بيروت .. ثم ماذا بعد ؟

mainThumb

20-10-2012 10:54 PM

 فعلها الأسد كما وعد .. فكانت لبنان إحدى محطاته بضربة قوية قتل على إثرها العميد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في الأمن اللبناني مؤرق نظام الأسد وأتباعه في الداخل اللبناني والإحتلال الإسرائيلي على حد سواء معيدا بذلك مشاهد الإغتيالات ضد مناوئيه. وبذلك تكون لبنان ليست منأيه عن الأحداث في سورية لا سياسياً ولا شعبياً ولا أمنيا مهما حاولت الحكومة اللبنانية أن تثبت ذلك بل هي الآن في خضم المعركة وجزءاً لا يتجزأ.

 

العقيد وسام الحسن من كان لايعرفه فقد أصبح معروفا عنده ومن كان لايسمع عنه فقد سمع الآن عنه بعد رحيله ومن كانت تخفى عليه إنجازاته  فأهمها كشف العميل لإسرائيل فايز كرم المحسوب على التيار الوطني الحر الموالي لحزب الله اللبناني وإكتشافه لخيوط مهمة في قضية الشهيد رفيق الحريري المُتهم فيها النظام السوري وتمكنه من اكتشاف أكثر من 30 شبكة تتعامل مع الإحتلال الإسرائيلي من ضمنهم أعضاء في حزب الله اللبناني وآخرها توقيف عميل النظام السوري النائب اللبناني السابق ميشيل سماحة وبيان علاقة اللواء علي مملوك رجل المخابرات السوري الأول  وبثينة شعبان مستشارة الأسد في تخطيطهم لتفجير الشمال اللبناني وإثارة الفوضى الطائقية هناك.
 
العقيد الحسن لم يكن الأول ضمن المجموعة الأمنية فقد لحق بالرائد وسام عيد والمقدم سمير شحاده ولم يكن الوحيد المُعارض الذي تم استهدافه فهناك كوكبه من السياسيين اللبنانيين سبقته أيضاً, لكن نعترف بأن الإنجاز الأسدي في لبنان مابعد الإنتفاضة السورية هو العقيد الحسن بإمتياز. وبالتأكيد فإن تهديدات النظام السوري الواضحة بنقل المعركة للخارج قد تم تنقيذها بشكل لايقل دموية عن مايقوم به ضد الشعب السوري فبعد المناوشات على الحدود الأردنية والحركشات على الحدود التركية كانت لبنان اللقمة السائغه له والأرض الخصبة لتنفيذ وعوده  خصوصاً بأن الأكثرية التي تحكم البلد تجاهر بدعمها لنظام الأسد والتي بأي حال تُمسك بأذرع الدولة اللبنانية وأهمها المطار الذي يخضع تحت إمرة قرارات حزب الله الذي من المستحيل تفويت تساؤلنا بمعرفته بوصول العقيد الحسن ومعرفته على الأقل بتفاصيل العملية, ولا يمكن بعد الآن إرهان لبنان والمنطقة العربية تحت إنجازات الحزب وانتصاراته على الكيان الصهيوني, نحن نعترف بذلك ونفتخر بوجود حزب أو ميليشيا أو مقاومة تكسر جناح الغطرسة الصهيونية لكن من المستحيل اعتبار تلك الإنجازات رخصة لتدمير سورية ولبنان وغيرها. وعلينا أن لانتغاضى عن تهديد الجنرال ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر المُعلن ضد العقيد الحسن وبلطجة اللواء جميل السيد الذي قال حرفياً في مقابلة تلفزيونية مؤخراً بأن الحسن لن يفلت بعد قضية سماحة.
 
الوضع أكبر من التكهن بقرب زوال الأسد أو ضعفه ميدانيا وليس من المقبول استغلال الحدث لكي نحلل الوضع الميداني في سورية فقط, فالأوضاع لا تبشر بخير مهما كانت النتائج في الداخل السوري وخاصة بعد صمت المشاهدين من المجتمع الدولي والتواطىء العربي المخزي الذي كانت استنكراته مخجلة ووضيعة وغير معلنه. نعم هم أصبحوا مشاهدين ولا أبالغ إن قلت مستمتعين بما يقوم به بطلهم الأسد من مشاهد رعب في تحقيق مآربهم وأجنداتهم وهم في قمة السعادة بما يقدمه مبعوثهم الأخضر الإبراهيمي من حلول هزلية ليس من شأنها إلّا الإستخفاف بدماء الشعب العربي الذي استفاق من غيبوبته بعد عقود من التمويه والتخويف والتجويع
 
ماذا بعد تفجير الأشرفية ؟ وماذا بعد الحدود التركية ؟ وماذا بعد الإختراقات المخابرتية في الأردن؟ وماذا بعد ملايين النازحين السوريين والاف الشهداء؟ وماذا بعد الإبراهيمي؟ كلها أسألة تقودنا إلى سؤال مهم وهو متى ستتحرك الأنظمة العربية للحؤول دون إشتعال المنطقة والتي بلا شك ستلهبهم؟ سؤال قد تجاوب عليه القضية الفلسطينية المجروحة  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد