حال للعرب,وما آلت إليه أوضاعهم المحزنة لم نعد نستغربها على الرغم من إن استهجان مواقف الدول العربية مما تمر به الأمة العربية من محن جاءت كنتيجة طبيعة لالتزام بعض حكامها وتياراتها وجماعاتها الأجندة الأميركية التي تخطها العقول الصهيونية بدماء عربية ومال عربي تدفعه مكافأة للعقول النيرة التي وضعت القوى الوطنية والقومية على فوهة بنادق مجنديها,وفي مرمى مدافع بعض تياراتها السياسية التي سبق حلمها بالسلطة بأي ثمن قدرتها العقلية على تمييزالنماذج المطوقة بمصائد الصهيونية ومكائدها,وهذه النماذج لقوى أعجزتها الإرادة الأميركية عن التصرف بإرادتها الذاتية عن طريق تسهيل طريقها إلى السلطة بالخديعة والثرثرة الإعلامية بالمقرطة والتغييروالهرف من مفردات الثورة والثورية محرفة معانيها ومُصاغة في غيرمواقعها الصائبة من الجمل السائبة والوعود الكاذبة.
عندما استهدفت القوى الإمبريالية وعملائها ومجنديها ومتلقي حسناتها المالية والسياسية والمتنعمين برضى الكيان الصهيوني المحتل والمستهدف بتوسعه باحتلال مزيد من الأراضي لكي يقوم بالامتدادالناعم إليها لإقامة المهاجرين الجدد فيها ضامنين استقرارهم المعيشي وأمنهم دون منغصات تسببهاأصوات وطنية واعية ترسخت المعاني القومية في ضمائرها وفي آمالها وأحلامها,وتأسست في مشاعرها الوشائجية العربية النقية بقيمها الوطنية والأخلاقية بدفع أذى الغرب وكشف نواياه العدوانية واحتلاله العسكري بقواعد مدججة بالأسلحة مهددا وجود الدول التي تتغنى بوجوده وتحتمي بقواعده لحفظ كياناتها السياسية التي لا تملك ناصية حماية نفسها لأنها من صنع مصمم على التقسيم والتفتيت وإشعال الخلافات والفتن ودرع واه مكشوف ما يخفيه من ضعف ووهن من كثرة ما يعتريه من ثقوب خجل الدرع ذاته من نفسه بسببها, لمواجهة أي قوة عربية أو حركة تنويرية بمعاني الكرامة الوطنية التي تنتهكها القواعد العسكرية فوق الأرض العربية وفي مياهها الإقليمية وفي أجوائها, وتسعى إلى استعادة القرارالسيادي لأبناء وطنها الذين لم يستشرأي منهم عن رأيه في زعامات الحكم والمستولين على السلطة بدعم إمبريالي مستمر منذ تأسيس تلك النظم وأخذ يزداد شراسة ووحشية في محاولة يائسة للسيطرة على الشعب بعد السيطرة على الزعماء وتطويعهم وكسرشوكتهم منذ زمن بعيد.
الهم الرئيس لقوى الامبريالية المتجددة يقع في أساليب التخاصية للقوى العسكرية والمقاتلين المحترفين وذلك باستخدام مقاتلين يعملون مع الشركات الذين يطلقون عليهم ,ومن القوى التي يقومون بتجنيدها ممن ارتضوا على أنفسهم أن يقتدوا بانقياد زعاماتهم لهذه القوى,وقد سمعنا كثيرا عن شركة ‘بلاك ووتر’الدموية وذات الأساليب الإجرامية حيث تعمل على – تأديب الحي – الذي يأوي مقاوما أو معارضا.
في زمن ليس ببعيد عن معاصرته,دمرالإمبرياليون وأعوانهم من العرب وغير العرب العراق التي كانت قلعة حصينة لأماني العرب المتحررين ذاتيا للتخلص من سياسات العداء للاحتلال الصهيوني القومية (رفض الجيش التركي حينها مساندة القوات الأميركية – البريطانية في عدوانها السافر بالحجج الكاذبة على العراق,فانتقم الحقد السياسي الغربي من قادة الجيش التركي بواسطة أردوغان بحجة لم تجد غيرالكذب وسيلتها التبريرية),و(أول أمس!!) دمرت قوى الشربمشاركة قوى جبانة تستعذب دق طبول الانتقام ليبيا التي ما زالت تعاني من (مصاعب التحريربواسطة قوى التغريروالجشع ومصائبه ) أمثلة حية ماثلة أمام كل عين بصيرة.وبالأمس تنادت قوى ضعيفة لم تقو على الدفاع عن حدودها لاستمرار ودعم,(للثورة في سوريا!!) فوقعت في شر أعمالها أمام القوة العسكرية – الشعبية السورية فتهافتت قوى إشعال الفتن والحروب الغربية والصهيونية , ولا ننسى أردوغان الذي انسابت المياه التركية الشعبية من تحت قدميه فازداد صلافة وعدوانية ضد سوريا التي تعاني من حرب أبطالها!!يرتكبون المجازربحق الشعب ويدمرون البنى السورية ودفاعاتها الجوية وثرواتها البترولية ((دفاعا عن الشعب السوري؟؟)) وإذا بقطر والسعودية يخرجن إلى البطولات العلنية في التحريض على إدامة القتل المرصود بتوجيه من الاستخبارات الإسرائيلية واستخبارات الناتووغيرها,وإذا بقطر والسعودية دعاة حرية والأدهى والأنكى إنهم مدافعون عن الديمقراطية بحكم خبرتهم الطويلة بممارستها وشجعان على التحريض على القتل وارتكاب المجازر دفاعا عن الحرية التي لم يذوقوا طعما لها في يوم من الأيام!!!
عندما قصفت طائرات العدو الصهيوني مصنع السودان وكررت ذلك بما عرف عنها من عربدة المستبد بالضعفاء ,وقبلها قصف المفاعل النووي العراقي,مستبيحة الأجواء العربية المجاورة بكل طمأنينة,وهي أجواء من المفترض إن قوى الدفاع الجوي العربية,خاصة المصرية والسعودية منها, رصدتها ولم نعلم ما إذا أهمل السودان إنذارات هذه القوى؟المسبقة للغارة الصهيونية التي تصول وتجول في أجواء عربية دون مجرد احتجاج أو توبيخ.
رد فعل الشارع العربي عامة والشارع السوداني خاصة كان باردا ولو إنه مستهجن لرد فعل مصرالمجامل,ومستغرب غياب دور مصر إلى هذا الدرك من التواطؤ مع السياسات الغربية الصهيونية من أجل حقبة حكم قد تشوه حركة عمرها حوالي قرن من الزمن.ولا ننسى خفوت صوت الجامعة الذي يضمر دورها ويضمحل بفقدانها احترام أعضائها المؤسسين, هذا الخفوت الذي يبدو إنها فقدت خلاله الجامعة أوتاره السليمة في خضم التواطؤالحميم والتصريحات الفوق ثورية ضد سوريا.
وهذه الأيام في الحرب على غزة,تقف مصر وتركيا اسيرتي ارتباطاتهما مع الغرب,تستأسدان على سوريا وتخنعان في دعم الشعب الفلسطيني في غزة,وبعلو التصريحات الخاوية يظن السيدان مرسي وأردوغان إنهما قدما أكبر قدر من المساعدة التي يستطيعانها في ردع العدوان الصهيوني الدائم على فلسطين وعلى العرب والأتراك أيضا .ولكن عندما يفقد هؤلاء الزعماء السياسيون الصلة بالتاريخ, يخوضون معاركهم مستأسدين مع من يخالف قرارهم ويختلف في المناهج التحررية مع مناهجهم الخانعة مع أهلهم وأبناء جلدتهم.
كيف سنصف هذا الزمن العربي المتمادي في سوئه وكيف نصف قياداته السياسية والحزبية وقواه وحركاته ودوله الصغيرة والكبيرة التي قبل بعضها تهميش دور بلده وتهميش إرادته,ويسعى إلى فعل ذلك بالآخرين.المُهمَش لا يستطيع فعل عمل ضار دون الاستعانة بمهمشيه ,ولا يفعل عملا نافعا دون إذن من مهمشيه.والمال لا يصنع وحده القوة وإ ن ملك أدوات المحارب ,فالشجاعة تبدأ بحرية الإرادة وهي بيت قصيد شجاعة الشجعان.
بماذا نبررما يمر بنا من أحداث مهينة لتراث أمة حضارية بتاريخها وبمنجزات أبناءها المحترمين لأنفسهم ولتاريخهم برضى البعض ومساهمتهم بثروات بلادهم في ذلك؟؟ أكرراعتذاري منكم يا أحفادي لأنني إن عشت حتى اكتمال وعيكم الوطني والسياسي سأخجل من نفسي عند الحديث معكم عن هكذا حقبة أتمنى أن تزول غمتها في القريب العاجل.