السوسنة - أثار نبأ مقتل الممثل السوري من أصل فلسطيني محمد رافع الأسبوع الماضي في دمشق موجة جديدة من الغضب، والتخوين سادت أوساط الفنّانين السوريين؛ بعد تناقل تقارير عن ردات فعل عدد من الممثلين أثارت استياء واسعا.
وقتل رافع، الذي عرف في دوره بمسلسل باب الحارة، على يد جماعة مسلحة معارضة تطلق على نفسها اسم كتائب “أحفاد الصديق،” زعمت أن الممثل الشاب محسوب على “الشبيحة،” ويعمل مع أجهزة الاستخبارات السورية ضد مقاتلي المعارضة.
وأبرز فصول اندلاع تلك الموجة الجديدة التي أثارها خبر مقتل رافع، ما واجهته الممثلة السورية كندة علوش التي تقيم في القاهرة منذ فترة، حينما أشيع في أوساط الفنّانين السوريين أنها أعلنت “شماتتها” بمقتل رافع.
وقد نسبت إحدى الممثلات إلى علوش تصريحاً بهذا المعنى على أحد المواقع الإخبارية، ما عرض كندة لحملة عنيفة من الانتقادات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للنظام السوري، الأمر الذي دفعها إلى إصدار بيان، نفت فيه ما نسب إليها من تصريحات.
وقالت علوش إن هذه التصريحات “عارية تماماً من الصحة،” معتبرة الاغتيال “عملا خطيراً “ينحدر بنا كسوريين إلى درك لن يسهل الخروج منه.”
وتوجهت كندة علوش بأحر التعازي لعائلة الممثل الراحل مؤكدة أن “كل قطرة دم سورية تسيل على أرض سوريا هي خسارة، ووجع، وألم لكل السوريين مواليين كانوا أم معارضين.”
وموجة التصريحات المفبركة طالت أيضاً الممثل قصي خولي المقيم مؤخراً في الولايات المتحدة، حيث نسبت إليه صفحات موالية للنظام السوري، تصريحات مفادها أنه يسعى للانتقام شخصيا لمقتل رافع.
غير أن خولي نفى في بيان عبر مدير أعماله تلك التصريحات، قائلا إنه “ضد العنف، والعنف المضاد، وخسارة أي فنان سوري تحت أي مسمى هي خسارة للشعب، والفن السوري عموماً.”
وأكد خولي عدم وجود صفحة تمثله على أي من مواقع التواصل الاجتماعي، باستثناء حساب “فيسبوك” الذي يشرف عليه مدير أعماله.
وطالب بعض المتابعين الممثلين الذين يثقون بهم بتسجيل موقفهم إزاء ما وصفوه “بجريمة اغتيال محمد رافع،” وهو ما حدث مع المخرجة رشا شربتجي، والممثل مصطفى الخاني، ردت الأولى على صفحتها على فيسبوك قائلة: “ثقافة القتل مرفوضة تماماً من كل الأطراف، وهاد يللي عم عبر عنه بصمتي، وقلة حيلتي.”
وأضافت القول: “القمع الحمد لله عايشته من كل الأطراف لأنه ذهب صوت العقل، وبقي صوت السلاح، وريحة الدم .. كلنا أدنّا هي الجريمة لأنه ببساطه محمد سوري ابن بلدي، وببساطه الحرية هي إنك تحترم الرأي الآخر مش تقصيه وتحلل دمه.. محمد الله يرحمك، ويصبر أهلك يا ابن بلدي يا ابن سوريا.”
وكتب الخاني متسائلاً: “ما أهميّة تعليقي أمام الذي يحدث؟ زهرة شباب سوريا سواء من المعارضة أو من الموالاة، مستقبل سوريا يقتل أمامنا ونحن لا نفعل سوى التّعليق، محمد شاب مثل الوردة، فنان لم يؤذِ أحداً بحياته فلماذا قتل؟ لأنّ له رأياً مخالفاً عن آرائهم، وصلنا إلى مرحلة القتل بسبب الاختلاف بالرأي، حرام ما وصلنا إليه، الله يصبّر أهله ويرحمه ويرحم كلّ شهداء سوريا.”
أما الممثلة والمغنية أمل عرفة المقيمة في دبي بدولة الإمارات العربية، فأبدت انزعاجها من استمرار البعض باختلاق كلام ونسبه إليها فيما هي تلتزم الصمت “احتراما للدم الذي يسال في سوريا.”
وقالت في بيان: “أريد سوريا بدون عنف، وبدون دم، وبدون شعارات زائفة، أريدها من دون سلاح، وخطف وتطرف، ومن غير قهر وخراب،” مطالبة الجميع بالعمل على “إخماد نار التفرقة وليس تأجيجها.”
وتأتي تلك التصريحات، والتصريحات المضادة التي تستهدف الوسط الفني السوري، وسط تعقيدات الوضع الأمني في سوريا، وقلق وجوه بارزة في الدراما السورية على أمانهم الشخصي، وحياة أسرهم، مما دفعهم للسفر إلى خارج البلاد، مما يعزز المخاوف من ناحية أخرى حول إمكانية انطلاق التحضيرات للموسم الدرامي المقبل 2013.
ولم يبدأ من هذا الموسم فعلياً سوى تصوير مسلسلين هما “ياسمين عتيق” للمثنى صبح، و”روزنانة” لوسيم السيد.
يشار إلى أن الممثل القتيل محمد رافع من مواليد عام 1982، وبدأ مسيرته الفنية عام 1999 بمسلسل “حي المزار،” وشارك في نحو 22 مسلسلاً، كان آخرهما “زمن البرغوت”، و”الأميمي” في الموسم الرمضاني الماضي.
ومن أشهر أدواره التي حققت له الانتشار دور “إبراهيم” بالمسلسل الشهير “باب الحارة.”
(CNN)