سامي الزبيدي .. شق علي ان أودعك

mainThumb

24-01-2013 11:25 PM

 لله ما أخذ ولله ما أعطى، فكل شيئ عنده بمقدار، وله الأمر في الأول وفي الآخر، وهو علام الغيوب، رب السموات والأرض، لا اله إلا هو الكبير المتعال.

 
أخي سامي،
 
ها انا في الطفيلة، وأنت على بوابة دار القرار، وبيت الوحشة، بعد أن كنت ملئ السمع والبصر، أراك وأنت تقول كلاما في الانتخابات، وتبسط أدبيات القائمة التي كنت فيها .....  قلت حينها " لقد جئت كي أراك" لا من أجل ان أسمعك.
 
كنت في غاية السعادة وأنت تضحك، وتعتبر ان لقاءنا هو هبة من الله ، ومنحة، وانك لا تريد ان تكون حبيبا ثقيل الظل، فكانت تلك الحركات والسكنات، والمداخلات والمناقلات بعض همي وحزني، والمرآة التي عكست لي الآن طيفا كان  غاية في الرقة والدقة والأنفة والرجولة والعصامية والسكينة والتودد؟
 
لله در الحياة الدنيا الغرورة، فلم تترك لنا نحن معشر الأصدقاء فرصة الوداع، فقد سارع ملك الموت في لحظات التغيير والقوائم والنتائج الى طي صفحات مشرقة من الألم والأمل، لعزيز كان يتربع على عرش قلوب كثيرة، إنسا وطيبا.
 
أخي سامي،
 
هي لحظات تلك التي سجلتها الخواطر فينا لنستعيد ما كنت تفعل أو تقول، فكانت بعض لوعاتنا 000 التي غيبت كثيرا من المشاهد الجميلة، والساعات الهنية التي كنت سيد الموقف فيها.
 
أيها الغالي،
 
وداعا، فقد شق علي ان أودعك، وسلاما لك في الأولين وفي الآخرين وأنت ترحل في جو عائلي مشحون بالوجع الدامي، الذي يعتصر قلوبنا، وبالزفرات الحرى التي سكنت منا القلب وحبات العيون.
 
ايها الطيب الكريم،
 
نودعك ونحن نتلعثم، وننظر الى هذا الرحيل المهيب، ونحن مكلومون على رفيق من طراز رفيع، فيه ألفة الأليف وخفة القلب الندي الرطيب، آنت من أشعلت في القلب حسرات على فراق باغتنا الى جوار رب رحيم.
 
لك الله يا سامي ..... فقد استودعناك من نرجوه وندعوه فانه الغفور الرحيم، ان يغفر الذنب ويتقبل التوبة، وان يعفو عن الزلات، وان يجعل من وفادتك والأسرة الغالية شفاعة ورضوانا، وصفحا وغفرانا، وحسنى بدار مآب.
 
وإنا على فراقك يا سامي لمحزونون
 
وإنا لله وإنا إليه راجعون


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد