المقاومة الفلسطينية وليس حماس وحدها

mainThumb

25-11-2012 10:11 AM

يحاول البعض سواء بالحماس الزائد أو بقصد الخبث السياسي تصوير ما حدث في غزة من صمود أسطوري ومقاومة عظيمة وصلت لقصف تل الربيع المحتلة التي يسميها إعلام الإعراب بتل أبيب وأحدثت تبادل الرعب لثاني مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بعد حرب تموز المجيدة عام 2006م ،  التي تسميه نفس وسائل الإعلام إياها بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأنه مقاومة من حركة حماس وحدها وباقي فصائل المقاومة وكأنهم ملحقين بحركة حماس .

 

لذلك يسيء أصحاب هذا الرأي لحركة حماس قبل غيرها وأصحابه مصابين بالعمى الإيديولوجي حيث لا يروا إلا أنفسهم ورأينا بعض المسيرات التي قام بها أبناء شعبنا الأردني للتضامن مع المقاومة الوطنية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني البطل والهتافات التي يطلقها البعض وتسيء لكل شعبنا الأردني والفلسطيني على السواء بقولهم ( كل الأردن حمساويه ) وليس كل الأردن حمساويه ولا فلسطين كذلك ، حماس حركة مقاومة تحترم ونتفق معها برفض وجود الكيان الصهيوني أما منطلقها العقائدي نحن على خلاف معه ومع غيره من دعاة الإسلام السياسي .
 
حركة حماس ليست وحدها حركة المقاومة وهناك فصائل فلسطينية مناضلة ولا يجوز أن تشطب بهتافات من هم جالسين على قارعة الطريق ، تاريخ أحرار حركة فتح صاحبة الإرث النضالي الطويل إضافة للجبهتين الشعبية والقيادة العامة والجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية وغيرهم كل هؤلاء كانوا في خندق المقاومة في غزة وليس حماس وحدها التي لا شك أن لها الدور الأكبر بالمقاومة والصمود رغم خلافنا مع موقفها من الأحداث والأعمال الإرهابية التي يشنها الأعداء وعملائهم على سوريا العروبة التي كانت وستبقى الحضن الأكبر والأكثر أمنا للمقاومة والصمود ولا ننسى أيضا أن شهيد فلسطين العظيم في تلك الملحمة أحمد الجعبري أحد أبرز قادة حماس العسكريين حيث سمعنا أن له موقفا مخالفا لموقف الانتهازي خالد مشعل وزمرته الذي وضع نفسه في جيب حمد ودويلة الجزيرة .
 
لا شك أن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها سجلت أعظم الملاحم التي سجلها التاريخ النضال الفلسطيني من أحرف من نور وأحدثت هذه المقاومة العظيمة بالسلاح الإيراني والسوري توازن الرعب لثاني مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بعد معركة تموز المجيدة .
 
لذلك نحن مع المقاومة ونحترم حماس ونضالها وجهادها وأرواح شهدائها الذين هم شهداء الأمة العربية وفلسطين تحديدا ولكن نتمنى أن ينتبه الأخوة المتحمسين زيادة بسوء أو بحسن نية لذلك وأن لا يدقوا إسفين يسيء لحماس قبل غيرها وكما أتمنى من قادة المقاومة الفلسطينية إعادة تقييم موقفهم من الأحداث الإجرامية في سوريا التي يسميها خالد مشعل وزمرته بالثورة وأن يتذكروا أن سوريا من فتحت لهم أبوابها وقلبها يوم أقفلها الجميع في وجوههم وأن السلاح الذي سجلوا به هذه الملحمة العظيمة لولا سوريا ما كان يصلهم وأن يتذكروا أن أنظمة الاعتلال العربية والتركية كانوا ينادوا بضبط النفس في الوقت الذي كانت إيران وسوريا وحزب الله تدعو لدعم المقاومة والصمود وأن المقاومة الأصيلة لا غنى لها عن محورها الأساسي دول الصمود والمواجهة للهيمنة الصهيو أمريكية ومشروعها الشرق الأوسط الجديد وليس محميات الخليج المحتل التي هي إسرائيل الثانية .
 
وليس أخيرا نحي أرواح كل شهداء الشعب الفلسطيني في تلك الملحمة الخالدة على مختلف توجهاتهم السياسية والفكرية وتحية تقدير وإجلال خاصة لروح القائد الشهيد أحمد الجعبري  الذي كان فعله يسبق قوله ، هؤلاء الشهداء بفضل تضحياتهم دقوا المسمار الثاني في نعش الكيان الصهيوني الإجرامي الذي اقتربت نهايته أكثر مما يتوقعه الكثيرون ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد