن السلطة بيد الإرهاب تجرح وقد تقتل ولا أعلم ماذا سيقول الرئيس المؤمن الثاني في مصر محمد مرسي حيث كان الأول أنور السادات الذي فتح مصر أمام الصهاينة والأمريكان والثاني محمد مرسي الذي يقولون أنه حافظ القرآن ، ترى ماذا يقول في الدماء البريئة التي أزهقت سواء في القطارات أو بالحوادث وليس أخيرا على يد رجال الأمن وبتعليمات من حكومة الرئيس المؤمن الضعيفة التي هزها صوت الشعب المطالب باسترداد الثورة المسروقة .
مصر اليوم تتعرض للتدمير والقتل والناس في الطرقات والرئيس يصلي وكأنه ينتظر الملائكة في محاولة لكسب ثقة الشعب ولا نعلم ماذا يهمنا بتدين مرسي أمام شاشات التلفزة ليشاهده جماهير الشعب الغاضبة التي تسحقها غلاء الأسعار وطوابير الأفران والموت البطيء في وطن كان السباق في صناعة أعظم الحضارات الإنسانية التي لا زالت شاهدة على أصالته وكان السباق قبل أن يبتلى بالإرهاب والتصحر الوهابي بأن أن يكون على مسافة واحدة مع الهند والصين في ستينات القرن الماضي ومتقدما على كوريا الجنوبية في تلك المرحلة التي قال عنها مرسي وما أدراك ما السينيات .
أبناء مصر وأحرارها اليوم يقودهم خيرة أبناءها يسعون لاسترداد ثورة 25 يناير ومع عيدها الثاني وصفت المعركة بين الشعب وتجار الدين وكأنها كما أسلفت بين مسلمين وغير مسلمين ، وطالما وجهت الدعوات الصادقة لهذا المرسي أن يعرف بأنه ليس ملك لحزب سياسي يدعى الحرية والعدالة مستورد حتى الاسم من تركيا ولكنه ملكا للدولة المصرية التي أساسها الشعب المصري كله .
وبعد هذه الدماء والأرواح البريئة التي أزهقت فان الشعب لن يقبل بأقل من استرداد ثورته الشعبية التي سرقها من كانوا في عز الثورة يتفاوضوا مع نائب الرئيس المخلوع ودماء الثوار تسيل في ميدان التحرير وغيره من شوارع وميادين مصر.
لقد أثبت دعاة التصحر والإرهاب الوهابي في مصر بأنهم دعاة فتنة لا دعاة وحدة ، دعاة طائفية لا دعاة وطنية ، والأهم من ذلك أن مصر أو حتى محمية محتلة مثل قطر كبيرة عليهم ، ونقول لمرسي الذي يطالب الرئيس بشار الأسد بالرحيل بحجة رفض شعبه له وهذا غير صحيح، كم ستصمد أيها المرسي لو واجهت ربع ما واجهه الرئيس بشار الأسد من مؤامرات امبريالية وصهيونية ورجعية عربية أحد أطرافها ذلك المرسي وعصابته .
وبعد ما أبلغ القول الموروث عن السيد المسيح عليه السلام قبل أن تنظر إلى القذى في عين أخيك انظر إلى الخشبة التي في عينك ، ودعنا من أكاذيب الانتخابات وصناديق الاقتراع إياها التي جيئت بكم بدعم من قطر والسعودية ومن ورائهم .
مصر اليوم تتعافى وتعود لروح ثورة 23 يوليو رغم كل الإرهاصات وما تواجهه من مصاعب، وتبقى إرادة الشعب أكبر من كل المتآمرين.