الرئيس صدام حسين في الذكرى السادسة لاستشهاده

mainThumb

29-12-2012 07:46 PM

سيقف التاريخ مطولا أمام ذلك المنظر الحاشد لكل إفرازات الاحتلال الصهيو أمريكي  للعراق الشقيق وكلهم ينتظرون رجلا غير عادي وكانت توقعات العملاء حين استلموه من أسيادهم الأمريكان فجر ذلك اليوم المشئوم والذي صادف مع أول أيام عيد الأضحى المبارك ، وكان ذلك التوقيت مقصودا لبث الفرقة والتمزق بين جناحي الإسلام السنة والشيعة ، وكان ذلك الحشد من العملاء المرتزقة والمهووسين طائفيا يتوقعون أنهم سيكونوا أمام رجل سيتوسل إليهم بكل الطرق لإبقائه حيا ، ولكن هيهات هيهات ، وما أن دخل الرئيس الشهيد صدام حسين وهو متقدم وكأنه يريد إلقاء خطابا هاما لشعبه وأمته ويريد إيداع رسالة لكل الأجيال عن تلك اللحظة التي كما أسلفت سيقف التاريخ أمامها طويلا .
 
وهنا تعالت صيحات الحقد والكراهية قبل جريمة العصر التي ستبقى شاهدة على مدى الحقد الصهيو أمريكي على ذلك القائد الاستثنائي ، وكانت تلك الأصوات تلعن وتسب الرئيس الذي نظر إليهم باحتقار وقال بلهجته العراقية الحلوة (( ما هكذا هي الرجولة )) تلك المواقف التي علمت الكثيرون معنى الرجولة والكرامة التي يفتقدها العملاء الذين تعالت أصواتهم كما أسلفت بكلمات طائفية تدل على مدى الحقد والكراهية فيما يسمى بالعراق الأمريكي الجديد ، وعندما قرأ القاضي وهو العبد المأمور قرار الحكم القادم من دهاليز البيت الأسود قاطعه الرئيس الشهيد مرات عديدة وهو يهتف للأمة العربية ولفلسطين والعراق وبسقوط العملاء الذين زاد سعيرهم ونباحهم على رجل لم يصدقوا أنفسهم بأنه أصبح بين أيديهم وأن قرار إعدامه بكل الأحوال ليس لهم علاقة به إلا إذا أرادوا أن يصدقوا الأوهام وبأنهم أصبحوا حكاما لبلد لا زال يعاني حتى اليوم من الفراغ السياسي .
 
وتقدم الرئيس الشهيد صدام حسين منصة الإعدام الجبانة وأرادوا العملاء وضع كيس أسود على وجهه ورفض ذلك في إباء وكان هو كاشف ومنور الوجه لأنه سيلقى الله وقد عمل ما بوسعه للدفاع عن وطنه وأمته ولم يهرب أو يغادر وطنه لاجئا رغم كثرة ما عرض عليه ، وكانوا هم الملثمين خوفا أن يراهم ويعرفهم الشعب وكانوا خائفين ومرتعدين منه وهو الأعزل وهم المسلحون والمدعومون من كل شياطين الأرض وعلى رأسهم أمريكا .
 
 وتقدم المنصة واثقا متحديا وما أن بدأت الجريمة بتكبيراتهم ولا أعلم لأي رب يكبرون حتى هتف الشهيد قبل أن يسلم روحه إلى بارئها بالشهادتين بعد أن سجل موقفه القومي والعروبي بتحية فلسطين والأمة العربية وبسقوط العملاء والخونة ولم يدعوه يكمل الجملة الثانية من الشهادة ونفذت الجريمة ، ولم يكتفوا حتى أخذوا يطوفون حول جثمانه بطريقة هستيرية مرددين العبارات الطائفية  وينقلونه من بيت لآخر من بيوت قادتهم الذي أحدهم نور الهالكي احتفل به مع زواج ابنه .
 
وارتفع إلى جوار الله شهيدا وهم لمزبلة التاريخ ولا يزال العراق حتى اليوم يئن من الاحتلال وعملاءه حيث أن العراق أصبح على مشارف تقسيم بعد أن أصبح القتل به على الهوية وشماله أصبح مسرحا للموساد لضرب الأمة والتآمر عليها .
 
نفتقد الرئيس الشهيد صدام حسين في هذه اللحظات الفاصلة من تاريخ أمتنا وها هي المؤامرة التي بدأت باحتلال العراق تواصل تمددها لسوريا بعد أن اسقطوا الدولة الليبية وتحقق ما قاله الرئيس الشهيد صدام حسين للحكام العرب (( إذا كانت أمريكا تحاكمني أنا اليوم فأنتم ستحاكمكم شعوبكم غدا )) وهذا ما حدث حيث بدأت الثورة بمعسكر الاعتلال وأطاحت بأكبر عميلين ولكن أمريكا وعملائها نقلوها للمعسكر الآخر المقاوم والرافض للمشروع الصهيو أمريكي الذي يسمونه بالشرق الأوسط الجديد .
 
ويبقى صمود الرئيس صدام حسين وقوته ووقوفه أمام الاستعمار وإفرازاته الدروس والعبر بعد أن ذهب لصاحبها لسجل الخالدين شهيدا من اجل وطنه وأمته .
 
ومن المفارقات المدمية للقلب أن الذين تآمروا على العراق وقيادته القومية هم أنفسهم الذين استفادوا من توجهه القومي مصر والأردن ومحميات الخليج المحتل وغيرهم الكثير, ولا نامت أعين الجبناء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد