بداية يسجل الأردنيون بكل فخر واعتزاز شكرهم وتقديرهم للأجهزة الامنية التي تعمل من اجل الوطن عامة , خاصة ما قام به رجال الوطن مؤخرا من الوقوف أمام فئة أرادة النيل من امن الأردن ونشر الفوضى فيه ,ولا يزاود وطنيا واحدا على تقدير هذه الجهود المباركة, وان دل هذا على شيء فإنما يدل على الاحترافية والمهنية العالية التي تتميز بها أجهزتنا الامنيه في كشف المخاطر التي تحيق بالوطن .
ومن حق الأردنيين أن يتساءلوا لماذا يستطيع المخربون والمفسدون من الصنف الآخر النفاذ بجرائمهم وعدم اكتشافها إلا بعد فوات الأوان ؟ أوليس الجهاز القادر على كشف الجرائم المخطط لها وإحباطها قبل وقوعها قادرعلى كشف الفساد الوظيفي والمالي الذي أضاع مقدرات الوطن ومكتسباته ؟... وهنا أوجه نداء مخلصا إلى كل الشرفاء في بلدي الحبيب أن يتقوا لله في وطنهم وان يحموه بكل قوه قبل فوات الأوان وعندها لا ينفع الندم, حيث سيتحسر كل مقصر في عمله بأنه كان شريكا في خراب بيته , فنحن الأردنيون لا وطن لنا إلا الأردن ولا محيا لنا إلا محياه ولا ممات لنا إلا على ترابه الطهور, نأكل الخبز الحاف في بيوتنا ولا نأكل البيتزا على الحدود والمخيمات ,ونستحلفكم بالله أيها القابعون على حماية الأردن أن لا تجعلوا سبيلا لمفسد أو مغرض يريد النيل من وطننا, ويكون ذلك بقيامكم بواجبكم كاملا غير منقوص وتطبيق العدالة والمراقبة على الجميع دون استثناء .
ما ذنب المواطن يا ترى في تحمل تبعات المديونية التي تقصم ظهر الأردن؟ وما ذنبه حتى يتحول إلى متسول؟ وما ذنبه حتى يبيع حا كورة بيته ليعلم أبناءه؟ ثم لا يجد لهم عملا بعد ذلك ! في حين نجد أصحاب الكوتات وورثة المناصب يتقلدون أعلى المناصب في الدوله وسرعان ما يثبت فساد أكثرهم ثم تأتي حلقة أخرى من مسلسل ابطاله لا يموتون أبدا ! وكأن ارحام الأردنيين اصبحت عقيمة لا تنجب رجال الا من صنف واحد ومن جغرافيا محدوده.
ما ذنب الأردني الحر حتى يهاجر طلبا للرزق ! بينما يتربع الغرباء في بيته وأرضه ويتنعمون بخيرات بلاده... أكاد اجزم أن لا ذنب له إلا ذنبا واحدا وهو طيب معدنه,وبساطته التي وصلت الى حد لا تحمد .
يستيقظ الأردنيون كل يوم وهم يبتهلون إلى الله أن يحمي وطنهم وأعراضهم وبيوتهم ويصر الظلمة على تعريض كل ما سلف للأذى,وصدق المثل العربي "الجلد الذي ليس لك جره على الشوك" فلو كان الأردن يعني للفاسدين شيئا سوى التكسب ,ما وقفوا متفرجين ويترقبون انهياره ودماره –لا سمح الله - وهل ترضى الأمّ أن يُقتل ولدها ؟!
هذا الوطن لم يصل في يوم من الأيام إلى ما وصل إليه من التردي والضعف ويرجع ذلك كله إلى ضعف المراقبة والمحاسبة والمكاشفة ,واستئمان غير الأمناء على المصالح العامة للناس.
والسؤال المهم هنا لماذا تقدم مصلحة الأشخاص على مصلحة الوطن وعموم المواطنين ولماذا يقف أبناء الوطن مكبلي الأيادي أمام ما يرون من اعتداء على مكتسبا تهم التي بناها الآباء والأجداد بعرق جبينهم وماتوا كرماء برغيف خبزهم الحاف .
من ينقذ الأردن ؟ سؤال الإجابة عليه بسيطة للغاية.
الأردن لن ينقذه إلا الله وأبناؤه الأحرار من خلال إيجاد محكمة شعبية يقدم لها كل المقصرين والمفرطين بحقوق الشعب خاصة من باعوا المؤسسات الوطنية الربحية ويطبق عليهم حد الله حيث يقوم على رعايتها رجال لا تأخذهم في الله لومة لائم ,على أن تتم المحاكمة علنا أمام المسجد الحسيني الكبير حدا وتعزيرا كل حسب جريمته ,ويصار بعدها إلى استعادة جميع الحقوق والأموال المنهوبة والمستنزفة وإيداعها خزينة الدولة دون أن يكون في ذلك ظلم لأحد أو أخذا بشبهة ,إنما يكون بالدليل القاطع مع استعادة مؤسسات الوطن التي بيعت بثمن بخس ودون إذن من الشعب .
وهذا ليس بالأمر المستهجن لأن جناية الفساد والإفساد في الأرض يكون الجزاء الأوفى فيها أن عقوبتها من جنس العمل, علما أن دولة كالصين مثلا تطبق الإعدام على من يثبت فساده في أموال الشعب .
تحية مرة أخرى لرجال الأمن العام والمخابرات العامة والدفاع المدني والجيش العربي حامي الحدود والحمى والأعراض, وننتظر منهم المزيد من العمليات النوعية التي تجلب للعدالة المتنفذين وتجار الوطن والمفسدين الذين باعوا وتكسبوا وأثروا على حساب الوطن .