تجويع الأردنيين هدفا مقصودا

mainThumb

08-11-2012 03:35 PM

 ليس قدرا أن يكون الأردن فقيرا في محيط غني ,وليس قدرا أن لا يستطيع  بلد لا يتجاوز سكانه 6 مليون مواطن ومجنس  إطعام شعبه, أو حتي إرواء ظمأهم من العطش وليس قدرا أن يتحول شعب الأردن إلى شعب متسول لا يجد قوت يومه إلا بشق الأنفس, وليس قدرا أن يكون محيط الأردن ومن كافة الجهات يزخر بالبترول والخيرات في حين لا يجد أبناء الأردن ما يضعونه في مواقدهم وسياراتهم .

 
وأكاد اجزم أن تجويع الأردنيين يرجع إلى أسباب داخلية وخارجية متعددة تكالبت على الوطن وأهله على رأسها سوء الادارة ,وضعف المراقبة, والتكسب الوظيفي, وخيانة الأمانة التي استرعاها الله لبعض المسؤولين فباعوا ما لا يملكون من مؤسسات وشركات ربحية بثمن بخس لا يعادل خردة تلك الشركات, وجرت تلك المذابح  تحت ما يسمى بالخصخصة ولا ندري كيف تسمى اللصلصة خصخصة ؟
 
وكان للأسباب السياسية دور فاعل في تجويع الأردنيين, حيث هدفت إلى إبقاء المواطن يلهث وراء رغيف الخبز الذي لا يكاد يجده إلا بشق الأنفس من اجل تمرير القرارات ,والمعاهدات والاتفاقيات التي لا تخدم مصالح المواطن وذلك في غمرة انشغاله بأبسط حاجاته الأساسية .
 
ولعل معاهدة السلام المشؤومه التي جرَت الويل على الأردن كانت السبب المباشر لتدهور الحالة الاقتصادية للأردن خاصة بعد رفض الأردنيين كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني فكان لزاما على أطراف مشبوه أن تبقي  الأردن في حالة عوز وفقر كي يلجأ المواطن إلى تقبل العدو الصهيوني شريكا اقتصاديا ويضطر بعدها إلى التعامل معه رغم انفه.
 
 فإذا كان الأردنيون يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني فكيف سيقبلون بمرور خط البترول من العراق إلى ميناء حيفا على المتوسط عبر الأردن مثلا  ؟ وكيف سيتقبل الأردنيون المنتجات اليهودية ؟
 
وكيف سيقبل الأردنيون الذين يقفون على اكبر وأطول الحدود مع الكيان الصهيوني اية شكل من أشكال التطبيع؟
 
 يبدو أن  أطراف مشبوهة تفتعل وتتسبب في تجويع الأردنيين وتتركهم  يتضورون جوعا ويعانون الحرمان ويصطلون بنار التآمر والكذب كي يصل الأمر بهم إلى قبول مالم يقبلوه في حال الرخاء والسعة  .
 
 أذكر انه وقبل أيام ذهبت لشراء الخضار من السوق وكان من ضمن المشتريات صندوق من مادة الخيار يزيد عن عشرة كيلوغرام تقريبا 
 
وتفاجأت بسعره المنخفض حيث اشتريته بدينارين فقط وبعد العودة إلى البيت تبين أن الصندوق مكتوب عليه "من إنتاج إسرائيل "وسرعان ما عرفت سبب انخفاض سعره إذ أن سياسة الصهائنة تقوم على مبدأ إغراق   الأسواق بمنتجاتها وإجبار الناس بعد إفقارهم على شراء تلك المنتجات وبسعر منخفض ,بل وبأقل من سعر التكلفة أحيانا إذا  تطلب الأمر كي لا تنافس الزراعة والصناعة المحلية هذه المنتجات وسينتهي الأمر يتلك المزارع والمصانع الوطنية إلى الإغلاق وبعدها ينفرد الصهاينة بالأسواق بعد تفريغها من الإنتاج المحلي, وترفع الأسعار أضعافا مضاعفة تستنزف فيها اقتصاد تلك الدول .
 
ونحن لا نستبعد أبداً انخراط الشخصيات والعصابات التي نهبت الوطن وباعت مؤسساته وأفقرته بهذه المؤامرة التي أصبحت نتائجها تظهر للعيان وبشكل ملموس .
 
إذاً فان  تجويع الأردنيين يبدو هدفا مقصودا لكي يقبل الأردنيون اليوم وبكل ترحيب ما كانوا يكرهونه بالأمس ويرفضونه  .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد