تشرين .. كم أوجعتنا ؟!!

mainThumb

17-11-2012 02:15 PM

 كانت الحسرة قاتلة كخثرة دم وقفت لتحتسي قهوتها المرّة في قلب شريان تاجيّ ... وكان الأمل ضعيفا كرضيع جائع ممددا بجوار أمّه الشهيدة ... وكان الكمد قاتلا كيهودي دخيل ..... و أكثر من ذلك بكثير 

 
تشرين ... يا قطرة ماء مغيثة ... تُرَفّق !! 
 
عشرون عاما ونيّف مرت كيوم وظهيرة ... وظهيرة يوم ونيّف مرت كألف سنة مما تعدون ... فالوجع عميق عندما يئن وطني .. والوجع أعمق حين يتواجه أبناء وطني في ميدان وطني
 
لا يخفى على عاقل ما ألمّ بوطننا الجريح .. فأنياب العجز قد انغرست في جسده الطهور وتجاعيد الزمان قد ارتسمت على وجهه الصبوح ... وتكاليف الدهر أشعلت رأسه الشامخ شيبا ...  وما من شيء أكثر ايلاما له إلا جرحا في الصدر أعمَلَه غريب وخنجرا في الظهر غرسه قريب
 
كًحُمرَة الشمس في سواد الليل يبدو جلياً ما ألمّ بالوطن من ترهل اقتصادي وعجز مالي ... إضافة الى أعباء أمنية نتجت عن دمار أحلّ بدول الجوار ... وطننا كحديقة غنّاء قد اندلعت على أطرافها نار تلًظّى ...  فإما أن ندركها وإما أن تأكل تلك النيران ما استطاعت الوصول إليه فقد انتهى زمن المعجزات الذي يجعل النيران بردا وسلاما !! 
 
ولن ننسى أننا وجميع قاطني هذه الديار لنا ما يشغل بالنا .. وما نصبو إليه في كل صباح .. وما من دقيقة تُقضى ولا خطوة تُمشى إلا ولها ثمن مادي يُبذل ... فكيف التوفيق إلى قليل من الوسطية لنزيل هذا العبء عن كواهلنا ... لنريح الوطن ونريح عقولنا التي هي أيضا ميادين حروب وساعات عمل بلا توقف 
 
أنا لست خبيرة إقتصادية ولا أملك حلاً سحريا لأقدمه للوطن للخروج من أزمته الحالية ... إنما هي بضع كلمات حقيقية أتقدم بها لمن ألقى السمع وهو  بصير .. كلنا يعي أن كل المسلم على المسلم حرام ودمه وماله وعرضه فلم إشهار السلاح ؟! ولم القتل ؟!! ومردّ ذلك كله الى الهاوية  في الدنيا والاخرة  ثم فإنّ رسولنا الكريم قد أمرنا أن نعطي الطريق حقه فهل من حقه أن نعيق حركة الناس فيه أو أن نعيق ايصال سيارة إسعاف أو إطفاء أو نجدة إلى موقع ما أو لأي ظرف طارئ مهما كانت الغاية نبيلة فلا مبرر للإيذاء ... وما من حكمة مرتجاة من قطع الطريق وإتلاف الإشارات الضوئية وتكسير المؤسسات ونهب المال العام وسرقة  البنوك إلا أن تكون غاية لئيمة أو نفسية مريضة ومردّ ذلك كله وبالا فها هم المخربون قد أضافوا عبئا ماليا جديدا على خزينة الدولة فتضاعف الضرر !!
 
وكما المواطن وقف دوما وسيقف مع هذه القرارات الطارئة خدمةً للوطن وأمنِه واعيا أنّ ذلك واجبا لا منّةً ...  نريد من الحكومات الالتزام بالوقوف الى جانب المواطن في محاربة كافة أشكال الفساد لتعود الثقة المسلوبة سيدة الموقف .. ملتزمة أيضا بمحاسبة كل من امتدت يده يوما الى المال العام مستردة كل حق لنا وللوطن من أعناقهم مانعة لأي تطاول كان أو سيكون بحق الوطن من أي كان مهما علا شأنه ...لنسترد الوضع الاقتصادي الجيد إن شاء الله ولنعمر الوطن بسواعد حديدية مدركين ما سيلحق بالوطن من مخاطر إن تقاعسنا .. موقنين أن كل هذه الجهود لن تضيع سدىً ... مؤكدين أنه مهما كانت الظروف سنظل الدروع الحامية لهذا الوطن بالأرواح والمقل 
 
( فمن أراد الشذى كنا أزاهره ومن أراد الأذى كنا له الأرقا ... ونحن نحن .. سواء أمطرت ذهبا .. سماء أوطاننا .. أو سدت الرمقا ... فليس يجمعنا خوف ولا  طمع ... لكنه العشق ... والدنيا لمن عشقا )
 
حمى الله هذا الحمى .. ورد عنه كيد الفاسدين المفسدين و أصحاب الفتن ... اللهم آمين 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد