معركة شرسة تنتظر أميركا والمكسيك بنهائي الكأس الذهبية غدا

mainThumb

23-06-2007 12:00 AM

تطلب الامر قرارا مثيرا للجدل في اللحظة الاخيرة من مباراة وفوزا صعبا لاحدى القوى الكبيرة في عالم كرة القدم على حساب جزيرة كاريبية ضئيلة حتى يتأهل الخصمان القديمان الولايات المتحدة والمكسيك لنهائي بطولة الكأس الذهبية لدول أميركا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي (كونكاكاف) لكرة القدم.

ولكن في النهاية تحقق حلم منظمي البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة حاليا وهو أن تجمع مباراة النهائي غدا الاحد بين أبرز منتخبين في منطقة الكونكاكاف.

وسبق للمكسيك التأهل لنهائي الكأس الذهبية أربع مرات حيث فازت في المرات الاربع بينما فازت الولايات المتحدة صاحبة الالقاب الثلاثة بالكأس الذهبية في نهائي البطولة مرتين خلال النسخ الثلاثة الاخيرة التي أقيمت منها. وتتطلع الولايات المتحدة لاحراز لقبها الرابع بالبطولة على حساب المكسيك غدا.

والطريف أن مباراة الغد التي ستجرى باستاد "سولديير فيلد" بمدينة شيكاغو ستجمع بين دولتين صاحبتي أرض. حيث أن الملايين من عشاق كرة القدم المكسيكيين يعتبرون الولايات المتحدة بمثابة وطنهم. لذلك من المتوقع أن يشهد الاستاد الذي يسع 500ر61 متفرج غلبة للحضور المكسيكي على الحضور الاميركي نفسه.

ولكن طرفي النهائي سيغلب عليهما الانفعال غدا وذلك بسبب التوتر الذي يفرضه عليهما الضغط الجماهيري إلى جانب جائزة البطل التي تلوح لهما في الافق. وستكون أجواء المباراة ملتهبة بسبب الخصومة الشرسة بين الفريقين.

وتحب المكسيك دائما التغلب على جارتها العملاقة في الشمال بينما تريد الولايات المتحدة أن تثبت دائما أنه برغم سمعتها كدولة لا تهتم بكرة القدم الا أنها قادرة على التغلب على منافستها اللاتينية.

وفرضت الولايات المتحدة والمكسيك سيطرتهما على بطولات الكأس الذهبية التسع التي جرت حتى الان بما فيها البطولة الحالية. وكانت كندا هي الدولة الوحيدة الاخرى بخلافهما التي نجحت في إحراز أحد ألقاب البطولة الثماني السابقة.

ولكن سواء بالنسبة للمكسيك أو حاملة اللقب الولايات المتحدة فلم تنجح أي منهما في تقديم العروض المنتظرة هذا العام. وحتى وإن كانت كلتا الدولتين قد قدمتا ما يكفيهما لتتأهلان إلى النهائي فلم تنجح أي منهما في تقديم أداء مقنعا أمام منتخبات كرة القدم المتواضعة بالمنطقة مثل بنما وكوستاريكا والهندوراس وحتى جواديلوب.

فقد تأهلت المكسيك لنهائي الكأس الذهبية بتغلبها على المستعمرة الفرنسية الصغيرة بالبحر الكاريبي جواديلوب 1/ صفر بهدف لاعبها المحترف بنادي شتوتجارت الالماني بافيل باردو في الدقيقة 70 من المباراة.

ولكن هذا الفوز لم يسهم بالكثير في زيادة ثقة المنتخب المكسيكي في نفسه تحت قيادة مدربه أسطورة الكرة المكسيكية هيوجو سانشيز.

وذكرت صحيفة "إل يونيفيرسال" اليومية في صفحتها الرياضية أن "المكسيك عانت لتتغلب على جواديلوب وبرغم أنها لم تواجه خطر الهزيمة خلال تلك المباراة الا أنها تأهلت إلى النهائي تملؤها الشكوك".

ولم يكن النقاد الامريكيون أكثر لطفا مع منتخب بلادهم الشاب الذي يعاد بناؤه حاليا اعتمادا على مجموعة من اللاعبين الشباب في أعقاب الظهور الامريكي المخيب للامال ببطولة كأس العالم 2006 التي جرت الصيف الماضي بألمانيا.

وفي مباراة الدور قبل النهائي التي جمعت بين الولايات المتحدة وكندا سجل فرانكي هيدوك ولاندن دونوفان هدفي المنتخب الامريكي في شوط المباراة الاول. ولكن كندا عدلت النتيجة إلى 1/2 عن طريق هدف لاعبها إيان هيوم في الدقيقة 76 . ولم يحسم المنتخب الامريكي المباراة لمصلحته الا بفضل القرار المثير للجدل بإلغاء هدف كندا الثاني في اللحظة الاخيرة من المباراة اعتقادا من الحكم بأن الهدف جاء من تسلل.

وقال إفيس جالارسيب الناقد الرياضي بموقع "سوكرنت" الالكتروني "يبدو أن رجال المنتخب الامريكي لكرة القدم بارعون في فن التعثر عند خط النهاية".

وتنبأ ناقد آخر وهو جين تشانج بأن يكون نهائي الغد نهائيا تقليديا من

حيث إظهار ندية وخصومة الطرفين.

وقال تشانج "ستعتمد المباراة إلى حد كبير على قدرة المكسيك على إنهاء هجماتها على النحو الصحيح أو وقوعها من جديد في مصيدة تعثر جميع لاعبيها أمام المرمى الامريكي".

ومما قد يسهل على المكسيك مهمتها غدا هو أن الولايات المتحدة ستخوض المباراة بدون اثنين من أهم لاعبيها وهما لاعب خط الوسط المؤثر مايكل برادلي وهيدوك .

ولكن التاريخ الحديث يرجح كفة الولايات المتحدة التي تغلبت على المكسيك 2 /صفر في مباراة ودية في شباط الماضي ليمدد المنتخب الاميركي سلسلة المباريات التي لم يخسر فيها على أرضه أمام المكسيك إلى ثماني مباريات متتالية.

لذلك وبرغم تواضع العروض الا أن الروح المعنوية العالية تسود المعسكر الاميركي قبل نهائي الكأس الذهبية.

وقال بوب برادلي مدرب المنتخب الاميركي "إننا في غاية السعادة لبلوغنا النهائي .. وأشعر بالرضا لاننا نزداد قوة. فتركيزنا يتحسن ومن المهم للغاية أننا تأهلنا للنهائي".

بينما كان سانشيز أكثر انتقادا للمنتخب المكسيكي حيث قال "لا لست راضيا عن الاداء .. أعتقد أن مستوانا يتحسن وأنا سعيد بأدائنا الدفاعي ولكن ندرة الاهداف لست راضيا عنها".

ويتأهل الفائز بلقب بطولة الكأس الذهبية مباشرة إلى بطولة كأس القارات لعام 2009 بجنوب أفريقيا-وهي البطولة التي ستكون الاعداد المثالي لبطولة كأس العالم التي ستسضيفها جنوب أفريقيا أيضا في 2010. كما ستكون مباراة الغد إعدادا جيدا آخرا لبطولة كأس أميركا الجنوبية

"كوبا أميركا" التي ستنطلق منافساتها بفنزويلا هذا الاسبوع حيث سيكون على كل من الولايات المتحدة والمكسيك أن ينسيا أمر الخصوم المتواضعين ومواجهة عمالقة العالم أمثال البرازيل والارجنتين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد