دروس من السيرة العطرة (الأمل واليقين)

mainThumb

18-11-2012 10:22 AM

 في ظل الأحداث العصيبة والمواقف الأليمة يستذكر الإنسان سيرة العظماء الذين   خلدهم التاريخ, ويستأنس بسيرهم ويأخذ منها العبر والعضات ,والمسلم يجد في تاريخه وتراثه الكم الهائل من ذلك ولعل سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تعتبر منجما لا ينتهي ومخزونا لا ينضب من القصص والعبر التي يستنير بها المسلم ليتجاوز ظلام الليل البهيم فلا يقف في وجهه أي عائق, ولا يثنيه عن الحق شيء لأن له في رسول الله أسوة حسنه , فيتمثل سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ويتحلى بالصبر, والتحمل, والشجاعة والكرم والنجاح وكل معاني الوفاء والخير .

 

وهذه الأيام  نعيش معا مناسبة من أعظم المناسبات والحوادث التي مرت على البشرية جمعاء ,حيث أضاء النور النبوي أركان المعمورة ,وأشعل مولده عليه الصلاة والسلام في البشرية محطة من أهم محطات التاريخ فكانت الهجرة النبوية إيذاناً بميلاد دولة الإسلام ذات دستور ينظم الحياة بكافة صورها .
 
وأقف معكم أحبتي على درس واحد من دروس السيرة العطرة ألا وهو درس الأمل  المشبع بالعزيمة واليقين, وهو بحد ذاته أقوى رد على كل دعوى للتخاذل والضعف واليأس والإحباط , فهذا النبي الطريد الذي خرج من مكة صوب المدينة المنورة سرا لم يكن يملك إلا اليقين بأن وعد الله حق وأن ما وعد الله رسوله آت لا محالة ,ولم تثنيه الصعاب والمشاق عن السير قدما نحو تحقيق الهدف ونشر الرسالة الإلهية بأمانة وصدق,فقد وقف في وجه دعوته أكثر الناس بطشا وظلما وكان منهم حتى ذوي القربى ,وواجه المخاطر والمتاعب والجوع والحرمان في سبيل دعوته  ولم يزده ذلك إلا يقينا وأملا بنصر الله .
 
 وتخيل معي أخي القارئ الكريم أن الدولة التي بناها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أطاحت بأكبر قوى الشر والبطش على وجه الأرض( الفرس والروم) بعد مرور خمسة عشر عاما على هذه الحادثة الشريفة فقط ,ليسود بعدها عدل الإسلام وتنشر رحمته على الأرض ويصبح المضطهدون سادة للبشرية بعد أن كان يرضيهم حِمل جمل من قمح أو شعير نظير تبعية الذل والهوان.
 
لقد كانت هجرته عليه الصلاة والسلام نقطة تحول تاريخي للعالم بأسره حيث ارتأى المسلمون أن يجعلوا من هذا التاريخ تقويما لهم وذلك إيمانا منهم بضرورة أن تكون الشخصية الإسلاميه متميزة ومستقلة عن غيرها بعد أن كان العرب عالة على غيرهم في كل شيء فاختاروا هذه الحادثة لتكون مفصلا تاريخيا في تاريخ الأمة  وعنوانا لها , فولد التقويم الهجري .
 
 إن دروس الهجرة النبوية المطهرة  كثير وعظيمه ويكفي الأمة منها درسا واحدا لكي ترتقي إلى مراقي العزة والكبرياء فهيا بنا أمة محمد لاستعادة أمجاد ماضينا بالهمة والعزيمة والأمل والعمل لنخرج من واقعنا الأليم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد