تهنئة للمواطن الأردني بالولاء المطلق والجوع

mainThumb

09-01-2013 06:01 PM

 المشهد الأردني يوصلنا للكثير من التعقيد في فهم وماهية تفكير المواطن الأردني لما يجري فوق رأسه وتحت رجله ، ولأن الظروف الجوية القاسية والمعيشة الصعبة التي يكتوي بنارها المواطن الأردني ، وفي ظل ما يحصّل من جيب المواطن على حساب مقدراته وحقوقه وممتلكاته ما يتعدّى العشرين ملياراً سنوياً ويعرفها كل مواطن شريف - وعلى رأسها ملف النفط والغاز والطاقة المجّاني قديماً حديثاً ما دام الأردن يحمي؟! ؛ والذي لم تصرح به أي دولة مانحة كيف وبأي سعر يباع بالإضافة للضريبة المترتبة عليه وكل ما بداخله من تفاصيل هو للمؤسسة الرسمية التي يناط بها حمل المسؤولية؟
 
في الأردن يزداد الفقر ويزداد الولاء بنسب طردية عالية ، حتى بتنا لا نعرف هذه الخصوصية للولاء كيف تكون؟ وعلى أي أساس بنيت -- لم نعد نعرف وبخصوصيات الكتب وتفاصيلها كيف يفكّر هذا المواطن ؟ وهل تجاوز كل شعوب العالم في درجة الذكاء ، وكيف لا؟! وهو الذي يسعى جاهداً فقط لعدم رؤية الآخرين ضاحكين عليه أمام مشهد من يموتون حبّاً وشرفاً لنيل الحرية والحقوق ، لأن الحق والحرية تنتزعان من سارقيها ولا يعطياك إياها بهدوء؟
هل وصل المواطن الأردني لدرجة عالية من الغباء ليصدّق الحكومات وسفاهاتهم بلغة التبرير من أجل تهميشك وضياعك على مزابل العار والموت والجوع ؟! وهل ما زال هناك مواطن يتغنّى بولائه عبر محطات مبرمجة من الفقر والجوع والسرقة أمام مرأى العين!!! المواطن الأردني والسحّيج مميز بالولاء حتى على حساب مرض أبنائه وجوعهم وقلة حيلتهم للعيش بأبسط الحقوق مقابل أن ينعم الفاسد’ بعيش رغيد ودفء وحنان وسط عهر تعدّى كل مقاييس الزمن والعلوم --- فعلاً هذه تهنئة للمواطن الأردني ، وبهذه الدرجة العالية من الوعي في الغباء والنخاسة؟!
 
المواطن الأردني يعيش البرد والتهميش والفقر والجهل والولاء المطلق لكل تشكّلاته المميزة في الخلق والخليقة ، ولأنه بهذا الحال ؛ بات من الضرورة أن تتشكّل لديه شخصية أخرى تثور على الشخصية الأولى لدفنها من خلال ثورة تسمّى ثورة - ’كن ؟ أو أعلن انسحابك من البشرية مقابل الطاعة للفاسد والسارق والضاحك بوجهك بابتسامة الحقارة والكفر والطاعة ؟! فهل لك أن تكون ؟ أو أعلنها أنك لست سوى كفن بثوب إنسان متحرّك...؟
 
لم نعد قادرين على مشاهدة واستمرار هذا المسلسل الغبي من قبل المسؤول على المواطن والوطن وحياته ، وكل يوم يمارس فيه العهر على المواطن لتحصيل ما في جيبه ؛ هو الدلالة الأكيدة على أن المواطن الأردني يتمتع بخصوصية العبد ولا يتعدّاها ، ولن يعيد بناء وطنه على هذا الأساس ، إن لم يكن هناك تضحيات وتصفيات لكل بؤر الفساد ؛ ليمارس بعدها سلطاته الحقيقية لمحاكمة الفاسدين وعائلاتهم دون استثناء ، والسيطرة على ممتلكاتهم غير المشروعة عبر سنين من فتح الإشارة الخضراء أمامهم مقابل أن يتقاسمها صاحب اللصوصية وعائلته والمنفّذ لهذا الفعل ، وما استطاع فعل ذلك ؛ لو كان هناك مواطن حقيقي يؤمن بموضوعية أن الحياة والحرية والحق هو للجميع دون استثناء ، تبنى على أساس من المسؤولية واحترام الآخر ، ولا تختص بمجموعة دون أخرى... .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد